مستشارة تربوية لـ “البوصلة”: يجب تضافر الجهود لتوفير بيئة تعليمية آمنة جسديًا ومعرفيًا

مستشارة تربوية لـ “البوصلة”: يجب تضافر الجهود لتوفير بيئة تعليمية آمنة جسديًا ومعرفيًا

عمّان – البوصلة

عبّرت المستشارة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” عن أسفها الشديد من “حالة العجز بكل ما تعني الكلمة من معنى في تأمين غرفة صفيَّة تليق بطلبة العلم وأسوار آمنة حتى يشعر الطلبة داخل الحرم المدرسي بالاطمئنان، مطالبةً في الوقت ذاته بتضافر جميع الجهود الرسمية والمجتمع المدني من أجل “تحقيق الأمان المعرفي والجسدي للطلبة”.

وقالت عربيات إنّ “الصحف ومواقع الأخبار تطالعنا كل فترة بانهيار سور إحدى المدارس في مناطق مختلفة، وفي أخبار أخرى أن الطلبة من جميع المراحل الدراسية يجلسون في غرفةٍ واحدة، والأغرب أنه يتم تدريس هؤلاء الطلبة مباحث معينة بمستويات مختلفة، والسؤال الأبرز هو كيف نوفر لهؤلاء الطلبة الشعور بالأمان المعرفي والعلمي، ناهيك عن الشعور بالأمان الجسدي، في حالة إنهيار أحد الأسوار”.  

وشددت على أنّنا “قطعنا شوطاً كبيراً في التقدم العلمي والمعرفي، من حيث تزايد أعداد الخريجين سواءً كانوا من المدارس أو الجامعات، ولكن ما زال هناك عجز بكل ما تعني الكلمة من معنى في تأمين غرف صفيَّة تليق بطلبة العلم، وأسوار آمنة يشعر الطلبة داخل ذلك الحرم المدرسي بالإطمئنان عند تواجدهم في مدارسهم، والسؤال الأهم حتى متى تستمر هذه المعاناة ؟ ومن المسؤول عن ذلك؟”.

“أضف إلى ذلك عدم توفر العديد من المرافق في كثير من المدارس الحكومية والخاصة، مثل المختبرات العلمية وغيرها من المرافق التي تدعم العملية التعليمية، والتي تساهم في توفير برامج أنشطة يحتاجها الطلبة، هذه الأنشطة لا تقل أهمية عن تدريس الكتاب المدرسي، ذلك لأنها تعمل على تنمية شخصية الطلبة في مجالات مختلفة، فكيف يمكن للطلبة تنمية مواهبهم ومهاراتهم إذا لم تعمل المدرسة على توفير ذلك”، على حد تعبير الخبيرة التربوية.

المستشارة التربوية بشرى عربيات: علينا أن نقرع الجرس، هل باتت المدارس أسوراً غير آمنة؟

الأمان الجسدي والمعرفي

وقالت: لا شك في وجود جهود مبذولة للتخلص من المباني المستأجرة، ومن مدارس الفترتين، وذلك بالتأكيد للمدارس الحكومية، ولكن هل هذا الجهد يُعدّ كافياً؟ وكيف يمكن أن نحقق الأمان الجسدي والمعرفي للطلبة في بناء مستأجر، على سبيل المثال، هذا البناء الذي لا تتواجد فيه ساحات وملاعب، بل إن معظم الطلبة يلعبون في الشارع قبل وبعد انتهاء الدوام المدرسي، وبذلك يتعرض هؤلاء الطلبة لأخطار عديدة، إضافةً إلى المدارس ذات الفترتين، إذ كيف يتمكن الطلبة من تفريغ طاقاتهم الجسدية خلال ساعات دوام مضغوطة، كي تسنح الفرصة لدخول طلبة الفترة التالية لتعاني أيضاً من ساعات دوامٍ مضغوطة”.  

وتابعت، “قبل بداية كل عام دراسي نقرأ ونستمع لكثير من التصريحات التي تشير إلى أهمية التخلص من الأبنية المستأجرة أو من مدارس الفترتين، وتصريحات أخرى تفيد بالعمل على ترميم الأبنية القديمة من مدارس الأطراف والمحافظات، وربما داخل العاصمة أيضاً، لنتفاجأ بعد ذلك بجلوس طلبة في غرف غير مجهزة أصلاً لتكون غرف صفيَّة، إذ يحوي بعضها مغسلة وما إلى ذلك، كما نتفاجأ بانهيار سور مدرسة أثناء الدوام، إضافة إلى وجود طلبة من مختلف المراحل في غرفة واحدة، تُرى من المعلم القادر على تدريس أكثر من فئة في نفس الوقت؟ ومن الطالب الذي يستطيع فهم مواد من مستويات أعلى من قدراته العلمية؟ وماذا يمكن أن يفعل الطالب أثناء ذلك؟”.

مسؤولية وواجبات متكاملة

“برأيي أن ما يحدث يقع على عاتق الجميع، إذ أني أقترح تضافر جهود مؤسسات المجتمع المختلفة لتوفير أبنية ملائمة لتواجد الطلبة فيها، وتلقي العلوم المختلفة، فلماذا نسمِّي المدرسة حرماً مدرسياً؟ ذلك لأنه المكان الذي يحمي الطلبة والأجيال من أخطار الجهل والشوارع على حدٍّ سواء”.

ونوهت بالقول: “لذلك أقترح أن تكون هناك شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وخصوصاً في المناطق المكتظة، أو في المناطق التي ما زالت تعاني من أبنية قديمة ومستأجرة وما إلى ذلك، إضافةً إلى توفير الدعم لوزارة التربية والتعليم من جهات مختلفة، مثل وزارة الأشغال، البلديات – على سبيل المثال لا الحصر – وغيرها من الجهات التي يمكنها القيام بالمسؤولية الإجتماعية تجاه المجتمع بأكمله”.

وقالت عربيات: أود أن أشير إلى نقطة هامة تتعلق ببعض المدارس الخاصة التي تستأجر حافلات لنقل الطلبة، وهذا مشهد متكرر يومياً في الشوارع بوجود حافلات لا يُكتب عليها إسم المدرسة، والمؤلم وجود حافلات تستخدم بطاقات لاصقة لإسم المدرسة، الأمر الذي يثيرُ القلق والجدل معاً، فمن يكون المسؤول في حالة حدوث مشكلةٍ ما أو حتى حادث سير؟ طالما أنه يمكن تغيير هذه اللوحة اللاصقة في لحظة واحدة؟ علماً بأن هذه المدارس تتقاضى أقساطاً معينة مقابل خدمة التوصيل”.  

وختمت المستشارة التربوية حديثها لـ “البوصلة“، بالقول: “لذلك علينا أن نقرع الجرس، هل باتت المدارس أسوراً غير آمنة؟ وكيف يمكن تحقيق الأمان المعرفي والجسدي للطلبة؟ أسئلة كثيرة نملك الإجابة عليها نظرياً، ولكن حان الوقت أن نبدأ بالتطبيق!”.

وأثار انهيار سور مدرسة في قرية صنعار بعجلون مخاوف كبيرة من احتمالية تكرار المشهد في مدارس أخرى قد تكون ابنيتها غير مهيأة لبيئة تعليمية آمنة، ومطالباتٍ واسعة بضرورة تجديد المباني المدرسية القديمة أو الانتقال لأخرى جديدة.

وكان مدير تربية عجلون احمد فايز ملكاوي، أكد أنه تم طرح عطاء من قبل وزارة التربية والتعليم لترميم وصيانة السور مطلع الشهر القادم، لافتًا إلى أنّه تم وضع حاجز معدني لتوفير مسافة آمنة للطلبة من مخاوف انهيارات جديدة في السور.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: