من هو إبراهيم منير المسؤول الأول الجديد في “الإخوان”؟

من هو إبراهيم منير المسؤول الأول الجديد في “الإخوان”؟

البوصلة – بتوليه منصب القائم بأعمال مرشد “الإخوان المسلمين”، صار إبراهيم منير، المقيم في لندن، أول من يدير شؤون أكبر جماعة إصلاحية معارضة من خارج مصر منذ تأسيسها عام 1928.

والإثنين، أعلن المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بمصر، طلعت فهمي، أن نائب المرشد العام إبراهيم منير (83 عاما) صار المسؤول الأول بالجماعة والقائم بأعمال مرشد إخوان مصر.

وفي 28 أغسطس/آب الماضي، أقرت الجماعة بتوقيف القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت، مؤكدة أن أعمالها “تسير بانتظام”، دون أن تعلن اسم خليفته، عقب ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية بتوقيفه بشقة في حي “التجمع الخامس” شرقي القاهرة.

وكان عزت تولي المسؤولية من داخل مصر حسب لوائح الجماعة، في أغسطس 2013، عقب توقيف المرشد محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامي “رابعة العدوية” و”النهضة” في القاهرة الكبرى.

واستبق منير الإعلان الرسمي عن توليه مهمة قيادة الجماعة بإصدار بيان أعلن خلاله “بدء مرحلة جديدة” في عمل الإخوان.

وقال في بيانه: “بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، وأخذ المشورة، فقد تم ترتيب عمل الجماعة بما يكافئ متطلبات المرحلة القادمة”.

فيما لم ينس في بيانه أن يخاطب قواعد الجماعة، التي تعيش أعتى أزماتها منذ التأسيس، داعيا إياها إلى التماسك ووحدة الصف، في مؤشر على نهجه التصالحي الرامي إلى رأب الصدوع في صفوف الجماعة، وعزمه اتخاذ بعض الإجراءات العملية في هذا الصدد.

وقال: “أخاطبكم جميعا بما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى (دستورنا) في سورة الأنفال، وما حملته من توجيهات ربانية ومعان سامية كانت وما زالت منهلا لبرامج تربية الصف (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)”.

ولفت إلى أن الجماعة “كانت بفضل الله متسمة بالتجرد ووحدة الصف والالتزام الكامل بمنهاجها وثوابت فكرها، وكانت العاصم من كيد الظالمين ومن أي شقاق وتنازع يتمناه الشانئون”.

وبهذا المنصب يعد منير أول من يدير جماعة الإخوان المسلمين الأم من خارج بلد النشأة؛ إذ نفى المتحدث باسم الجماعة طلعت فهمي، أن تكون في لائحة الجماعة ما يمنع أن يكون القائم بأعمال المرشد من خارج مصر.

وطبقًا للائحة الجماعة “يتولى المرشد العام عددًا من المهام؛ إذ يُعد المسؤول الأول عن الجماعة، ويقوم بالإشراف على كل إدارات الجماعة وتوجيهها، ومراقبة القائمين على التنفيذ ومحاسبتهم على كل تقصير وفقا لنظام الجماعة”.

ويأتي بيان “منير” الحاسم، لينفى ما تواتر من أحاديث معارضة للجماعة قبل أسابيع عن وجود انشقاقات بين قيادات الجماعة عقب توقيف عزت، ويؤكد ما ذكره مراقبون من أن شخصية منير التصالحية قادرة على رأب أي صدع محتمل فضلا عن ميزة حرية الحركة لكونه خارج مصر.

وإبراهيم منير (مواليد 1937) تخرج في جامعة القاهرة عام 1952، وهو عضو مكتب الإرشاد، وأمين التنظيم الدولي للجماعة، والمتحدث باسم الإخوان المسلمين في أوروبا؛ ويقيم منذ سنوات في العاصمة البريطانية.

وكان لمنير سجل مبكر في الملاحقات بمصر؛ ففي عام 1955 حكم عليه بالسجن 5 سنوات عندما كان في عمر 18 عاما.

وفي عام 1965، أُلقي القبض عليه مرة أخرى، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات في قضية عرفت إعلاميا بـ”إحياء التنظيم”.

وأصدر الراحل محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا بمصر عفوا على منير وآخرين في عام 2012.

وعلى مدى عقود، عُرف منير بشخصية هادئة قادرة على الإصغاء ولا تميل للمعارك والمناكفات، فضلا عن ملامح جادة وصوت خفيض، قللا بدورهما مساحات الجدل والتجاذبات حوله.

وفي تصريحات الشهر الماضي، قال منير، بهذا الصدد، إن “الجماعة لا تزال بخير وبابها مفتوح لمن يريد العودة إليها”، مُقرا بوجود “بعض المشاكل” لدى أبنائها في الخارج يتم الاجتهاد في حلها، مؤكدا “لسنا مجتمع ملائكة”.

وكان منير أحد أكبر دعائم جماعة الإخوان على الساحة الدولية بعد سنوات القيود والملاحقات الأمنية منذ عام 2013؛ إذ ظهر في أكثر من مقر غربي رسمي مدافعا وعارضا وجهة نظر الجماعة وتمسكها بالسلمية.

وأبرزها كان في مجلس العموم البريطاني، قبل عامين، حينما نظم المجلس ندوة عن فكرة الجماعة.

وكان منير يجيب عن أسئلة خمسة من أعضاء مجلس اللوردات البريطاني، وعدد من الباحثين والسياسين العرب والأجانب بالندوة.

ولا يزال منير ككل قيادات الجماعة متمسك برفض الاعتراف بالرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، مؤكدا في أكثر من تصريح أن الجماعة لن تعقد صفقة معه مهما حصل، لا سيما بعد أن ألقى الأخير خطاب عزل مرسي صيف 2013.

والسلطات المصرية، تعد الإخوان جماعة محظورة منذ أواخر 2013، دون استجابة من الطرفين لمبادرات دولية ومحلية لحل الأزمة.

وتواجه أعداد كبيرة من قيادات وكوادر الجماعة بينهم مرشد الإخوان محمد بديع، سيف التوقيفات بتهم تنفيها متعلقة بالإرهاب، ما أدى إلى خروج أعداد منها أيضا خارج البلاد خشية الملاحقات الأمنية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: