“معهد واشنطن يرصد “تكهنات” حول زيارة بايدن للسعودية.. هل ستحضر “إسرائيل”؟

“معهد واشنطن يرصد “تكهنات” حول زيارة بايدن للسعودية.. هل ستحضر “إسرائيل”؟

عمّان – البوصلة  

أكد سايمون هندرسون الخبير المتخصص في شؤون الطاقة بالشرق الأوسط أنّه على الرغم من تسليط الضوء في الآونة الأخيرة على معضلة “النفط مقابل حقوق الإنسان” التي تعيشها واشنطن، فقد يتمحور الأثر الأكبر لزيارة الرئيس الأمريكي في النهاية حول العلاقات العربية الإسرائيلية، لافتا في الوقت ذاته إلى تكهنات كبيرة بين إعلاميين سعوديين تؤكد أنّ “إسرائيل” ستحضر هذه القمة.

ولفت هندرسون، وهو مدير “برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة” في معهد واشنطن، إلى أنّ وسائل الإعلام قلّلت من شأن التكهنات المتزايدة حول إمكانية أن تؤدي زيارة بايدن إلى السعودية منتصف الشهر المقبل إلى تقدّم في العلاقات السعودية – الإسرائيلية، الأمر الذي سيغيّر بشكل جذري السياسة المعتمدة في الشرق الأوسط.

ونقل عن مقالٍ تحليلي بصحيفة “الفاينانشال تايمز”، تأكيده أنّ الأهمية الأساسية للزيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية الفلسطينية والسعودية، والعنوان الرئيسي في الصحيفة “النفط مقابل حقوق الإنسان: مهمة بايدن المثيرة للجدل إلى السعودية”، سرد القصة التي برزت في الأشهر القليلة الماضية حول قلق واشنطن بشأن أسعار النفط وخيبة أمل دول الخليج العربي من حجم الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بالتهديد الذي تطرحه إيران ووكلاؤها في المنطقة.  

ولفت هندرسون إلى أنه لم يكن من المفاجئ أن إحدى النقاط المذكورة كانت جريمة قتل الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” والمنشق السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

وقال: في هذا السياق، بنى مقال “بيغ ريد” على افتتاحية نشرتها “الفاينانشال تايمز” في 13 حزيران/يونيو بعنوان “انعطاف جو بايدن بشأن السعودية يكشف معضلة الطاقة في الغرب”، تجسيد اعتماد الديمقراطيات الغربية على الأنظمة الاستبدادية الغنية بالنفط حيث تغض الأولى الطرف عن “انتهاكات حقوق الإنسان” التي ترتكبها الأخيرة. وأنهى المقال بالاستنتاج التالي: “في خضم السعي إلى توفير إمدادات بديلة عن النفط والغاز الروسي، على [الديمقراطيات الغربية] تجنّب تكرار أخطاء الماضي وعدم منح أمثال محمد بن سلمان منافع من دون مقابل”.  

واستدرك بالقول: ومع ذلك، ربما يكون الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في الزيارة القادمة للرئيس الأمريكي هو الطريقة التي يمكن بها تعزيز الأمن الراسخ وتطوير الروابط الاقتصادية التي لا تزال سرية أساساً. وفي هذا الخصوص، كان عنوان أحد مقالات الرأي الطويلة في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في العدد الصادر بتاريخ 14 حزيران/يونيو: “محمد بن سلمان يفرض ثمناً لتوثيق العلاقات مع إسرائيل”.

ولفت إلى أن “هذا الثمن هو التواصل المباشر مع بايدن واعتبار ولي العهد زعيم المملكة [الفعلي] من حيث المشاركة السياسية”، بحسب ما أورد معهد واشنطن.

وأشار هندرسون إلى أنّ البيت الأبيض التركيز على أن الشخصية الأساسية التي سيحاورها بايدن أثناء وجوده في السعودية ستكون الملك سلمان، البالغ من العمر 86 عاماً، وعلى أنه سيحضر اجتماع قمة ينظمه «مجلس التعاون الخليجي» (المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان) وقادة “الدول الثلاث الإضافية”: الأردن والعراق ومصر. ومن المرجح أن يكون المغرب، الذي يجمعه اتفاق سلام مع إسرائيل، حاضراً أيضاً. 

ولفت إلى أنّ هناك تكهنات كبيرة في أوسط بعض المراقبين السعوديين بأن إسرائيل ستحضر هذا الاجتماع أيضاً، أو ربما حدثاً موازياً، لكي يمكن لبعض القادة، من خلال استخدامهم مناورة دبلوماسية، تجنب مثل هذا الاتصال المباشر.

وقال: لا يزال هناك شهر لزيارة بايدن وقد يحدث الكثير من الخطأ في غضون ذلك. فالملك سلمان في حالة صحية غير مستقرة حيث بقي في المستشفى لبضعة أيام “للراحة” بعد خضوعه لتنظير القولون قبل بضعة أسابيع (وهذا الأمر في حد ذاته مستوى مدهش من الصراحة). وقد تنتهز إيران الفرصة لتذكير جيرانها الإقليميين بأنها تعتبر نفسها اللاعب الرئيسي في المنطقة. ففي النهاية، حتى الولايات المتحدة تستخدم تسمية “الخليج الفارسي”. 

واستدرك بالقول: ويتمثل متغير جديد هذا الأسبوع في هوية رئيس الوزراء الإسرائيلي بحلول ذلك التاريخ، فحكومة نفتالي بينيت الائتلافية على شفير الهاوية.

وختم هندرسون مقاله بالقول: بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور، فطالما سيُقلع الرئيس بايدن في الطائرة الرئاسية، سيكون للترحيب الذي سيحظى به من عبارات “مرحباً بكم في الشرق الأوسط” عدة معانٍ محتملة معتادة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: