مختصون يلفتون انتباه المجتمع لـ “ذوقيات” بدأت تتلاشى

مختصون يلفتون انتباه المجتمع لـ “ذوقيات” بدأت تتلاشى

عمّان – البوصلة

عبر مختصون عن أسفهم لبعض السلوكيات السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع الأردني بشكلٍ لافتٍ وغياب “الذوقيات” التي كان يراعيها الأفراد في تحركاتهم وسكناتهم سواءً في داخل بيوتهم أو على الطرقات والشوارع والأرصفة أو في الحدائق أو أثناء قيادتهم للسيارة وفي تربيتهم الصحيحة لأبنائهم.

وأكدوا على أنّه يجب على الأفراد العودة للأخلاق التي يتحلى بها مجتمعنا ويتحمّل فيها كلٌ واجدٍ مسؤوليته الكاملة عن عودة “الذوقيات” لشوارعنا وأحيائنا وبيوتنا ويراعى فيها خصوصية كل فرد وحقوقه دون أن يتم انتهاكها أو الاعتداء عليها أو إيقاع الأذى بقصدٍ أو بدون قصد.

رفقًا بالإنسان

بدورها رصدت الخبيرة التربوية بشرى عربيات عددًا من هذه المظاهر والسلوكيات السلبية التي غفل أبناء المجتمع أو تغافلوا عنها، مؤكدة في تصريحاتها لـ “البوصلة” على أنّ العدول عن مثل هذه السلوكيات يأتي من باب “التعامل الإنساني والرفق بالإنسان”.

ولفتت عربيات أنظار المربين وأولياء الأمور لظاهرة “إطلاق الأطفال في الشوارع للعب كرة القدم على أرصفة ضيِّقة”، وما يترتب عليها من “عدم السماح للمارّة بالمشي على الارصفة”، مؤكدة في الوقت ذاته على أنّ مشهد الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات وما يمكن أن يتعرضوا له من أذى ومكروه – لا قدَّر الله – سيجعل ذويهم يصرخون ويطالبون بحقهم.

وتابعت حديثها بالقول: “لكن من في الحقيقة الذي قصَّرَ بهذا الحق، ومن قصَّر بحقوق أبناءهم، ذلك لأن هناك العديد من ساحات وملاعب المدارس مفتوحة للأطفال لممارسة هوايتهم وهم مُحاطون بأسوار المدارس التي تحميهم من أخطار الشوارع”.

المستشارة بشرى عربيات: صحيح أنه يجب الرفق بالحيوان لكن الأجدر الرفض بالإنسان أيضًا

وأشارت الخبيرة التربوية إلى أنّ “بعض الأمهات تراها تقود سيارتها وهي تتحدث بالهاتف الخلوي، وربما تتواصل عن طريق الرسائل والسيارة تمشي، وفي جانبها على الكرسي الآخر طفل يلهو وهو لا يدرك بأن أمَّه التي تلهو وتعبث بحياته، فرفقاً بالإنسان”.

ورصدت مشهدًا آخر قائلة: “ترى آخر يقود دراجة ناريَّة بين السيارات، وخلفه طفل لا يتجاوز الخمس سنوات، يحاولُ جاهداً التمسُّك بأبيه كي لا يفلت في الشارع، إذ حسب قانون نيوتن الثالث، لو انفلت هذا الطفل لأي سبب، فسوف يطير للخلف بقوة تساوي في المقدار وتعاكس في الإتجاه القوة المحركة لتلك الدرَّاجة للأمام، فرفقاً بالإنسان”.

مشاهد سلبية داخل البيوت

ولفتت عربيات إلى مشهد آخر سلبي وبعيد عن الذوق داخل البيوت، قائلة: “وتسمعُ تلك تخطئ في الطابق الذي يقيم فيه أحد أقاربها وتتحدث وتقهقه بصوتٍ مرتفع بعد الساعة العاشرة ليلاً، ولا تراعي حُرمة الجار، وتتعدى الأدب في الحديث والتدخين على درج البناية، فرفقاً بالإنسان”.

وأشارت إلى ظاهرة سلبية أخرى انتشرت في السنوات الأخيرة من ترخيص وجود كلاب وقطط داخل الشقق في البنايات السَّكنية، بحجة  الرفق بالحيوان، ولا يراعي هؤلاء أن أصوات وأنفاس تلك الحيوانات مؤذية للجيران، والسؤال هنا لمن يعطي ترخيصاً لهؤلاء، ألا توجد حقوق للجيران؟ فرفقاً بالإنسان”.

واستدربك عربيات بالقول: “ناهيك عن من يصحبُون كلابهم في نزهةٍ بالسيارة، والكلب يخرج من شباك السيارة وربما يصحبه ماشياً لترعب بعض المارة، وتمتلئ الشوارع بروث الحيوانات، التي يضطرُ عمال الوطن إلى تنظيفها، ما هو ذنب عامل الوطن؟ فرفقاً بالإنسان”.

“أضف إلى ذلك انتشار الكلاب الضَّالة في الآونة الأخيرة في الأحياء السكنية، بحيث تستيقظ في منتصف الليل أو في الصباح الباكر على صوت كلابٍ تنبح وتصول وتجول في الشوارع، وعند الإبلاغ عن ذلك إلكترونياً لأنَّ الشكاوى عبر الهاتف غير متوفرة ! يكون الرد متضمناً الرفق بالحيوان، أليس من الأجدر الرفق بالإنسان أيضاً؟”، على حد تعبيرها.

وختمت الخبيرة التربوية بتوجيه رسالة للمجتمع قالت فيها: “هي مشاهدات، تتضمن تساؤلات، فهل من مدرك لخطورة ما يحدث؟ هذا نداء فيه كل معاني الإنسانية للرفق بالإنسان، فرفقاً بالإنسان”.

سلوكات مستفزة

من جانبه لم يجد الطبيب الأردني نمر وحيشة سبيلاً لبث امتعاضه وحزنه من غياب كثيرٍ من الذوقيات في شوارعنا إلا برسالة عتب بثها عبر أحد مجموعات التواصل الكبيرة في الأردن ليلفت انتباه الرجال لما أسماها “السلوكات المستفزة” وضرورة معالجتها والتراجع عنها.

وقال وحيشة في رسالته: “يعطيكم العافية شباب حاب أحكي يعطيكم العافية شباب حاب أحكي كم شغله مستفزه الصراحه بآخر فترة”.

وأضاف “مشان الله اذا سيارتك ما فيها عدسات ما في داعي تركب زينون ولا ضوء led لانو لا انته شايف ولا احنا شايفين من وراك  ( العدسات بتركز الضوء وبتخليه على الأرض مشان ما تعمينا )”.  

وتابع رسالته بالقول: “إذا فيه واحد قدامك فيش داعي تضل ملزق فيه من وراء وتعطيه عالي مشان يفتح طريق .. لانو القدامك ممكن يكون زلمه كبير او بنت او أم زي كل امهاتنا بكونو ميتين من الخوف وخصوصا على الطرق الخارجيه اعطيهم وقتهم مشان يفتحولك طريق”.

وأضاف، “لما يكون الدوار قدامك مسكر فيش داعي تحشر حالك وتعمل أزمة للي بدو يروح على يمينك وبتصير أزمة كبيرة من وراك وانت أصلا واقف والشارع مسكر قدامك”.

وحذر بعض السائقين قائلا: “لما تعمل حالك شوماخر(بطل عالم في قيادة سيارات السباق) والله ما في حد رح يعطيك جائزة وانا كطبيب بشوف كل يوم ناس مكسرين من ورا الحوادث بوقتها رح تعيط الف مره وتعرف شو يعني تصير شوماخر وخصوصا لما أمك تقعد تعيط عليك وتقعد نص عشيرتك تترجى الطرف الثاني وهي اصلا نص سيارتنا للبنوك وانا اول واحد فيكم”.

وختم وحيشة بالقول: “والله للأسف هذا الي بصير وقاعد كل يوم بزيد أكثر وأكثر وأنا لا قاعد بتفلسف عليكم ولا بعطي حكم ومواعظ بس بصراحة الموضوع صار كثير زايد عن حده وخصوصا قصة الضوء المستفز”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: