مستشارة تربوية: ملامح التطوير التربوي باهتة وعلينا البحث عنها من جديد

مستشارة تربوية: ملامح التطوير التربوي باهتة وعلينا البحث عنها من جديد

عمّان – البوصلة

قالت المستشارة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” إنّ الأسرة والمدرسة ووزارة التربية والتعليم والمجتمع الأردني الكبير بأجمعه يتحمّلون المسؤولية عمّا وصلت إليه برامج التطوير التربوي المفترضة في العملية التعليمية من “حالةٍ باهتة”، مطالبةً في الوقت ذاته بضرورة تضافر الجهود للارتقاء بالعملية التربوية وتطويرها بعيدًا عن أوراق العمل المكثفة والمؤتمرات التنظيرية التي لا يطبق منها شيءٌ على أرض الواقع.

وقالت عربيات إن مفهوم التطوير بشكلٍ عام يعتبر مفهوماً كبيراً وعميقاً في الوقت ذاته، فكيف إن كان هذا المفهوم مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالعملية التربوية؟ لا شك أن هذا المفهوم سيأخذ أبعاداً أخرى لأنه يتعلق ببناء الأجيال التي تقوم عليها المجتمعات.

وتابعت بالقول: ناهيك عن أن التطوير التربوي يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالعملية التعليمية، إذ أن الهدف الرئيسي من وجود الطلبة داخل المدارس هو التربية والتعليم معاً، ولا يمكن أن ينفصل هذان الهدفان عن بعضهما، ولو حدث ذلك، تختلُّ منظومة التربية والتعليم، فلماذا سُمِّيَت وزارة التربية والتعليم إذاً؟ ذلك لأنها تعنى بالتربية والتعليم معاً!.

البحث عن ملامح التطوير من جديد

واستدركت عربيات بالقول: ولكن، للأسف الشديد باتت هذه الملامح باهتة في المجتمع، وباهتة داخل المدارس الحكومية والخاصة على حدٍّ سواء، وباهتة بين كثير من القادة التربويين سواءً كانوا معلمين، مدراء، أو في أي موقع، لذلك علينا كمختصين أن نبحث عن ملامح التطوير التربوي من جديد.

المستشارة بشرى عربيات: لماذا ذهبت برامج التطوير التربوي خلال السنوات الماضية أدراج الرياح

ولفتت إلى أنه من خلال خبرة طويلة وواسعة في الميدان التربوي، سواء في التعليم في القطاعين العام والخاص، وسواء في التدريس باللغتين العربية أو الإنجليزية لمبحث الفيزياء، إضافة إلى حضور العديد من المؤتمرات المتعلقة بتطوير التعليم، يمكنني القول أن ملامح تطوير التعليم ما تزال باهتة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان هناك برنامج قبل سنوات ليست بالبعيدة لتطوير المدرسة والمديرية، هذا البرنامج لم يستمر حتى اليوم، ولا يمكن معرفة السبب لذلك، أيضاً برنامج تجمع المدارس للإستفادة من الخبرات المتنوعة لم يستمر، وهنا يكمن السؤال الأهم هل من الضروري إطلاق شعارات وبرامج وعقد مؤتمرات، وطرح أوراق عمل بكثافة، وفي المقابل لا يتم التطبيق على أرض الواقع؟

وتابعت حديثها: هذا جانب قد يكون الأقل أهمية على الرغم من حشد الجهود المادية والبشرية لتطبيق هذه البرامج، لكنها ذهبت أدراج الرياح!! لكن هناك جوانب أكثر أهمية، منها ما يحدث في كثير من المدارس الخاصة في السنوات الأخيرة من تعطيل للدوام المدرسي بحجج واهية، منها إجتماع أولياء الأمور، الخروج في رحلة مدرسية، أو تحديد عطلة في منتصف الأسبوع بشكلٍ منتظم، فمن يتابعُ هؤلاء؟ وكيف يمكن أن ننهض بالتعليم والتربية والأمور غير منضبطة؟

واستدركت عربيات بالقول: من جهة أخرى، ما حدث من تغيير على المناهج مؤخراً لاستخدام الأحرف والأرقام باللغة الإنجليزية للمواد العلمية، واختزال كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية إلى ” كُتيِّبات “، والأسوأ أنه تمَّ اختيار أصعب القصائد والمفاهيم في كتب اللغة العربية دون تأسيس مسبق في مراحل التعليم الأساسي، الأمرُ الذي يدفع بالطلبة إلى شعور الكراهية للغتهم الأمّ، والتي يعتمد الطلبة فيها على فهم أسئلة الرياضيات والفيزياء وغيرها من المواد، إذ من المعلوم أن فهم صيغة السؤال هو بمثابة حل نصف السؤال، فكيف يمكنهم تحدّي تلك الصعوبات بلغةٍ ضعيفة؟!

“أضف إلى ذلك أسئلة امتحان الثانوية العامة لثلاثة أعوام مضت، والتي تم وضعها في نمط الإختيار من متعدد، وخرجت بمعدلات مرتفعة ونتائج غير منطقية، كيف يمكن تطوير التعليم إذا بقي هذا النسق مُتَّبعاً؟ ناهيك عن دور الأسرة المختفي منذ سنوات نتيجة عدم وعي كثير من أولياء الأمور، إذ أن معظمهم يعتقد أن دفع الأقساط المدرسية هي المسؤولية الوحيدة عليهم!”، على حد وصفه.

وختمت تصريحاتها بالقول: خلاصة الأمر أن ملامح التطوير التربوي، ملامح باهتة لا ترقى لمعنى التطوير، ولا ترقى لهدف التعليم، لذلك علينا أن نسعى جاهدين للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية والتي تقع على عاتق المجتمع بأكمله، بدءاً من البيت، مروراً بالمدرسة وانطلاقاً إلى المجتمع الأكبر!

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: