من أجل بيئة تعليمية آمنة.. تَعرَّف مبادرة مدرسة كندية لمكافحة الإسلاموفوبيا

من أجل بيئة تعليمية آمنة.. تَعرَّف مبادرة مدرسة كندية لمكافحة الإسلاموفوبيا

أصبحت مدرسة “منطقة بيل” الأولى في كندا التي تقدم برنامجاً خاصّاً لمكافحة الإسلاموفوبيا، بعد أن وجد مجلس إدارتها أن المسلمين يشكّلون نحو ربع عدد طلابها.

ويبلغ عدد طلاب المدرسة الواقعة في مدينة تورنتو 153 ألفاً، والطلاب المسلمين بها يمثلون نحو 40 ألفاً، يتدرجون في جميع المراحل من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر (المرحلة الثانوية).

ولزيادة تَعرُّف المبادرة، التقت “الأناضول” القائمين عليها، وأجرت لقاءً مع المجلس الوطني لمسلمي كندا (NCCM)، الذي بادر إلى محاولة تعميم الاستراتيجية في مدارس البلاد.

ويواجه المسلمون في كندا عداءً وتحريضاً ملحوظَين منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، ووقعت حوادث قتل ودهس وإطلاق نار ضدّ مسلمين مقيمين في البلاد.

وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي، عيّن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، العضو المؤسسة في شبكة مناهضة الكراهية الكندية أميرة الغوابي، أول ممثلة لمكافحة الإسلاموفوبيا في البلاد.

القصة كاملة

وخلال مقابلة الأناضول مع مدير الاتصال بمجلس إدارة المدرسة مانون إدواردز، تحدث عن المبادرة والاستراتيجية التي اتخذتها المدرسة لمكافحة الإسلاموفوبيا.

وقال إدواردز إن “إطلاق استراتيجية لمكافحة الإسلاموفوبيا، يُظهر التزام مجلس المدرسة ضمانَ شعور الطلاب المسلمين بأن لديهم بيئة تعليمية آمنة وشاملة”.

وترجع قصة الاستراتيجية إلى مبادرة قدمتها الرئيسة السابقة لمجلس إدارة المدرسة نوخا (نهى) دكروب، التي ترأست المجلس خلال الفترة من 2014 إلى 2022.

نهى كندية من أصول لبنانية، تعمل إخصائية اجتماعية وناشطة، وكانت نوّهَت مراراً خلال وجودها في مجلس المدرسة بخطورة الإسلاموفوبيا على الطلاب.

وفي أغسطس/آب 2022 قدمت دكروب خلال اجتماع لمجلس المدرسة مقترحاً لإنشاء استراتيجية مناهضة للإسلاموفوبيا، ليتبنّى المجلس الفكرة رسمياً في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

وينصّ المقترح، على أن “يلتزم مجلس المدرسة باستراتيجية مناهضة للإسلاموفوبيا، إذ يبلغ الموظفون عن جهودهم لتطوير الاستراتيجية، وتقديم معلومات محددة حول العناصر القابلة للتنفيذ وتدابير المساءلة، إن وُجِدَت”.

جاء في المقترح أيضاً: “يفرض مجلس إدارة المدرسة على جميع الموظفين التدرُّب على مناهضة الإسلاموفوبيا”، واعتُمدَت النسخة النهائية للمقترح في يناير/كانون الثاني 2023.

العلامة كاملة

المقترح الذي أُطلقَ عليه اسم “استراتيجية تأكيد الهويات الإسلامية وتفكيك الإسلاموفوبيا”، حصلت من أجله المدرسة على علامة “A” من المجلس الوطني لمسلمي كندا.

وقالت مديرة برامج التعليم بالمجلس آسية خان، إن “مجلس مدرسة منطقة بيل هو أول مجلس إدارة مدرسة في كندا يطوّر استراتيجية من نوعها لمكافحة الإسلاموفوبيا”.

وأوضحت خان للأناضول، أن مدرسة منطقة بيل “قد تكون أول من أنشأ البرنامج في أمريكا الشمالية ككل”، مشيرة إلى أنها “استراتيجية كنا في أمسّ الحاجة إليها”.

وأضافت: “في الآونة الأخيرة يتلقى المجلس الوطني للمسلمين الكنديين مكالمة واحدة تقريباً يومياً بشأن حوادث الكراهية أو العنصرية أو الإسلاموفوبيا في المدارس”.

وأردفت: “مشكلة حقيقية للغاية يواجهها الطلاب والمعلمون وموظفو المدرسة داخل النظام ويجب معالجتها، يجب أن تكون المدارس أكثر الأماكن أماناً لطلابنا”.

وفي 2020، أبلغت الشرطة الكندية عن ألفين و669 حادثة إجرامية بدافع الكراهية (عموماً)، وهو أكبر رقم يُسجَّل على الإطلاق منذ عام 2009، وفقاً لتقرير صادر عن هيئة الإحصاء الكندية في 17 مارس/آذار 2022.

منكم وإليكم

مبادرة المدرسة، التي تُنفَّذ على مدار أربع سنوات، اعتمدت خطة لتوجيه المعلمين وغيرهم من الموظفين إلى كيفية التعامل مع حوادث الإسلاموفوبيا حال وقوعها.

كما اعتمدت الخطة برامج تعليمية أُنشئَت مع شركاء من المجتمع، مثل المجلس الوطني لمسلمي كندا، إضافة إلى تدريب سنوي على مناهضة الإسلاموفوبيا والبقاء على اتصال مع الجمعيات الإسلامية وتشجيع جمعيات الطلاب المسلمين.

وقالت خان إن “استراتيجية مناهضة الإسلاموفوبيا أنشأها المتأثرون السابقين بالظاهرة، لمساعدة من يواجهون باستمرارٍ أشكالاً مباشرة أو غير مباشرة من الكراهية والعنصرية داخل النظام المدرسي”.

وأكدت أن مجلس مسلمي كندا “سيواصل العمل مع مجالس المدارس في جميع أنحاء البلاد لتطوير استراتيجيات مناهضة للإسلاموفوبيا، مماثلة لتلك التي يتبعها مجلس مدرسة منطقة بيل”.

وفي ختام حديثها للأناضول، وصفت خان الاستراتيجية بأنها “خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”.

(وكالات)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: