معهد واشنطن: بينيت وحكومته على حافة الهاوية لهذه الأسباب

معهد واشنطن: بينيت وحكومته على حافة الهاوية لهذه الأسباب

عمّان – البوصلة

حذر ديفيد ماكوفسكي، مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن، من أنّه وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نفتالي بينيت في تعميق علاقاتها الخارجية وإدماج بعض القادة السياسيين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلا أنه قد يتم إسقاطها قريباً بسبب مناورات المعارضة وتداعيات عمليات المقاومة الفلسطينية التي (يصفها بالإرهابية على حد زعمه).

وقال ماكسوفسكي إن الحكومة الائتلافية في بدولة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت، احتفلت في في 13 حزيران/يونيو، بالذكرى السنوية الأولى لتأسيسها – وهو إنجاز جدير بالملاحظة بالنظر إلى التسلسل الطويل من الانتخابات الخاطفة والجمود السياسي الذي سبقها، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه “ومع ذلك، يظل وجود التحالف غير مستقر في أحسن الأحوال حتى مع بلوغ هذه المرحلة الهامة. ويبدو أن أيامه معدودة، حتى لو تمكن بطريقة ما من الصمود في الدورة البرلمانية التي ستُعقد في فصل الصيف”.

ولفت إلى بعض النجاحات التي حققتها حكومة بينيت عبر تعزيز استقلال مؤسسات إنفاذ القانون والقضاء في دولة الاحتلال الذي كان في خطر وسط محاكمة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بتهمة الفساد. وكذلك إقرار الميزانية في الخريف الماضي – وهي الأولى منذ عام 2018 – وشغلت عشرات المناصب الدبلوماسية والقضائية التي ظلت معلقة لسنوات.

واعتبر ماكوفسكي تعزيز حكومة بنيت للتهدئة مع المقاومة في غزة خلال عامٍ كامل إنجازًا لها، حيث لم يجرِ إطلاق الكثير من الصواريخ من غزة باتجاه المستوطنات، ستة صواريخ في الواقع، مقارنة بأكثر من ألف صاروخ خلال الحرب.

وأضاف إلى قائمة إنجازاتها كذلك إدراج “القائمة العربية الموحدة” كشريك من أهم التجارب التي خاضتها حكومة بنيت، منوهًا إلى أحد الإنجازات كذلك بتجنب هذه الحكومة الاصطدامات مع واشنطن كما حدث في عهد نتنياهو.

كما اعتبر قدرة حكومة بنيت على تعميق العلاقات مع عددٍ من القادة العرب كأحد الإنجازات.

ولفت ماكوفسكي بالقول: على الرغم من الإنجازات التي حققها الائتلاف خلال العام الماضي، إلا أن غضب أحزاب اليمين منعه من الاستمتاع بيوم واحد من السلام في الكنيست. وتم توجيه الكثير من هذا الغضب شخصياً نحو بينيت وحزبه بسبب انتزاعهم أصوات اليمين لصالح تشكيل حكومة مختلطة مع أحزاب من اليسار والوسط. وفي بعض الحالات، تعرض أعضاء الحزب وعائلاتهم للتخويف في أحيائهم، مما دفع اثنين على الأقل من أعضاء الكنيست وربما ثلاثة إلى الانسحاب من التحالف”.

وأكد أنّ المواجهات التي اندلعت مع المقدسيين خلال شهر رمضان وتردد صداها الديني في جميع أنحاء الدول العربية ووسائل الإعلام العربية والعالمية جعل حكومة بنيت عاجزة عن تنحية الصراع مع الفلسطينيين وتأثير ذلك على علاقات دولة الاحتلال مع الدول العربية التي لا تستطيع تجاهل مثل هذا الأمر.

وقال ماكوفسكي :علاوةً على ذلك، لم تأخذ حكومة بينيت بالاعتبار إصرار نتنياهو المذهل على أن يصوّت حزب “الليكود”، إلى جانب “القائمة المشتركة” للأحزاب العربية خارج الائتلاف، على قوانين أساسية تتعلق بالصراع الفلسطيني. إن واقع عدم تورّع نتنياهو عن التحالف مع الفصائل التي تعارض طابع إسرائيل اليهودي هي حقيقة مثيرة للتهكم بالنظر إلى اتهاماته المتكررة بأن حكومة بينيت ليست صهيونية بما فيه الكفاية.

وخلص إلى أنه “ونتيجةً لذلك، تشعر الحكومة بالضغط من كلا الطرفين. فمن جهة يهدد أحد أعضاء حزب بينيت بترك الإئتلاف ما لم يُعيد البرلمان التأكيد على قانون يمكّن المستوطنين الإسرائيليين من الخضوع للولاية القضائية الإسرائيلية، في حين يعارض عضوان في معسكر اليسار في الائتلاف القانون نفسه. وتواجه الحكومة هذا الوضع الدقيق جدّاً وسط جهود متواصلة لإقناع المنتقدين في داخلها بالاستقالة لصالح الأعضاء الأكثر دعماً لسياسات القيادة. وبالنظر إلى زيادة شعبية نتنياهو في استطلاعات الرأي منذ الهجمات الإرهابية، فلا يمكن استبعاد إجراء انتخابات جديدة بحلول نهاية العام الحالي”.

الدروس المستفادة

وقال ماكوفسكي إنّ ما سبق أظهر بعض الدروس الرئيسية المستخلصة من السنة الأولى للحكومة الائتلافية في في حكومة الاحتلال، وأولها أنه يمكن للأطراف داخل الائتلاف وخارجه العمل معاً رغم الاختلافات في التوجهات عندما لا يكون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مركز الصدارة، وأن القيام بذلك يمكن أن يحسّن العلاقات مع واشنطن ودول الخليج.

واستدرك بالقول: ومع ذلك، فمن المفارقات، أن هذا الصراع يؤثر بدرجة كبيرة على الحياة اليومية في “إسرائيل” بحيث لا يمكن تجاهله تماماً، خاصة عندما يكون أعضاء المعارضة السياسية من اليمين على استعداد لاستغلال الموقف تكتيكياً من خلال التصويت جنباً إلى جنب مع الأحزاب التي تعارض مبادئهم الأساسية.

وختم بالتأكيد على أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت تجربة دمج عرب إسرائيل في صنع القرار الحكومي ستستمر، مشددًا على أنه ومع ذلك يبدو مجدداً أن “المقاومة وعملياتها” التي يصفها بـ “الإرهاب” على حد زعمه، يوجّه الإسرائيليين نحو اليمين السياسي – تماماً كما كان عليه الحال منذ عقود – ويعرّض التحالف المختلط لخطر كبير.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: