مستشارة تربوية: هكذا ستتضرر “الحلقة الأضعف” من الطلاب والمعلمين بتثبيت التوقيت

مستشارة تربوية: هكذا ستتضرر “الحلقة الأضعف” من الطلاب والمعلمين بتثبيت التوقيت

عمّان – البوصلة

انتقدت الخبيرة التربوية المستشارة بشرى عربيات في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” تثبيت التوقيت الصيفي طوال العام، مؤكدة أنه سيكون له العديد من التأثيرات السلبية على الطلبة باعتبارهم الحلقة الأضعف في العملية التعليمية وخاصة أولئك الذين يدرسون بنظام الفترتين في المدارس الحكومية.

وقالت عربيات: كثُرَ الجدل مؤخراً عن التوقيت الصيفي والشتوي، ونحن لا نكتب لمجرد الإنتقاد بل نقول رأياً من خلال تجارب عملية، ومن خلال مشاهدات يومية، هذا الرأي قد يخالف القرار، مستدركة بالقول: لكنه رأي له أسبابه ومبرراته، الأمر الذي يدفعني، من باب المسؤولية المجتمعية، أن أكتب هذه الأسباب التي تشيرُ إلى أهمية العمل بالتوقيت الشتوي في هذا الوقت من العام.

وأضافت أنّه من المعلوم للجميع أن كثيرأ من المدارس الخاصة قررت بدء الدوام منذ بداية هذا العام، ومنذ أعوام، الساعة التاسعة صباحاً، وذلك بسبب مرونة التعامل مع الوقت نتيجة وجود وسائل مواصلات آمنة للطلبة، إضافة إلى الإمكانيات المادية لأولياء أمور الطلبة لتأمين وصول ومغادرة أبناءهم في أي وقت، حتى لو تمَّ تعيين سائق خصوصي لهذه الغاية.

المستشارة بشرى عربيات: الطلبة سيعانون من الخروج لدوامهم قبل شروق الشمس في مدارس تفتقر أكثرها للتدفئة

ولفتت بالقول: ولكن هذا الأمر لا يتعلق بجميع المدارس الخاصة، فهناك عدد لا بأس به يوفر خدمة التعليم الخاص بشكلٍ متواضع، بل إن هناك مدارس خاصة تستأجر حافلات لنقل الطلبة! وربما ترى حافلات عفى عليها الزمن! ناهيك عن أن بعض هذه المدارس تقرر ما تشاء فيما يتعلق بساعات وأيام دوام الطلبة!

“إذاً الأمر محسوم تقريباً، فيما يتعلق بالمدارس الخاصة، ما عدا فئة من أولياء الأمور الذين تتضارب مواعيد دوامهم في وظائفهم مع دوام أبنائهم”، على حد تعبير الخبيرة التربوية.

الحلقة الأضعف في المدارس الحكومية

واستدركت عربيات بالقول: “لكن تبرز الحلقة الأضعف في المدارس الحكومية، والتي يذهب معظم طلبتها سيراً على الأقدام -سواءً داخل العاصمة أو في المحافظات، لكن مسافة المشي داخل العاصمة قد لا تزيد عن 2 كم، لكن في الأطراف والمحافظات ربما يمشي الطلبة مسافة تزيد عن 5 كم”.

وتابعت حديثها: أقول “الطلبة” من مختلف الفئات العمرية، أطفالاً ومراهقين، ذكوراً وإناثاً، فحتى يتواجد الطالب الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة، أو حتى الساعة الثامنة صباحاً، يجب أن يخرج من بيته حوالي السابعة صباحاً في الوقت الذي سيكون شروق الشمس الساعة السابعة والنصف أو بعد ذلك في الأشهر القادمة، ناهيك عن عدم وجود وسائل تدفئة داخل تلك المدارس، وإن وُجدت فهي لا تكفي الأعداد الكبيرة، وليست آمنة، غاز أو كاز.

وأضافت قائلة: أما بالنسبة للحلقة الأكثر ضعفاً هي فئة المدارس الحكومية ذات الفترتين، والتي تمَّ الإعلان أمس عن عددها (882 مدرسة ) ، فلو حسبنا معدل أعداد الطلبة في كل مدرسة منها للفترتين  1500، فإن مجموع أعداد الطلبة فيها مليون وربع تقريباً (1323000).

وشددت عربيات على أنّ “هذا العدد لا يستهان به عند خروج نصف هذا العدد في الصباح الباكر قبل الشروق سيراً على الأقدام، وعودة النصف الآخر بعد الغروب، حتى لو انتهى الدوام قبل الغروب كما أُعلن، ذلك لأن هناك كثير من الأيام التي تكون الظروف الجوية صعبة، الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر قد يتعرض لها الطلبة، وهذه المخاطر الإجتماعية قد لا تُحمد عقباها”.  

وتابعت حديثها لـ “البوصلة” بالقول: ناهيك عن اختزال زمن حصص المدارس ذات الفترتين لتكون أقل بمقدار عشر دقائق، تضاف إلى الفاقد التعليمي والتربوي والسلوكي الذي تعرض له الطلبة أثناء جائحة كورونا، الأمر الذي يزيد من فترة التعافي من هذا الفاقد التعليمي، والذي برأيي قد يتجاوز الخمس سنوات”.

وحذرت من أنّ هذا الأمر سينعكس سلباً على مخرجات التعليم، وبالتالي على المجتمع بأكمله، أضف إلى ذلك وجود فئة كبيرة من المعلمين والمعلمات لا يمتلكون مهارات إدارة الوقت داخل الغرفة الصفية، الأمر الذي يزيد من فجوة الفاقد التعليمي للطلبة، على حد تعبيرها.

وقالت عربيات: أما بالنسبة لمعلمي المدارس ذات الفترتين،فلو كان معدل أعدادهم للفترتين، أربعون معلماً ومعلمة، فإن العدد في 882 مدرسة خمس وثلاثون ألفاً ومائتين وثمانين (35280)، ومعظم هذا العدد منهم لا يمتلك سيارة خاصة، والبعض يسكن في مكان بعيد عن مكان العمل، فكيف يمكنهم الوصول للمدارس؟ وكيف سيكون مقدار الضغط النفسي عليهم، ذكوراً وإناثاً؟ وكيف يمكنهم العطاء داخل الغرف الصفية؟ وكيف؟ وكيف؟ كثيرةٌ هي الأسئلة، وكثيرةٌ هي التحديات التي تواجه التعليم والمعلمين والطلبة”.  

وختمت حديثها بالقول: “الحديث يطول، لكن هذه هي أبرز النقاط من وجهة نظر تربوية، تضاف إليها نقطة واحدة من وجهة نظر صحية، أننا خرجنا بفضل الله من الجائحة، لكن العوامل الجوية القادمة قد تؤدي إلى مرض الطلبة من مختلف الفئات، وللحديث بقية، حمى الله الأردنّ”.

التربية تعدل أوقات دوام الطلبة بعد تثبيت التوقيت

وكانت وزارة التربية والتعليم، أعلنت الأربعاء، أنه سيتم تقليل مدة الحصة الدراسية في المدارس التي تتبع نظام الفترتين إلى 35 دقيقة بدلا من 40 دقيقة، بعد تثبيت التوقيت الصيفي طول العام.

وقالت الأمينة العامة لوزارة التربية والتعليم نجوى قبيلات، في تصريح لها ، إن الفترة الصباحية في المدارس ذات الفترتين تبدأ في تمام الساعة 8:30 صباحا وتنتهي الحصة الأخيرة في الفترة الصباحية عند الساعة 12:50 صباحا.

أما عن الفترة المسائية فقد بينت قيبلات أن دوام الطلاب فيها يبدأ عند الساعة 1:00 مساء وتنتهي الحصة الأخيرة عند الساعة 5:20 مساء.

وأشارت إلى أنه تم السماح للمدارس في الفترة المسائية لتقليل عدد حصص الرياضة والنشاط والفن حتى يتسنى للطلبة إنهاء دوامهم قبل الساعة 5:00 مساء.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: