مع قرب العيد.. قلب صيدا القديم بلبنان مركز ينبض بالحياة

مع قرب العيد.. قلب صيدا القديم بلبنان مركز ينبض بالحياة

– ساحة باب السراي التاريخية وسط المدينة الجنوبية تشهد على مدار رمضان حشودا من الزوار التي أتت لتكمل سهرتها بعد الإفطار حتى الفجر.
– تتنوع نشاطات ليالي صيدا الرمضانية بين فرق إنشادية تراثية وموسيقى وكورال ومسرح وأمسيات شعر وحكواتي ومعرض للرسامين.
– منذ اليوم الأول لرمضان تجول فرقة بالزي التراثي أحياء وساحة باب السراي حاملة وهي تضرب الطبول والصنوج والدفوف، وسط إنشاد موشحات دينية وأغنيات وزجل لبناني.

مع اقتراب عيد الفطر، تشهد ساحة باب السراي التاريخية وسط مدينة صيدا القديمة جنوب لبنان على مدار شهر رمضان حشودا من الزوار التي أتت لتكمل سهرتها بعد الإفطار حتى الفجر.

وتعد ساحة باب السراي أكبر ساحة عامة وسط صيدا القديمة التي تعود تسميتها إلى الباب الشهير لسراي فخر الدين الثاني من أهم المعالم السياحية حيث تستقبل الاحتفالات والأنشطة الثقافية التي تجعل منها مركزا نابضا بالحياة في شهر رمضان.

تزدهر الحركة في صيدا تزامنا مع افتتاح المحلات في السوق التجاري ليلا استعدادا لعيد الفطر، وتستقبل الأسواق القديمة في المدينة روادها حتى الفجر، رغم أنها طوال السنة تكون مقفلة ليلا.

وحسب مراسل الأناضول، فقد تتنوع ليالي رمضان في صيدا وخاصة في العشر الأواخر بين فرق إنشادية تراثية تجول في الساحة ومحال الحلوة والمقاهي وبين حمام تراثي يتحول إلى مركز ثقافي بامتياز.

ولا يفوت الزائر لصيدا مشاهدة الزينة في الشوارع والمحال التجارية التي فتحت أبوابها في العشر الأواخر للشهر الفضيل لاستقبال المواطنين لشراء حلويات وثياب العيد.

حمام تاريخي.. مركز ثقافي

من جهتها أوضحت المتحدثة باسم مؤسسة شرقي المشرفة على “الحمام الجديد” دينا جرادي للأناضول أن الحمام العثماني في صيدا عمره أكثر من 300 عام عملت المؤسسة على إعادة افتتاحه من 3 سنوات ليستقطب الزوار من لبنان وخارجه خصوصا خلال العيد.

وأضافت أنه إضافة إلى جذب الزوار فإن الحمام يستقطب المشاريع الفنية والموسيقية والمسرحية والثقافية على أنواعها”.

ورغم أن الحمام مفتوح على مدار العام لكن في رمضان نظمت المؤسسة 7 أمسيات متنوعة تتناسب مع شهر رمضان المبارك بعنوان “علو البيارق غنوا للعيد..”، حسب جرادي.

ولفتت إلى أن الإقبال كان لافتا على جميع الأمسيات المستمرة حتى نهاية الشهر الحالي وحلول عيد الفطر ولم يكن فقط من صيدا بل كان من خارجها”.

وأوضحت أن النشاطات التي حصلت وتحصل في رمضان تنوعت ما بين الموسيقى والكورال والمسرح والشعر والحكواتي ومعرض رسومات”.

حلويات رمضانية من التراث

وتعد القطايف بالجبنة التي تشتهر فيها مدينة صيدا من أهم الحلويات التي يأتي الزائرون لتذوقها من دكان “حلو يا سيفو” وسط ساحة باب السراي.

ويقول سيف الدين العبد (51 عاما) صاحب الدكان لمراسل الأناضول إن هذه الحلوى مشهورة في صيدا وهي عبارة عن قطعة من القطايف محشوة بالجبنة توضع على النار وتغمس في القطر”.

ويرفع محمد قطعة من القطايف الموضوع على النار حيث يظهر الجبن بشكل خيطان وينادي “حلو يا سيفو حيث تصطف الزبائن أمامه بالطوابير”.

وأوضح أن هذا الدكان عمره حوالي 300 سنة ورثه عن جده الذي كان يبيع القطايف وملبن العيد العثماني المحشو بالجوز وخاصة في رمضان وهو الموسم الذهبي”.

وعن الأجواء الرمضانية قال “هي ممتازة في صيدا.. الناس تأتي للسهر والسحور رغم أنها لم تكن مثل العام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار وخاصة وقود السيارات مما يجعل البعض يفضل السهر في المنزل”.

ويزداد الإقبال على شراء الحلويات في شهر رمضان المبارك وعيديْ الفطر والأضحى، وتتحوّل محال بيعها في صيدا القديمة مقصداً على مدار الوقت ليل نهار”.

فرق موسيقية تراثية تجول في الشوارع

ومنذ اليوم الأول لرمضان تجول فرقة بالزي الترثي أحياء وساحة باب السراي حاملة معها الطبول والصنوج والدفوف، فيما ينشد جبل جوهر موشحات دينية وأغاني وزجلا لبنانيا.

ويقول قائد الفرقة جبل جوهر للأناضول إن زي الفرقة من الفولكلور التراثي لمدينة صيدا وهم بنشاطهم يهدفون لإحياء التراث القديم ليشاهده الزوار في الشارع والساحات والأمسيات الرمضانية التي ينظمونها”.

وأوضح أن الفكرة أتت بعد أن كان لديهم برنامج يبث عبر إحدى القنوات المحلية ولقوا استحسانا لدى المواطنين فأردوا أن ينفذوها على الأرض بعد توقف برنامجهم منذ سنوات”.

وقال “الناس تحبنا لأننا نذكرهم بالتراث اللبناني من خلال اللباس والطربوش الأحمر والشروان والكوفية والشال”.

وأضاف نحن نتواجد يوميا في باب السراي نقوم بجولات على المقاهي والمطاعم والشوارع نحمل الطبل والدف ونغني أغاني تراثية وننشد أناشيد دينية”.

جوهر لم يخف أن رمضان السنة الماضية أفضل من رمضان الحالي من ناحية الزائرين للمدينة الجنوبية قائلا “الأوضاع الاقتصادية أثرت بالطبع على الأجواء الرمضانية هذا العام”.

وتابع: “لكن رغم الأوضاع السيئة الناس تريد أن تفرح وتبتهج برمضان وقدوم العيد”.

الزائرون من كل المناطق والأديان

وقال المواطن وائل القاضي للأناضول إن “أجواء مدينة صيدا مميزة عن باقي المناطق ونأتي مع الأصدقاء والأهل كل ليلة إلى هنا لنسهر حتى الفجر”.

ووصف الأجواء بـ”الجيدة في صيدا حيث يتجمع الناس من جميع المناطق اللبنانية ومن مختلف الأديان مسلمين ومسيحيين ودروز وهذا يعكس صورة صيدا الحقيقية في العيش المشترك”.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: