منصور لـ “البوصلة”: حرية التعبير في الأردن تتعرض لاختبارٍ حقيقيٍ

منصور لـ “البوصلة”: حرية التعبير في الأردن تتعرض لاختبارٍ حقيقيٍ

عمّان – رائد صبيح

عبّر العضو المؤسس في مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور في تصريحاته لـ “البوصلة” عن قلقه البالغ من البيئة الضاغطة التي تتعرض لها الحريات العامّة في الساحة الأردنية عمومًا وفي ساحة الإعلام خصوصًا، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ “حرية التعبير تتعرض لاختبارٍ وامتحانٍ حقيقيٍ في ظل الدعوات المستمرة للإصلاح السياسي”، على حد وصفه.

وحول ما يرشح من أخبار من مجلس نقابة الصحفيين عن ضغوطٍ يتعرض لها، أكد منصور أنّه “ليس لديه أي معلومات حول ضغوط تمارس على مجلس نقابة الصحفيين أو ماهية أنواع الضغوط أو التحديات التي يواجهونها”، مطالبًا مجلس النقابة بكشف أي ملابسات أو ظروف يمر بها للرأي العام وإطلاع الجميع عليها.

ولفت منصور إلى أنّ “البيئة الضاغطة التي تمر بها حرية التعبير وهي تغطي مساحة أوسع ممّا يتعرض له الإعلام لوحده، هي موضوعٌ قديمٌ جديدٌ وجديدٌ قديمٌ”، على حد تعبيره.

نضال منصور: يقلقني ويحزنني جدًا توقيف أيّ كاتب صحفي يعبّر عن رأيه

وتابع بالقول: “الدولة الأردنية تتحدث اليوم عن مشروع لتحديث المنظومة السياسية، وقلنا إنّ ذلك عظيمٌ وجيدٌ”، منوهًا إلى أنّ “هناك ركائز للإصلاح السياسي وتطوير المنظومة السياسية”.

وأوضح أنّ في مقدمة هذه الركائز “حرية التعبير”، وضمان حق الناس في التعبير عن أنفسهم والمشاركة السياسية، لافتًا إلى أنّه “إذا لم يكن ذلك مضمونا ومستحقًا بشكلٍ فعليٍ، فهناك مشكلة معطلة لتطور العملية السياسية”.

وقال منصور: “لا يمكن الحديث في ظل هذه البيئة عن حكومات حزبية، وموضوع تداول السلطة يصبح موضوعًا على المحك”، مؤكدًا “أنّ ما تمر به البلاد من مخاض، يوجب علينا أن نكون حاسمين ولدينا إرادة سياسية حاسمة، بأنّ ترسيخ دعائم الديمقراطية قوة أساسية للاردن في ظل التحديات التي يمر بها”.

إقرأ أيضًا: مساعٍ لجلب “الوطني لحقوق الإنسان” لبيت الطاعة الحكومي وتحذيرات من المساس باستقلاليته

“بمعنى أنّ الديمقراطية وحرية التعبير تعزز قوة الدولة ولا تنتقص منها حتى وإن اختلفت معها أو عارضتها الحكومة”، على حد قوله.

وعلى الرغم من تجنبه الحديث عن التفاصيل والاكتفاء بالحديث عن الجوّ العام الذي تعاني منه الحريات العامّة في البلاد، إلا أنّ منصور عبّر عن قلقله البالغ من “توقيف أيّ كاتب صحفي يعبّر عن رأيه”، وقال منصور: “يشعرني هذا الأمر بحزن شديد جدًا، فما دام التعبير سلميًا فإن ذلك يجب أن يكون مقبولاً”.

وفيما يتعلق بتعرض صحفيين وكتاب للضغوط والمنع من الكتابة قال منصور: إننا نجلّ ونحترم زملاءنا الكُتّاب، ولكن من لديه كلام وملاحظات حول ضغوط يتعرض لها فإنّ عليه أن يعلنها للرأي العامّ دون مواربة، ومن لديه تحديات أو منع فعليه أن يكشف للأردنيين حقيقة ما يجري له.

العمل الإسلامي يدين اعتقال الروسان

من جانبه أدان حزب “جبهة العمل الإسلامي” اعتقال الكاتب والناشط  السياسي عدنان الروسان على خلفية تعبيره عن مواقفه السياسية تجاه القضايا الوطنية المختلفة.

وأكد الحزب في تصريحٍ صادرٍ عنه أنّ اعتقال الناشطين السياسيين والحزبيين والكتاب الصحفيين والاعلاميين يمثل انتهاكا صارخاً لمبدأ الحرية في التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور والقانون.

وطالب الحزب الحكومة بالافراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي ووقف التعامل الأمني مع  الكتاب الصحفيين والإعلاميين والناشطين الحزبيين والسياسيين والنقابيين، محذرًا في الوقت ذاته من أنّ هذا الأمر الذي  يفاقم  الأزمات التي يمر بها الاردن ويضرب مصداقية الخطاب الحكومي في التوجه نحو إصلاحات سياسية  تفتح الباب واسعا امام الحريات الصحفية والإعلامية وحرية التعبير عن الراي.

محاولات للمساس بمجلس نقابة الصحفيين

وكان عضو مجلس نقابة الصحفيين بلال العقايلة حذرً من أنّ “هناك محاولات لحل مجلس نقابة الصحفيين، لتسهيل مهمة هيكلة الإعلام الرسمي”.

وقال العقايلة في منشورٍ له بصفحته على “فيسبوك”: إنّ “هناك أيادٍ خفية تعبث بالحالة الإعلامية الأردنية، وتلعب بالمشهد الإعلامي وتوجهه وفق متطلبات المرحلة المقبلة، دون الالتفات للعواقب”.

وطالب “كوادر الإعلام الرسمي التعاضد ورفع الشارة الحمراء في وجه العابثين من دعاة التغريب”، على حد تعبيره.

ولفت إلى أنّ “الدفاع عن الحقوق مشروع إن كان بوجود مجلس نقابة أو عدم وجوده”، محذرًا في الوقت ذاته من أنّ “التصديق بالرواية الرسمية ضرب من السذاجة”.

المقال الأخير والأثمان المدفوعة

وفي شأنٍ ذي صلة، كان الكاتب حسين الرواشدة ألمح لضغوطٍ تعرض لها مع كتابته للمقال الأخير في صحيفة الغد اليومية.

وقال الرواشدة في منشورٍ له على “تويتر”: “كثيرون ممن يجلسون على كراسي المسؤولية، لم يعجبهم ما كتبته عن المعلمين، والموقوفين السياسيين، وملفات مرتبطة بأداء إدارات الدولة، وأجهزتها، هذه مناسبة لتذكيرهم أن الأردن لنا جميعا، نحرص عليه كما يحرصون، وأكثر، ندافع عن الدولة، بلا وصايات، ولا أوامر، لا عن الأدوات التي تعمل بخدمتها، الأردنيون يستحقون أفضل مما قدم لهم، وانتقادهم لأي خطأ، جزء من واجبهم، ومن واجبنا، كصحافة، أيضا”.

ونوه في مقالته الأخيرة بالقول: “غمرني أهل الدار بلطفهم وكرمهم، ثم تحملوا، بمهنية ومسؤولية كاملة، “كلفة” مقالاتي وارتداداتها، ودافعوا عنها حين ضاقت صدور البعض منها”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: