“مسيرة الأعلام” و”الصلاة التلمودية” خطوات تهويدية بمرصد رد المقاومة

“مسيرة الأعلام” و”الصلاة التلمودية” خطوات تهويدية بمرصد رد المقاومة

البوصلة – محمد سعد

مع اقتراب موعد مسيرة الأعلام التي ينوي مستوطنون تنفيذها في محيط البلدة القديمة بالقدس، وسماح محكمة إسرائيلية للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية خلال اقتحامات المسجد الاقصى المبارك، يترقب الكيان الإسرائيلي تحذيرالمقاومة الفلسطينية وتحركات الدولة الأردنية، وسط توقعات ان هذه الخطوات التهودية ستؤدي لـ “إشعال حرب دينية في المنطقة، وتثبيت أركان حكومة اليمين المتطرف التي تُعاني من خطر الانهيار في الآونة الأخيرة”.

ومساء أمس الأحد، أصدرت محكمة صلح الاحتلال في القدس، قرارًا يقضي بالسّماح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية بما فيها الصلوات وأداء “الركوع المخفف” بشكل علنيّ، أثناء اقتحامهم لـ “الأقصى”، الأمر الذي أثار ردود فعل أردنية وفلسطينية غاضبة ومحذرة.

تحذير أردني وتهديدات المقاومة

الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير هيثم أبو الفول قال في بيان صحفي، إنّ القرار باطلٌ ومُنعدم الأثر القانوني حسب القانون الدولي الذي لا يعترف بسلطة القضاء الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القُدس الشرقية، وإنه يُعد خرقاً فاضحاً لقرارات الشرعية الدولية المُتعلقة بالقدس، ومنها قرارات مجلس الأمن التي تُؤكد جميعها  ضرورة الحفاظ على وضع المدينة المُقدسة.

وأضاف بأنّ القرار يُعد انتهاكاً خطيراً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المُبارك. مُشدداً على أنّ المملكة، ووفقاً للقانون الدولي، لا تعترف بسلطة القضاء الإسرائيلي على القُدس المُحتلة.  

فيما اعتبرت حركة حماس أن ذلك “تصعيدٌ خطيرٌ يتحمّل قادة الاحتلال تداعياته التي ستكون وبالاً عليهم، وعلى حكومتهم وعلى قطعان مستوطنيهم، وسترتدّ عليهم جميعاً بمزيد من المقاومة والتصدّي، حتّى كبح جماح مخططاتهم التهويدية”.

وجددت تأكيدها أنَّ كلَّ شبرٍ من المسجد الأقصى المبارك هو حقٌّ خالصٌ للمسلمين، كان وسيبقى، ولا سيادة فيه إلا لشعبنا الفلسطيني، ولن يُفلح الاحتلال وقطعان مستوطنيه وجماعاته المتطرّفة في فرض واقع جديد على أرضه المباركة بالقوّة والإرهاب، وسيتصدّى أهلنا في القدس، وأبناء شعبنا الفلسطيني عامّة لهذه المخططات بكلّ قوّة وبسالة، ولن نسمح بها مهما كان الثمن.

واعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، ان القرار “ينسف اتفاق ملك الأردن نتنياهو في 2015، الذي التزمت إسرائيل فيه بمنع أداء هذه الصلوات، وعلى أساس هذا الاتفاق أعاد الملك السفير إلى تل أبيب في حينه”.

“الوضع القائم” في الأقصى ومخاطر التقسيم

فيما علق النعامي على إعلان “إسرائيل” أنها لن تسمح بتغيير “الوضع القائم” في الأقصى بعد قرار محكمة الاحتلال السماح لليهود بالصلاة فيه، انه ” ذر للرماد في العيون. صدور القرار يمنح المسوغ القانوني والدعم الجماهيري لأداء الصلوات، وعمليات التدنيس القادمة ستثبت ذلك. من يصدق إسرائيل معني بإعفاء نفسه من المسؤولية”.

وقال الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة عبر حسابه على تويتر،ان مصطلح “الوضع القائم” يُستخدم لتمرير التهويد، واضاف “هو في الأصل يعني أن لا مكان للغزاة في المسجد، فضلا عن جنودهم، فأين نحن الآن؟! تذكّروا تهويد المسجد الإبراهيمي”.

وحذر خطيب المسجد الأقصى المبارك عكرمة صبري من اقتراب المستوطنين على المسجد الأقصى، مؤكدًا أن “محكمة الاحتلال ليست صاحبة صلاحية لإصدار مثل هذه القرارات”.

إقرأ أيضا: “السجود الملحمي” الذي سمحت به محكمة الاحتلال.. كيف تنظر له “جماعات الهيكل”؟

وفي السياق، شدد أن مسيرة الأعلام التي ينوي مستوطنون تنفيذها في محيط البلدة القديمة بالقدس يوم الأحد القادم، هي محاولات لترميم “حالة الفشل التي مُنيت بها إسرائيل في الآونة الأخيرة”.

وتخطط “جماعات الهيكل” المزعوم والمنظمات اليهودية المتطرفة لإحياء ما يسمى يوم “توحيد القدس” باقتحام كبير للمسجد الأقصى المبارك وبمسيرة أعلام ضخمة، بغية تعويض الفشل الذي مُنيت به في أيار عام 2021، بفعل صواريخ المقاومة، التي جاءت ردًا على جرائم الاحتلال في القدس.

وأوضح “صبري” أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الاحتلال رغبته بتسيير هذه المسيرة، لكنه “فشل في كل مرة خلال الفترة القريبة الماضية، والآن يثيرها من جديد ليرد اعتباره”.

وقللّ من قدرة الجماعات اليهودية على حشد 30 ألف مستوطن لتنظيم هذه المسيرة، مستطردًا: “هذا عدد وهمي ولا يستطيعون تحقيقه، لكنهم يحاولون الظهور للعالم بثِياب القوة وأنهم أصحاب دولة، وما هم إلا سلطات محتلة”.

وصادق وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومير بار ليف بعد اجتماع عقده مع المفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي على خط سير “مسيرة الأعلام” السنوية في البلدة القديمة، وذلك في ذكرى احتلال القدس الذي يوافق 29 مايو الجاري، وفقًا للتقويم العبري.

وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية فإن قرار الموافقة على المسيرة ومرورها من البلدة القديمة بمثابة استجابة مباشرة للرأي العام الذي يقوده المستوطنون، ويؤكد على مخاوف الحكومة الحالية من اتهامها بالتراجع والخوف.

وفي تعقيبها على ما يجري أوضحت المرابطة المقدسية خديجة خويص، أن ” المسجد الأقصى مقبل على مرحلة خطيرة جدًا”، مشيرةً لوجود خطة مسبقة ممنهجة للسيطرة على المقدسات وتهويدها.

ورأت خويص، ” أن مسيرة الأعلام هي محاولة لتتويج السيطرة اليهودية على القدس، واعتبارها رمزًا للتعبير عن “الانتصار بهذه المحاولات التهويدية”.

وشددّت “خويص” على ضرورة تكثيف التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى وساحاته، والرباط في ساحاته الخارجية تحديدا التي ينشط فيها المستوطنون.

من جهته دعا عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، الأب مانويل مسلم، لعصيان مدني في القدس المحتلة يوم الأحد المقبل لحماية المسجد الأقصى المبارك من مخططات الاقتحام التي ينوي المستوطنون تنفيذها.
وقال مسلم في كلمة للشعب الفلسطيني:” أيها الفلسطينيون أغلقوا القدس بأجسادكم، وليصعد إليها مليون فلسطيني، وليجلس الشعب في الساحات والطرق والأبواب ولا تتركوا مكاناً تدخل منه نملة صهيونية إلى القدس”.
   وشدد مسلم على ضرورة عدم السماح للمستوطنين بدخول المسجد الأقصى، وتدنيس الأرض المقدسة.

إسرائيليون ضد فرض سيادة الاحتلال السياسية على الاقصى

بالمقابل كشفت دراسة إسرائيلية أن 53 % من اليهود الإسرائيليين يؤيدون صلوات اليهود داخل الحرم القدسي الشريف، مما يعني تأييد تقاسمه وأن أغلبية منهم 63% غير معنيين بسيادة إسرائيلية عليه، وأن 75 % من اليهود الأصوليين (الحريديم) يعارضون زيارته وأداء صلوات فيه لكن 47 % منهم معنيون بسيطرة إسرائيلية عليه.

وطبقا لدراسة أعدتها مؤسسة “فان ليرالإسرائيلية عقب حرب “حارس الأسوار” على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي فإن نصف الصهاينة اليساريين يؤيدون زيارة اليهود للحرم القدسي الشريف وأن 66 % من المتدينين اليهود يعتقدون أن السيادة الإسرائيلية على الحرم ينبغي أن تكون هي السيادة الحصرية الوحيدة.

ويقول القيمون على هذا الاستطلاع إن نتائجه تظهر أن اليهود على اختلاف أطيافهم السياسية والدينية يقرون لحد بعيد بأهمية الحرم بالنسبة للمسلمين والعرب، دينيا وسياسيا. ومن النتائج التي اعتبرها هؤلاء “مفاجئة” هي أنه في سؤال عن أنظمة الصلاة داخل الحرم التي يؤيد 53 % من اليهود السماح لليهود أيضا بالصلاة وأن نصف هؤلاء يعرفّون أنفسهم بأنهم ذوو مواقف يسارية.
وتظهر النتائج أيضا أن المجموعة اليهودية الأكثر معارضة لـ “زيارة اليهود وصلاتهم” في الحرم هي من اليهود الحريديم( 75 % منهم) بينما يؤيد 62 % من اليهود العلمانيين صلاة اليهود في الحرم. كما كشف الاستطلاع أن 28 % من المستطلعة آراؤهم أنهم زاروا الحرم القدسي الشريف وقال 47 % من هؤلاء أنهم قاموا بزيارة لمرة واحدة فيما 9 % من الـ 28 % أنهم زاروه عشر مرات. فيما قال 28 % من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعرفون أشخاصا آخرين قاموا بزيارة الحرم القدسي لأسباب دينية و/ أو أيديولوجية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: