مشعل: يجب تقديم نماذج ناجحة في كل معاركنا المختلفة

مشعل: يجب تقديم نماذج ناجحة في كل معاركنا المختلفة

قال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، يوم السبت إن “الأمّة في حالة معركة وتدافُع”، مشيرة إلى أن ذلك “دليل عافية وقوة وحيوية”.

وأضاف، في حوار مباشر “مع الشباب حول القضايا الراهنة”، نظمه الملتقى العلمي للشباب، عبر منصة زوم الإلكترونية، “أنا أقاوم إذن أنا حي”.

وشدد على أن “الأعداء يعرفون أن الأمة العربية والإسلامية أمة عظيمة، لذلك لا يريدونها أمّة رائدة أو شريكة، وزرعوا فيها العدو الصهيوني، وحاولوا حرمانها من التنمية والديموقراطية والتقنية”.

وأكد أن “التعليم جزء من إدارة الصراع مع العدو الصهيوني، سواء داخل فلسطين أم خارجها، وأن الشباب هم أمل الأمة، وتُعقد عليهم الآمال والرهان، لتحقيق النصر والمنعة”.

وذكر أن “الأمة ستنجح في معركة مواجهة التطبيع، فالتطبيع ما زال محدوداً، وفي نخب معزولة”.

وأشار إلى أن “الخطوة الإماراتية لم تكن مفاجئة، بل سبقتها خطوات تطبيعية، وهناك دول لديها التوجه ذاته”.

وشدد مشعل على “أننا ضدّ التطبيع بالمبدأ، وضد العلاقة مع “إسرائيل” من أي دولة كانت، صديقة أم غير صديقة، وأننا نميز ونفرق بين علاقة وأخرى من جهة دوافع ذلك، وبين من يدعم القضية الفلسطينية، وبين من يتنكر للقضية”.

وفي تعامل حركة حماس مع بعض الدول، ومنهم إيران، قال مشعل: “إننا أصحاب قضية، وأمام محتل متفوق علينا، عندما نأخذ دعماً من أية دولة، لا يعني أننا متوافقون معها في كل شيء، مدحنا لها هو مدح لما تقدمه لنا في معركتنا مع الاحتلال، وليس مدحاً لما تفعله في أي بلد”.

وفي التعامل مع قضايا الأمة، رأى مشعل أنه من المهم التركيز على بناء الفهم، لأن بناء الرؤية هي الأساس.

وأشار مشعل إلى أن القوى الاستعمارية أرادت إبقاء الأمة في حالة نزيف، “فزرعت فيها الكيان الصهيوني، لتحقيق مطامعها الاستعمارية، وخدمة للمشروع الصهيوني”.

وقال: “أعداء الأمة لا يريدونها أمة رائدة أو شريكة، يريدونها أمة تابعة لها، مدركين أنها تملك مقومات النهوض، وبشكل خاص أنها تمتلك موقعاً استراتيجياً، وتمتلك ثروات طبيعية كبيرة، أرادوا لها أن تبقى محرومة من كل عوامل التقدم، والحرية، والديموقراطية، وحرمانها من الاستفادة من ثرواتها”.

ورأى أن “المشكلة ليست فيما اخترناه في مسارات الخير والإصلاح، بل المشكلة في التحديات الداخلية والخارجية، ولا بدّ من تقييم الأداء وإدارة المعارك، لكن لا نخطّئ المسار”.

وذكر القيادي في حماس أن “لدى الأمة مشاكل ذاتية، لديها خلافات، وفروق في الاجتهاد، وأنماط فكرية وسياسية متعددة، ونشأت كيانات وأنظمة وحكام وتيارات وأحزاب ونخب تريد كسر الآخر، ولا تقبل الآخر، تريد لهذه الأمة أن تبقى رهناً لتطلعاتها الذاتية، فمن يحكم يستأثر بالحكم، وبالثروات، وبمقدرات شعبه”.

وأضاف “نشأ الاستبداد السياسي، والفساد في كل أشكاله؛ السياسي والاقتصادي والثقافي، وأغرقوا الأمة بالخلافات الدموية، ومنعوا كل محاولات التغيير والنهضة، وليس آخرها ما حدث في الربيع العربي”، مشدداً على أن القوى الخارجية معنية ببقاء الخلافات، وأنها لن تسمح لقوى التغيير بالنجاح.

ونتيجة لذلك، برأي مشعل، وجدت القوى الاستبدادية نفسها معنية بتحالفات، ولو كانت مع أعداء الأمة مثل الاحتلال، بحجج كثيرة، وبدأت بالتماهي مع الإسرائيليين والتخلي عن واجباتها تجاه قضية فلسطين، معلنة أن فلسطين لم تعد قضيتي.

وشدد على أن “فلسطين لا تتشرف إلا برجالها الحقيقيين، أصحاب الرسالة والأمانة والقدرة، والذين يضحون”.

وبحسب مشعل، “فإن كل هذه الأمور جاءت فرصة للإسرائيليين، وكل من والاهم، وإدارة ترامب الأمريكية، التي تُعدّ الأكثر صهيونية في تاريخ الإدارات الأمريكية، لتصفية القضية الفلسطينية، وفرض حلّ من خلال “صفقة القرن”، وتقدم “إسرائيل” على أنها جزء من الحل، وليست هي المشكلة، وليست هي العدو، وإنما هي حليف لبعض الدول في معاركها المصطنعة.

ولفت مشعل النظر إلى أنهم أرادوا التضحية بفلسطين من أجل أجنداته، مشدداً على أن “فلسطين ليست بنكاً لكي يحلوا مشاكلهم على حسابها”.

وذكر أن مستغلي الثروات حاولوا إبقاء المنطقة في أزماتها، وفي مشاكلها، دون حلول، لتيئيس الناس وقتل آمالهم.

وشدد على أن “أعداء الأمة لا يحتملون أن تكون هناك نماذج ناجحة، يُقتدى بها، تكون عوناً للشعوب وللشباب والنخب والمصلحين”.

وأكد مشعل ضرورة خوض معركة الوعي والفكر والمفاهيم، وهي الأساس، إذ يجب ضرب المصطلحات والمفاهيم التي يُراد ترويجها، ولا ينبغي أن نقع بمستنقع العرقية أو الطائفية.

ودعا لرسم “الرؤية الكلية”، لتكون معارك الأمة ضمن رؤية كاملة، تصبّ في كل مساراتها ضمن هذه الرؤية، والتي تُبنى من خلال الوعي، وحُسن التشخيص.

وحثّ على تقديم نماذج ناجحة في كل معاركنا المختلفة، “فلا نخوض معاركنا دون جاهزية، أو استعداد، لأن التجارب الفاشة تحبط، وتجعل الناس في حالة من التردد، والإحجام”.

وفي السياق نفسه، أكد القيادي الفلسطيني أن “صمود الشعب الفلسطيني، ونجاح مقاومته، والإجماع الفلسطيني على رفض “صفقة القرن”، وقرار الضمّ، والتطبيع، هي عناصر قوة، ستقودنا إلى التحرير والنهضة، وبشكل خاص إذا ما تمّ تقديم الدعم لها من الجهات الرسمية والحزبية والنخبوية في العالمين العربي والإسلامي”.

ووجه مشعل نداءً للشباب على ألا يتخلوا عن روح المبادرة والإيجابية، وأن يكونوا على قدر الرهان، الأمل المعقود عليهم، فصفة الإقدام هي صفة الشباب.

وشدد على أن “الأمة بشبابها تستطيع أن تفعل الكثير، مع عقل نير، والثقة بالله، والثقة بالنفس، والارتباط بالأمة والفكر والمنهج، والغيرة على الأمة وأهدافها الكبرى.

وفي حديث عن دور الشباب في التعامل مع الفضاء الإلكتروني، أشاد مشعل بدورهم في معركة مناهضة التطبيع إلكترونياً.

وأضاف “كان جيداً وأصيلاً، ويصدر عن وعي وإصرار”، مؤكداً أن “الفضاء الإلكتروني مهم، وإبداعات الشباب مفرحة، لكن لا بدّ من إنزال ذلك على الأرض، في الميادين كافة”.

وتقدم مشعل بالشكر من القائمين على الملتقى العلمي للشباب، بعد أن أتاحوا له الفرصة لحوار مباشر مع “الشباب حول القضايا الراهنة”، وشكر هيئة علماء فلسطين في الخارج، والشباب المشاركين في اللقاء.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: