مع قرب مغادرة اليمين المتطرف.. ما مصير “صفقة القرن” والمشاريع الاستيطانية؟

مع قرب مغادرة اليمين المتطرف.. ما مصير “صفقة القرن” والمشاريع الاستيطانية؟

البوصلة – ليث النمرات

يقترب اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يقوده حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو من مغادرة سدة الحكم بدولة الاحتلال، فنتائج انتخابات الكنيست شبه الرسمية تشير إلى تقدم طفيف لصالح حزب “أزرق أبيض” بزعامة الجنرال السابق بني غانتس ذي الميول اليسارية، وبالتالي فإنه سيكون الأقرب إلى تشكيل الحكومة وإدارة المشهد في المرحلة المقبلة منهيا مرحلة اليمين.

وفيما لا يزال المشهد حول تشكيل الحكومة غير متضح بشكل تام، إلا أن المعطيات تؤشر إلى تشكيل حكومة ائتلافية (وحدة وطنية) يقودها غانتس، خصوصا أن حزب “إسرائيل بيتنا” الذي يملك “بيضة القبان” ويتزعمه وزير الدفاع المستقيل أفيغدور ليبرمان لا يريد أن يكون لنتنياهو وجود في الحكومة.

تلك النتائج تعطي مؤشرات إلى فشل أو اندثار مشاريع قادها اليمين المتطرف بزعامة “الليكود” وأبرزها ما يعرف بـ”صفقة القرن” وضم أراضي إلى الكيان المحتل خصوصا الأغوار وشمال البحر الميت، والاستمرار بسياسة الغطرسة تجاه المقدسات الإسلامية وحتى الشعب الفلسطيني.

ويرى الوزير الأسبق بسام العموش بأن “الكيان الصهيوني قام على احتلال ودعم خارجي واستعراض ممارساته، حيث إن تاريخه مليئ بالمذابح والتهجير والقتل والاستهزاء بالأمة الإسلامية”، مبينا بأن “المواقف التي كان فيها دماء كبيرة كانت على يد من يسمون اليسار”.

واعتبر العموش في حديث لـ”البوصلة” أن الانتخابات الإسرائيلية هي “لصالح الإسرائيليين وليس لصالح العرب، فكلهم (سواء الأحزاب اليمينية المتطرفة أو اليسارية) يؤمنون بأن إسرائيل يجب أن تكون للإسرائيليين وكلهم لا يريدون أن يقدموا حل الدولتين وكلهم متفقون على موضوع القدس”.

لكنه استدرك بالقول “المصلحة تقتضي رحيل نتنياهو ومحاكمته أسوة بمن قبله”، لافتا إلى أن ذلك يعطي انطباعا بأن “المجتمع الإسرائيلي يتفق على ثوابت ويختلف على تكتيكات، فهم جميعا يعتقدوان بأن أرض اسرائيل من الفرات الى النيل”.

وشدد العموش على “ضرورة التحريض على مقاومة المحتل بالطرق الممكنة، فهناك 7 مليون فلسطيني في الداخل وهذا ما هزم إسرائيل”، منوها بأن الاحتلال “يظن بأنه سيصل إلى دولة لليهود فقط وهذا أمر مستحيل سواء في التاريخ أو الوقت الحاضر، والدليل على ذلك بأن المدينة المنورة لم تكن للمسلمين وحدهم، وكذلك فإن الدول الآن ليست لأتباع ديانة واحدة”.

وأكد الوزير الأسبق بأن “الإسرائيليين لا يريدون حلا مساره الديموقراطية لأن الفلسطنيين يتساوون معهم بالعدد وبالتالي سيقاسمونهم السلطة”، مذكّرا بأن “نتنياهو صرح بأنه لا يمكن أن يتعامل مع القائمة العربية”، الأمر الذي يؤكد ضرورة الوجود العربي سواء في الضفة الغربية أو في الداخل المحتل والقدس.

مشاركة العرب في انتخابات الكنيست

وحول مشاركة العرب في انتخابات الكنيست، أوضح العموش بأن “هؤلاء يقدر عددهم بـ2 مليون انسان ولا يجوز أن أعطي جميع الناس نفس المهمة في كل بقاع الأرض، فمن يعيش تحت الاحتلال سيكون مضطرا للتعامل معه، فإذا لم يأخذوا جواز اسرائيل فسيغادروا الأرض وهذا حلم إسرائيل”.

وأشار إلى أن “ثبات عرب 48 يجب أن يدعم بكافة الطرق، والنواب العرب داخل الكنيست يدافعوا بقوة عن مواقفهم ولم يتخلوا عن هويتهم الفلسطينية”، مشددا كذلك على ضرورة “دعم المقدسيين ليبقوا في مدينتهم، لمواجهة المشاريع الاحتلالية فهذه هي معركة المقاومة السلبية”.

وأضاف بأم “إسرائيل صنعت لنفسها حالة أزمة لأنها صنعت حالة من الخوف”، من كل ما هو ليس يهودي الأصل.

صفقة القرن والانتخابات

واعتبر الوزير العموش، بأن “صفقة القرن تديرها الصهيونية العالمية بالاتفاق مع القوى العالمية فهي تنص تصفية كامل القضية الفلسطينية”، لكنه أشار إلى أن ما يتعلق بالصفقة لا يزال قيد المجهول وبعض بندوها تتسرب عبر وسائل الإعلام دون أن يكون هناك بنود واضحة المعالم.

وأضاف “اعتقد بانها (صفقة القرن) لن تنجح لأن صاحبها الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) منحاز”، متسائلا فكيف سيكون ترامب وسيطا وهو منحاز للاحتلال سلفا وبالتالي فلن ينجح المشروع”.

بدوره اعتبر الوزير الأسبق أمين مشاقبة، بأن نتنياهو يسير نحو السقوط والفشل في تشكيل حكومة جديدة، خصوصا وأن زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” ويمثله وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان لا يريد أن يرى نتنياهو رئيسا للوزراء.

وأشار مشاقبة في تصريح لـ”البوصلة” إلى تكتلات تجريها كافة الأحزاب بما فيها اليمينية لعدم استمرارية نتنياهو وهذا يعطي فرصة للاخرين، خصوصا حزب “أزرق أبيض” الذي يقوده الجنرال غانتس.

وأضاف بأن “نتنياهو استخدم الغطرسة والغرور وكل ما فيه أبعاد عنصرية لكي يكسب الناخب، لكنه لم يستطع التقفوق على “أزرق ابيض”، مشيرا إلى أن “الخلافات بين الحزبين واضحة  فحزب الليكود يرفض إقامة دولة فلسطينية وحزب “أزرق أبيض” لا يمانع إقامة الدولة، كما أنه يرى خطرا بصفقة القرن على إسرائيل وهذا أمر ايجابي.

واعتبر الوزير مشاقبة بأن مؤشرات خسارة ترامب في الانتخابات المقبلة، سيقود إلى فشل ما يعرف بـ”صفقة القرن” خصوصا إذا قرأت الخارطة السياسية عربيا بشكل صحيح، لافتا إلى أن غرور ترامب بات مزعجا  فهو يسعى إلى أن يعاد ترشيحه ويريد أن يكسب الحركة الصهيونية لصالحه.

وأردف مشاقبة يقول “الإسرائيليون وجهان لعملة واحدة وبالتالي فإن الثوابت الرئيسية وما يتعلق بالدولة اليهودية متفق عليه لدى الطرفين، لكن حزب أزرق ابيض ضد التطرف الديني وهذا إيجابي بالنسبة للفلسطينيين لكبح جماح حالة التطرف”.

وشدد على ضرورة أن “تكون هناك سياسية واقعية لدى الإسرائيليين بتقدير الحجم السكاني الموجود داخل فلسطين أو الضفة الغربية، فهناك تساوٍ بين العرب واليهود ومن الممكن أن يتفوق العرب على اليهود، وبالتالي فإن بواعث القنبلة الديموغرافية لا تزال موجودة.

وعلى صعيد متصل أوضح بأن “الموقف الأردني يستند إلى إقامة دولة فلسطينية وهذا مصلحة أردنية وبالتالي فإن الممارسات في القدس أو توسيع المستوطنات في الخليل كلها تؤثر على الواقع الجيوسياسي”، لكنه يرفض كل تلك الممارسات.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: