مسلمو كشمير الخاضعون للإدارة الهندية يحافظون على تقاليد رمضان رغم القمع

مسلمو كشمير الخاضعون للإدارة الهندية يحافظون على تقاليد رمضان رغم القمع

يحافظ أهالي مقاطعة كشمير المسلمة، على عاداتهم في شهر رمضان والتي اعتادوا عليها منذ عقود، على الرغم من القمع الذي تمارسه القوات الهندية والإدارة التابعة لها في المقاطعة الحدودية مع باكستان. 

في تقرير لشبكة Voice of America الأمريكية، الجمعة 7 أبريل/نيسان 2023، سلط الضوء على نشاط مسحراتي يخرج كل ليلة لإيقاظ النائمين، على الرغم من الأمطار الغزيرة. 

ويحمل خير الله موغال (60 عاماً)، الطبلة على كتفه، ويظل يقرعها على طول الطريق في مناطق مختلفة من ريناواري، صارخاً: “حان وقت السحور”. بينما يحمل شقيقه حبيب (57 عاماً)، عصا طويلة في يديه للدفاع ضد الحيوانات مثل الكلاب الضالة.

قال خير: “على مدى 30 عاماً، واصلنا إرث والدنا منذ وفاته. هدفنا من النزول إلى الشوارع خلال الشهر الفضيل في جوف الليل هو إيقاظ الناس من سُباتهم، حتى يتمكنوا من تناول السحور قبل بدء صيامهم”.

وأضاف: “نبدأ نوبتنا الليلية في الساعة الـ2:30 صباحاً ونعود إلى المنزل بعد ساعة ونصف، حتى نتمكن نحن أيضاً من أداء طقوس الصيام. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، لم نفوّت ليلة واحدة، لأننا نتحمل مسؤولية كبيرة على عاتقنا”.

يرجع أصل تقليد إيقاظ الناس على السحور في كشمير إلى القرن الرابع عشر، بعد وصول الإسلام إلى المنطقة من آسيا الوسطى.

قال ظريف أحمد ظريف، مؤرخ مشهور من كشمير، إنَّ بعض الأفراد اعتادوا طواعيةً الاستيقاظ مبكراً والنفخ في قرون الكباش؛ لإعلام السكان المحليين بتوقيت السحور.

وأضاف ظريف: “يحتوي قرن الكبش على ثقب صغير في مقدمته، ويُحدِث بعض الضوضاء عندما يندفع الهواء من خلاله. وأُطلق على هؤلاء الأفراد فيما بعدُ اسم إخوان السَّحَر”. وأردف أنَّ بعض هؤلاء جعلوا هذه الممارسة جزءاً من مهنتهم لكسب دخل إضافي، كما استحدثوا استخدام الطبول في وادي كشمير.

تابع ظريف: “قد يكون سبب استخدام الطبول هو أنَّ صوتها يصل إلى عدد أكبر من الناس. ومنذ ذلك الحين، صارت الطبول جزءاً لا يتجزأ من شهر رمضان في المنطقة”.

في كل عام، ينتظر شير أحمد قريشي، قارع طبول رمضاني من منطقة كوبوارا في شمال كشمير، بشغفٍ شهر رمضان. ويزور منطقة هبة كادال في سريناغار ليقرع طبوله ويوقظ الناس لمدة 30 ليلة متتالية.

وقال كويريشي: “نحن لا نقرع الطبول من أجل المال، لكن من أجل كسب ثواب الأعمال الصالحة. على الرغم من ممارستنا لمهن مختلفة أثناء النهار، فإننا في الليل نُمسي قارعي طبول، لنضحي براحتنا ونومنا”.

على الجانب الآخر، قال حبيب الله مغال إنَّ أعداد قارعي الطبول في رمضان تنخفض كل عام؛ لأنَّ الناس لم يعودوا يعتمدون عليهم.

وأضاف حبيب: “حتى العقد الماضي كنا مهمين في المجتمع، لكن اختراع تقنيات جديدة؛ مثل الهواتف المحمولة، جعلنا غير مهمين في العصر الحديث. كنا نغطي مساحة كبيرة، لكن في العامين الماضيين ضيّقنا دائرتنا بسبب اعتراضات الناس، الذين قالوا إننا أزعجناهم ولا داعي لزيارة منطقتهم لأنهم يضبطون أجهزة التنبيه على هواتفهم المحمولة”.

وأوضح حبيب أنَّ الجيل الأصغر غير مهتم أيضاً؛ ولذلك فإنَّ أعداد قارعي الطبول في رمضان تنخفض تدريجياً.

في هذه الأثناء، يستخدم شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، وعرّف عن نفسه بكأنه غلام حسن خان، مجموعة شرائط مُسجّلة لإيقاظ الناس على السحور. وقال إنه يسجل الرسالة ويشغل الشريط في ثلاث مناطق على الأقل في سريناغار.

وفي أغسطس/آب 2019، ألغت الحكومة الهندية الحكم الذاتي لجامو وكشمير وقسمت الولاية إلى منطقتين خاضعتين للحكم الفيدرالي. رافق الإجراء الحكومي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وضمن ذلك الاعتقال التعسفي لمئات الأشخاص، وحجب كامل للاتصالات، وقيود صارمة على حرية التنقل والتجمع. منذ ذلك الحين، أطلقت السلطات سراح العديد من المعتقلين وأعادت الإنترنت، لكنها كثفت حملتها القمعية على وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، حسبما ورد في تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية.

(وكالات)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: