مقتل فرنسي باشتباكات ضد قوات الأسد.. ومحاكمة آخر بباريس

مقتل فرنسي باشتباكات ضد قوات الأسد.. ومحاكمة آخر بباريس

قُتل مسلح يحمل الجنسية الفرنسية خلال اشتباكات ضد قوات النظام في شمال غرب سوريا، الاثنين، فيما يحاكم فرنسي آخر وزوجته المغربية أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس بتهمة الانضمام لتنظيم الدولة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل “الفرنسي أبو حمزة خلال اشتباكات الأحد ضد قوات النظام على إحدى جبهات جبل الزاوية” في ريف إدلب الجنوبي. ودُفن، الاثنين، في المنطقة ذاتها، وفق المرصد.

وينضوي أبو حمزة في “فرقة الغرباء”، وهو فصيل يضم مقاتلين فرنسيين ويقوده الفرنسي السنغالي عمر ديابي الملقب بعمر أومسين، المتهم بتجنيد عدد كبير من الفرنسيين للقتال في سوريا.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على نحو نصف مساحة محافظة إدلب ومحيطها. وتتواجد في المنطقة فصائل مقاتلة ومجموعات متشددة أقل نفوذاً بينها “فرقة الغرباء”.

وكان ديابي يعمل في مطعم في نيس في جنوب شرق فرنسا، قبل أن ينتقل إلى سوريا العام 2013، حيث قاد كتيبة تضم شبانا فرنسيين غالبيتهم من منطقة نيس. وأنتج ديابي أشرطة فيديو دعائية.

وفي أيلول/ سبتمبر 2016، اعتبرته الولايات المتحدة “إرهابيا دوليا”. وقد احتجزته هيئة تحرير الشام لمدة عام ونصف منذ آب/ أغسطس 2020.

محاكمة فرنسي وزوجته المغربية

وانطلقت، الاثنين، أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس، محاكمة فرنسي كان قد انضم إلى تنظيم الدولة في سوريا في شباط/ فبراير 2015 مع زوجته المغربية وطفلهما الذي كان يبلغ من العمر شهرين آنذاك.

ويمثُل جوناتان جيفري وزوجته لطيفة شادلي، اللذان يبلغان من العمر 40 عاماً، أمام المحكمة؛ بتهمة المشاركة في جمعية إجرامية إرهابية.

وجيفري المتهم الوحيد قيد التوقيف، فيما لا تزال زوجته ووالدته طليقتَين بإشراف قضائي. وتحوّل جيفري إلى مصدر قيّم للمعلومات للسلطات الفرنسية منذ اعتقاله قبل ستة أعوام.

وبعدما اتّصل بنفسه بأجهزة الاستخبارات الداخلية الفرنسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، أسَره “الجيش السوري الحر” في أوائل العام 2017، بينما كان يحاول الفرار من سوريا مع زوجته وابنهما.

وبعد تسليمه إلى فرنسا في أيلول/ سبتمبر2017، كشف للمحقّقين أنّ تنظيم الدولة كان يخطّط لإرسال أطفال جنود -“أشبال الخلافة”- إلى أوروبا “لتنفيذ عمليات انتحارية هناك”.

وبحسب جوناتان جيفري، فقد كان التنظيم يخطّط أيضاً لـ”بث الرعب في الأرياف الفرنسية” و”استهداف محطة طاقة نووية فرنسية”. كما قدّم أسماء عشرات الفرنسيين الذين انضمّوا إلى التنظيم.

وكان جيفري، الذي يتحدّر من تولوز (جنوبا)، قد توجّه إلى سوريا والتحق بصفوف تنظيم الدولة في شباط/ فبراير 2015 مع زوجته لطيفة شادلي وطفلهما الأول الذي كان يبلغ من العمر آنذاك شهرين فقط، وهو طرف مدني في محاكمة والديه بواسطة إحدى الجمعيات.

وقالت لطيفة شادلي ذات الشعر البني المسرّح، أمام المحكمة: “لن أضع النقاب بعد الآن. لا أريد الاعتماد على أحد بعد الآن”.

ويُحاكم الزوجان أيضًا بتهمة التخلي عن أسرتهما بسبب ذهابهما إلى سوريا في شباط/ فبراير 2015، حين كان طفلهما الأول يبلغ من العمر شهرين فقط.

ورُزقا بطفل ثان وُلد في تركيا في حزيران/ يونيو 2017، بعد أربعة أشهر من اعتقالهما من قبل “الجيش السوري الحر” في أثناء محاولتهما الفرار من سوريا.

و”الجيش السوري الحر” تسمية كانت تطلق على فصائل المعارضة المسلحة التي قاتلت الجيش السوري خلال سنوات النزاع الأولى قبل أن تتشتت.

كذلك، تمثُل دنيز ب، والدة جيفري البالغة من العمر 59 عاماً وهي مسيحية إنجيلية، أمام المحكمة، بتهمة تمويل منظمة إرهابية لإرسالها آلاف اليوروهات إلى ابنها عندما كان في سوريا.

وقالت دنيز أمام المحكمة: “كنت أساعد ابني، وليس المقاتل”.

واعتنق جوناتان جيفري الإسلام في العام 2007، وسرعان ما أصبح متطرفًا، لا سيما من خلال زيارته مسجد باسو كامبو في حيّ ميراي في تولوز.

وفي سوريا، خدم جوناثان جيفري في صفوف كتيبة أنور العولقي التابعة لتنظيم الدولة، والتي كانت تضمّ بضع عشرات من الفرنسيين، بما في ذلك الأخوان جان ميشيل وفابيان كلين، اللذين يتحدّران أيضاً من تولوز، واللذان كانا من مسؤولي الدعاية في التنظيم المتطرف، وتبنّيا اعتداءات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 في فرنسا.

كذلك، حارب جيفري في الرمادي في العراق في صفوف كتيبة “طارق بن زياد”، التي أنشأها عبدالإله حميش (أحد المقاتلين الفرنسيين في التنظيم والمعروف باسم أبو سليمان الفرنسي)، والتي كان من ضمن صفوفها مهاجمو صالة باتاكلان.

يواجه جوناثان جيفري ولطيفة شادلي ثلاثين عاماً من الحبس الجنائي، بينما تواجه دنيز ب. عشر سنوات في السجن. ومن المتوقع استمرار المحاكمة حتى 23 كانون الثاني/ يناير.

(عربي21)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: