منتدون يدعون لإستراتيجية فلسطينية وأردنية وعربية لإفشال “صفقة القرن”

منتدون يدعون لإستراتيجية فلسطينية وأردنية وعربية لإفشال “صفقة القرن”

البوصلة – خليل قنديل

أكد المتحدثون في الندوة التي عقدها كل من مركز دراسات الشرق الأوسط والجمعية الأردنية للعلوم السياسية اليوم بعنوان “صفقة القرن وخيارات التعامل معها” على خطورة ما تمثله صفقة القرن التي تنطلق من ثوابت تتعلق بالامن من منظر إسرائيلي والسعي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن الوطني الأردني والأمن القومي العربي من النواحي السياسية والاجتماعية والديمغرافية مما يجعل الأردن الخاسر الأول عربيأً بعد الشعب الفلسطيني، مما لا يمكن قبوله أردنياً.

ودعا المتحدثون في الندوة التي شارك فيها شخصيات سياسية وأكاديمية من فلسطين والأردن والعالم العربي، إلى بلورة مشروع لمواجهة صفقة القرن وإفشالها على المستوى الرسمي والشعبي، وبناء مشروع وطني أردني يلتقي فيه الجميع رسمياً وشعبياً على أساس الثوابت الوطنية والثوابت تجاه القضية الفلسطينية، وخلق حالة استعصاء في المنطقة والعالم لمواجهة هذه الخطة وخلق حاضنة عربية وإقليمية ودولية للموقف الفلسطيني وتوفير الدعم المطلوب لتعزيز الصمود الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن وإفشال الضغوط الامريكية والإسرائيلية تجاه تمريرها.
 
واعتبر المشاركون أن تبني الجانب الفلسطيني لخيار رفض الصفقة ويعزز من فرص إفشالها، حتى لو ذهب الجانبان الإسرائيلي والأمريكي في فرض إجراءات أحادية دون موافقة الجانب الفلسطيني لأن ما ينتج لن يتعدى كونه إدارة صراع ضمن موازيين القوى الحالية، مشيرين إلى وجود عدة متطلبات لنجاح خيار المواجهة وأهمها إنهاء الإنقسام وتعزيز الجبهة الداخلية وإنهاء التعاون الأمني مع سلطات الإحتلال، وتفعيل المقاومة بكل اشكالها.
 
وناقشت الندوة عددًا من المضامين والتحليلات وانتهت إلى عدة توصيات حول الخيارات التي تملكها فلسطين والأردن و الدول العربية  للتعامل مع صفقة القرن، حيث أكدوا على ضرورة رفض صفقة القرن على المستوى العربي ورفض التعامل مع مخرجاتها، والتماسك مع الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي والاستناد إلى موقف جماعي عربي إسلامي، وجعل الرفض هو الخيار الأول ورفض المشاركة في تطبيقها ورفض تمريرها أو السكوت عنه.

ودعا المشاركون إلى تمتين تنسيق وثيق بين الأردن وفلسطين وفقاً لرؤية استراتيجية متفق عليها وخارطة طريق عملية لمنع كل أثر لهذا المشروع والانطلاق منها إلى مشروع عربي موحد لمواجهة الصفقة، و تمتين الجبهات العربية القومية والوطنية عبر الانتقال من الانقسامات إلى المصالحات بين الدول العربية بما يحقق موقفاً عربياً موحداً مشتركاً مسانداً للقضية الفلسطينية ومواجهاً لصفقة القرن.
 
كما أكد المشاركون في الندوة أن خطة الصفقة القرن تمثل تحدياً جوهرياً للموقف الفلسطيني والأردني والعربي  في سياق  الصراع العربي الإسرائيلي، وأن تطبيق صفقة القرن كما هي تحسم الصراع لصالح الكيان الصهيوني وليست حلاً للصراع، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن الوطني الأردني والأمن القومي العربي من النواحي السياسية والاجتماعية والديمغرافية مما يجعل الأردن الخاسر الأول عربيأً بعد الشعب الفلسطيني، وهذا ما لا يمكن قبوله أردنياً.

ونوه المشاركون أن رفض صفقة القرن عربياً لا يعتبر صداماً شاملاً مع الولايات المتحدة كما يروج البعض، كما أن اتخاذ أي موقف مهادن أو موافق أو موارب هو مغامرة محفوفة بالمخاطر تضع القضية الفلسطينية والأمن العربي ومستقبل الانظمة العربية في موقف خطير و تحت قسوة التفكير الصهيوني.

وعقدت الندوة في جلسة افتتاح وجلستي نقاش، حيث تطرقت الجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها كل من الدكتور نظام بركات نائب رئيس الجميعة الأردنية للعلوم السياسية، والدكتور بيان العمري مدير مركز دراسات الشرق الاوسط إلى أهمية هذه الندوة والمحاور التي تناقشها، وما تقدمه من خيارات وتوصيات دقيقة أمام صانع القرار الفلسطيني والأردني والعربي في كيفية التعامل مع صفقة القرن ومواجهتها.

فيما ناقشت الجلسة الأولى التي ترأسها عميد كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القطاطشة  مضمون صفقة القرن وانعكاساتها والخيارات  الفلسطينية والأردنية والعربية، وتحدث فيها كل من الدكتور وليد عبد الحي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة اليرموك والوزير الأسبق الدكتور امين مشاقبة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية  ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد.

كما ناقشت الجلسة الثانية التي ترأسها أستاذ العلوم السياسية الدكتور احمد سعيد نوفل الخيارات الفلسطينية والأردنية في التعامل مع صفقة القرن ، وتحدث فيها كل من الدكتور أيمن يوسف  أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في فلسطين، والكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني، والدكتور حسن المومني  أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية  والمهندس عبدالهادي الفلاحات نقيب المهندسين الزراعيين، و النائب الأسبق جميل النمري أمين عام الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: