عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

محمد مرسي وعدنان مندريس

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لن يضير أول وآخر رئيس اختاره الشعب المصري بكامل إرادته وحريته أن يصر النظام، المستبد الممتد منذ ثمانين سنة إلا عامين، على أن يوارى التراب في الليل ودون مشيعين! وأن يسمح ذات النظام للرئيس الذي خلعه الشعب في ثورة منصوص عليها في الدستور بجنازة عسكرية بحضور جميع أفراد عائلته وأزلامه وأنصاره علنًا وفي وضح النهار وفي بث حي مباشر منقول للعالم أجمع!

لن يضير البطل محمد مرسي الذي لم يعط الدنية أن يشارك الشخص الذي اختاره يوما وزيرا للدفاع بعد ترقيته بشكل متسارع في جنازة المخلوع، وأن يقف باحترام وإجلال أمام جثمانه، فيما كان يصر على انتهاك حقوق الرئيس السجين، ومنع إقامة جنازة شعبية له.

الآن استوى مبارك ومرسي، فهما الآن عند الواحد الديان، عند مَن لا يظلم أحدًا، وسيلحق بهم الجميع عاجلًا أم آجلًا، وسيلتقون حتمًا. فلمن ستكون الحجة يا ترى؟! فالقاضي هناك هو الله الذي لا تخفى عليه خافية.

لن تبقى الأمور هكذا، فيومًا ما سيعدل الميزان المائل، وسيعاد الاعتبار لمن يجب أن يعود له، وسيعود بالعار والشنار مَن يجب أن يعود عليه.

في عام 1960 نفذ الجيش التركي انقلابا عسكريا على رئيس الوزراء عدنان مندريس بحجة حماية النظام العلماني، وفي عام 1961 وبعد محاكمة شكلية بتهمة اعتزام قلب النظام العلماني، وتأسيس دولة دينية وإعادة الخلافة، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق مندريس الذي يعدّ أول زعيم سياسي منتخب ديمقراطياً في تاريخ تركيا.

وبعد ثلاثة عقود أعاد البرلمان التركي الاعتبار لعدنان مندريس مع الذين أعدموا معه بقانون صدر في عام 1990، وتم سن قانون بذلك.

وتم إصدار أمر بنقل رفات مندريس من جزيرة ياسي أضه النائية إلى مقبرة خاصة أقامتها بلدية إسطنبول على تلة مطلة على أحد أوسع شوارع منطقة طوب قابي.

وفي 17 أيلول 1990 في الذكرى 29 لإعدامه، شارك الرئيس التركي تورغوت أوزال بنفسه مع أركان الدولة وقادة الجيش ورؤساء الأحزاب وجماهير غفيرة من الشعب في استقبال الرفات، وواكب بنفسه مراسيم إعادة دفن رفات مندريس ورفاقه في القبور الجديدة، وقرأ الفاتحة على أرواحهم، ووصفهم في كلمة تأبينية خلال الحفل بشهداء الوطن، وخرجت الصحف في اليوم التالي لتصف عدنان مندريس وفطين زورلو وحسن بولتكان بشهداء الوطن والديمقراطية.

“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts