بعد تأهل فريقه لكرة القدم يخوض مدرب منتخب المغرب، الثلاثاء، مباراته ضمن دور الـ 16 مع المنتخب الإسباني بعد نجاح حققه في المجموعات.
وخلال تعيينه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب المغربي في 31 أغسطس / آب 2022، وعد وليد الركراكي (47 عاما) بصناعة المستحيل في كرة القدم المغربية.
الركراكي مزدوج الجنسية (مغربي – فرنسي)، كان يلعب في مركز الظهير الأيمن للمنتخب المغربي واهتم بكرة القدم منذ طفولته مع أقرانه في الحي، باعتبارها لعبة شعبية تثير اهتمام الجميع.
في رصيده الاحترافي، لعب الركراكي 262 مباراة، سجل خلالها 10 أهداف مع أندية محلية وأوروبية ومع المنتخب المغربي.
وأصبح ثاني قائد يعبر بـ”أسود الأطلس” لدور الثمن النهائي، بعد أقل من 3 أشهر على تعيينه.
وحسب المتابعين، فإن جانب المرح في شخصيته الذي اشتهر به، مكنَّه من صنع هالة كبيرة حوله وحول الفريق الذي يدربه، تجعل بقية الفرق تحسب له ألف حساب.
** رحلته مع المستديرة
ولد الركراكي في 23 سبتمبر/ أيلول 1975، بمنطقة كورباي إيسون في فرنسا، وبدأ مسيرته الكروية عام 1998 مع الرابطة الرياضية في مسقط رأسه.
تنحدر أصوله لمدينة الفنيدق (شمال المغرب)، حيث أتم دراسته في فرنسا، وحصل على إجازة من كلية العلوم الاقتصادية والقانونية.
خلال موسم 1998 – 1999، لعب موسما مع الهواة رفقة نادي راسينغ الفرنسي، ثم لعب ضمن دوري الدرجة الثانية الفرنسي 69 مباراة بواقع 21 مع نادي تولوز، و16 مع نادي أجاكسيو أتلتيك، و12 مباراة مع نادي “ديجون”، و20 مع فريق غرونبول.
كان له تجربته مع الدوري الفرنسي، حيث لعب 91 مباراة، وفي 29 مايو/ أيار 2004، انتقل إلى النادي الإسباني راسينغ سانتاندير.
بعد الدوري الاسباني عاد إلى فرنسا مع نوادي محلية، كان آخر عقد له مع نادي فلوري ميروجيس يوم 14 سبتمبر 2010، لعب 3 مواسم في القسم الشرفي هواة، قبل أن يعلن نهاية مسيرته الكروية عن عمر يناهز 36 عاما.
** تمثيل وطني
لعب الركراكي أول مباراة له مع المنتخب المغربي يوم 28 يناير/ كانون الثاني 2001 في تصفيات كأس العالم 2002، إلا أنه غاب عن التأهل لكأس العالم.
عاد ليمثل المغرب في تصفيات كأس إفريقيا عام 2002 تحت قيادة المدرب الأسبق بادو الزاكي.
شارك مع المنتخب المغربي في نسختين من مسابقة كأس إفريقيا للأمم عامي 2004 و2006، حيث لعب 45 مباراة دولية مع أسود الأطلس.
** مسؤولية التدريب
قبل أن يتولى الركراكي مسؤولية تدريب أسود الأطلس، ابتدأ مساره التدريبي كمساعد مدرب المنتخب المغربي رشيد الطاوسي، فاختاره الأخير مساعدا أول على رأس الجهاز الفني.
في أول يونيو/ حزيران 2014، تم تعيينه مدربا جديدا لنادي “الفتح” الرباطي لمدة 3 مواسم، فاز فريقه خلالها بلقب “كأس العرش” عام 2014، وبطولة الدوري الاحترافي المغربي عام 2016، ولقب أفضل مدرب خلال السنة نفسها.
بعدها مباشرة شغل منصب مدرب نادي “الدحيل” القطري عام 2020. قام بتدريب الفريق بين يناير وأكتوبر/ تشرين الأول، حيث توج الفريق بطلا في الدوري القطري.
في 10 أغسطس2021، وقع الركراكي عقدا مع نادي “الوداد” الرياضي لمدة موسم واحد وبرز نجمه للتدريب مع الفريق طيلة الموسم، وفاز بلقب “عصبة الأبطال” الإفريقية، ولقب بطولة “الدوري الاحترافي” المغربي، ووصوله لنهائي “كأس العرش”.
في 31 أغسطس 2022، قبل 3 أشهر من نهائيات كأس العالم في قطر، أعلن رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع بتوقيع عقد مع الركراكي مدربا للمنتخب الوطني خلفا للمدرب البوسني وحيد خليلهودزيتش، يمتد إلى غاية 30 يونيو 2026 براتب شهري قدره 60 ألف يورو.
** قطر 2022
برزت مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات مونديال 2022، حيث تمكن من التأهل لدور الثمن النهائي، بعد عقدة رافقت أسود الأطلس منذ مونديال 1986.
وتصدر المغرب ترتيب المجموعة برصيد 7 نقاط، وكرواتيا ثانيا بخمس نقاط وتأهلت هي الأخرى إلى الدور ذاته، بينما حلت بلجيكا ثالثا بـ 4 نقاط، وأخيرا كندا دون أي نقطة.
وقال الإعلامي الباحث في الشأن الرياضي يونس الخراشي للأناضول، إن “الركراكي رجل استطاع أن يمزج بين القيم الأخلاقية والرياضية ليصنع منتوجا خالصا خاصا به”.
وأضاف الخراشي: “وهو ما نجح في فعله مع أسود الأطلس، في ظرف زمني قياسي لا يتعدى شهرين، والدليل أن جميع اللاعبين يؤكدون على أنهم يعيشون في جو عائلي، ويقاتلون بفعل الطاقة الإيجابية التي شحنهم بها الركراكي”.
وتابع: “الركراكي حقق إنجازا سيذكره له التاريخ طويلا جدا، استطاع خلق ثورة إنسانية لدى اللاعبين والمحيط ككل بما فيه الجماهير”.
ووصف الخراشي الركراكي بأنه “شاب ضحوك لا يجد أي غضاضة في التهكم على نفسه، ليشعر من حوله بأنه رجل متحضر، ولا ينزعج من الانتقاد”.
وعبر عن شكره لوليد الركراكي باعتباره شخصا “استطاع أن يسعد ملايين من أمتنا العربية والإسلامية وفي كل إفريقيا والعالم”.
واليوم الثلاثاء 6 ديسمبر، أسود الأطلس على موعد من مواجهة المنتخب الإسباني في دور الثمن لنهائيات كأس العالم قطر 2022.
ويشارك المغرب للمرة السادسة في المونديال، وفي هذه المرة بقيادة الركراكي ونجوم مثل العميد غانم سايس لاعب “بشكتاش” التركي، وأشرف حكيمي لاعب “باريس سان جيرمان” الفرنسي، ونصير مزراوي لاعب “بايرن ميونيخ” الألماني.
كما يشارك في المنتخب المغربي سفيان أمرابط لاعب “فيورنتينا” الإيطالي، ويحيى جبران لاعب “الوداد” البيضاوي، وعبد الحميد الصابيري لاعب “سامبدوريا” الإيطالي، وحكيم زياش لاعب “تشيلسي” الإنجليزي.
الاناضول
