مستشارة تربوية لـ “البوصلة”: هذه قرارات لا تصب في مصلحة التعليم

مستشارة تربوية لـ “البوصلة”: هذه قرارات لا تصب في مصلحة التعليم

عمّان – رائد صبيح

وجهت الخبيرة التربوية المستشارة بشرى عربيات، في تصريحاتها لـ “البوصلة“، انتقاداتٍ لبعض القرارات التي تمارس في المؤسسات التعليمية سواءً الخاصة أو الحكومية وكذلك في وزارة التربية والتعليم، في يتعلق بـ “الترفيع التلقائي، والتنفيع الاستثنائي”، مشددةً على أنّ مثل هذه الممارسات تضر بشدة في العملية التعليمية مع بداية كل عامٍ دراسيٍ.

وقالت عربيات: “إنَّ من يتابع الشأن التربوي سواءَ كان في المدارس الحكومية أو الخاصة، وسواءً كان في وزارة التربية والتعليم وما يتبعها من مديريات وإدارات للتعليم يجدُ العديد من الممارسات والقرارات التي لا تصبُّ في مصلحة التعليم، بدءاً من الترفيع التلقائي وانتهاءً بقرارات الترفيع والتنفيع الإستثنائي”.

وحذرت من أنّ ما يسمّى “الترفيع التلقائي” للطلبة في المراحل الأساسية نتج عنه أجيالٌ لا تقرأ ولا تكتبُ بطريقة سليمة، لافتة في الوقت ذاته إلى أنّ “الأسوأ أن هذه الأجيال لا تفكر بطريقة سليمة، لذلك نتج عن هذه الترفيعات مشاكل مجتمعية أخلاقية، وبطالة مقنّنة ومبطنة لأعداد كبيرة من خريجي المدارس والجامعات”.

المستشارة بشرى عربيات: لن تعود للتعليم مكانته إلا من خلال قرارات حكيمة لشخوص تربوية ذات خبرة

واستدركت عربيات بالقول: ليس فقط الترفيع التلقائي،هناك أيضاً تعليمات وأسس النجاح والرسوب والإكمال أضافت عبئاً كبيراً على مخرجات التعليم. والأسوأ نتاجات الثانوية العامة مؤخراً ، والتي زادت من حجم مشكلة تراجع التعليم، مشددة على أنّ “نتائج الثانوية العامة للأعوام الثلاثة الأخيرة لا تدل على أن التعليم تطور فجأة، ولا أن مستوى تحصيل الطلبة قد تحسَّنَ فجأة، بل إنه مؤشر مثيرٌ للقلق والجدل معاً”.

تخبطٌ واضحٌ

وقالت: “إن التعليم في الأردن يعاني من تخبُّط واضح في قرارات المسؤولين المتلاحقة فهذا يلجأ للعنف، لإعادة هيبة إمتحان، وذلك يستخدم أسلوب اللين والضعف لمراعاة مشاعر الإنسان، ويُصدر قرارات تجعل التعليم في مستوى مُهان”، معبرةً عن امتعاضها الشديد بالقول: أيّ حالٍ وصلنا إليه؟ وأي شهادات ومستويات نريدُ تحقيقها؟!

ولفتت إلى أنه “حتى الثانوية العامة صارت متاحة في بعض الدول، ويأتي الطلبة ليتنافسوا على مقاعد الجامعات، وعلى شهاداتهم ألف علامة إستفهام، ناهيك عن معدلات الثانوية العامة في السنوات الثلاث الأخيرة، الأمر الذي يؤدي إلى استمرار مسلسل ضخ أعداداً كبيرة من الطلبة في الجامعات، والأغلبية تدرس بالنظام الموازي،ولكن الناتج العلمي والفكري والسلوكي في تراجع ملحوظ.

وتابعت حديثها لـ “البوصلة” بالقول: إنّ الأمور تزداد سوءاً حين لا تتحقق العدالة الإجتماعية في الترفيع التلقائي بين موظفي وزارة التربية والتعليم، إذ يمكن للمعلم بعد سنوات خدمة معينة الإنتقال إلى مساعد إداري ومن ثمَّ إلى مدير، وفجأة يصدر قرار “تنفيع إستثنائي” ليصبح مديراً للتربية أو مديرًا لإحدى الإدارات داخل وزارة التربية والتعليم، لافتة إلى أنّه المعلم نفسه الذي لم يكن قادراً على إدارة غرفة صفيّة عدد طلبتها لا يتجاوز الأربعين، على حد تعبيرها.

واستدركت بالقول: وفجأةً ومن خلال قرار “الترفيع التلقائي والتنفيع الإستثنائي”، يصبح مديراً للمدرسة أو مديراً للتربية! يصبح مسؤولاً عن آلاف الطلبة ومئات الموظفين، وللأسف أن معظمهم لا يمتلك القدرة على الإدارة ولا القيادة ولا حتى القدرة على التواصل مع الآخرين.

وأكدت أنّه كلما كان ” التنفيع الإستثنائي” أكثر،كلما وصل الشخص إلى منصب أكبر، ليزدادً حجمُ المشكلة في قطاع التعليم.

وعبرت المستشارة التربوية عن أسفها الشديد للحال التي وصل لها التعليم اليوم، قائلة:  نعم، إنَّ التعليم اليوم في إنحدارٍ ملحوظ، ويتزامن مع إنحدار واضح في المنظومة القيمية والأخلاقية. ويظهر ذلك واضحاً من خلال الفوضى المجتمعية عند إعلان نتائج الثانوية العامة، هذه الفوضى لا تدل على تربية ولا على تعليم.

وختمت بالقول: “علينا أن نسعى جميعاً للنهوض بالتربية قبل التعليم، لأنه لم ولن تعود للتعليم مكانته إلا من خلال قرارات حكيمة لشخوص تربوية ذات خبرة وذات قدرة على إنقاذ الأجيال القادمة”.

137 ألف معلم ومعلمة يلتحقون بمدارسهم

والتحق الأربعاء، أكثر من 137 ألف معلم ومعلمة، وأكثر من 35 ألف إداري بمدارسهم، قبيل أسبوع من بدء العام الدراسي 2022/2023 في القطاعين العام والخاص.

ويبدأ العام الدراسي 2022/2023، يوم الأربعاء 31 آب/أغسطس حيث سيلتحق أكثر من مليوني طالب بمقاعد الدراسة.

وتُسلم الكتب المدرسية للطلبة ويُسجل المنقولون منهم، وتُنظم المدرسة فرقاً طلابية وكشفية تطوعية للمساعدة في تسليم الكتب المدرسية وإرشاد الطلبة الجدد، خلال الفترة من 24 أب/أغسطس حتى 30 منه، وفق التقويم المدرسي.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: