ياسر الزعاترة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

من يقف وراء تهشيم المنطقة؟ وماذا يريد؟

ياسر الزعاترة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

هناك عملية تحطيم أو تهشيم لهذه المنطقة تجري على قدم وساق، وهي عملية لها أهداف واضحة، فكيف تتم هذه العملية؟ ومن سيستفيد منها في نهاية المطاف؟

تحمل هذه العملية ذات النكهة التي حملها مشروع الصهاينة الأول لتصفية القضية متمثلاً في مشروع أوسلو، والذي قدّم تنظيراته في ذلك الحين شيمون بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد» الذي صدر عام 1996.

أدركت أنظمة العرب، رغم هزالها في ذلك الحين، أن الهدف هو تحطيم المنطقة، وهرول الجميع إلى دولة الاحتلال كي تغدو الدولة المتماسكة الوحيدة في المنطقة، والتي يحجّ الجميع طلباً لرضاها.

تسارع المشروع بعد «أوسلو» و»وادي عربة»؛ لكن مصر التي استشعرت الخطر بوصفها الدولة الأكبر في المنطقة (لم يكن مشروع التوريث قد بدأ، ولم تكن إيران قد أخذت هذا الدور اللافت ولا تركيا) ما لبثت أن انتبهت للأمر، فكانت قمة الإسكندرية التي حضرتها السعودية وسوريا، وبدأت بعدها عملية تحجيم للمشروع.

واقع الحال أن القمة لم تكن هي وحدها من أوقفت مشروع الهرولة والتطبيع واختراق المنطقة؛ بل تصدّره لاحقاً ما يُعرف بمحور المقاومة الذي دعمته إيران، وكانت أعمدته هي الحركات الإسلامية السنّية، بجانب حزب الله الشيعي، ورأينا حالة غير مسبوقة من الحراك الشعبي ضد التطبيع مع الكيان، ثم توالت الأحداث من خروج الكيان مهزوماً من الجنوب عام 2000، إلى انتفاضة الأقصى العظيمة بعد ذلك بشهور، ثم الانسحاب الصهيوني من غزة، ثم حرب تموز (يوليو) 2006 في لبنان، وصولاً إلى حروب المقاومة في غزة.

كانت معالم مشروع الفشل قد ظهرت قبل ذلك، وللرد صاغ صهاينة أميركا لعبة غزو العراق، وكان الأمل أن يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل المنطقة كما قال كولن باول؛ لكن المشروع ما لبث أن أُصيب بالفشل، وهنا تحديداً كانت المقاومة العربية السنّية هي التي تصدرت المشهد، فيما كانت القوى التابعة لإيران في المعسكر الأميركي (ليس ولاء؛ بل لجني الحصاد)، وهو ما حدث بالفعل لأسباب كثيرة تحدّثنا عنها مراراً في مرات سابقة.

هكذا فشلت المحاولة الثانية لترتيب المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية، ومن ثم هيمنة الصهاينة على المنطقة.

جاء الربيع العربي مفاجئاً للجميع، وكان الكيان أكثر من أصابه الرعب من تداعياته؛ فقد هدّد بحرمانه من سياج الحماية العربي؛ إذ إن أنظمة تعبّر عن شعوبها ستمثّل خطراً على وجوده.

من الصعب القول إن هجمة الثورة المضادة والتحالف الإيراني على الربيع كان نوعاً من التبعية لأحلام الصهاينة؛ لكنها السياسة بتعقيدها وتركيبها.

أنظمة الثورة المضادة صارت لها أولوية قصوى، هي مطاردة الربيع حتى لا يصلها، ونجحت في ضربه في قلبه النابض (مصر)، فيما تواطأت إيران في سوريا اعتقاداً منها أن مشروع تمدّدها سيُهدد بفقدان هذا الجزء منه.

كل ذلك كان خدمة مجانية للعدو، لا سيما أن سوريا ما لبثت أن أصبحت بإرادة صهيونية (عبر أميركا وضغطها على الجميع لحرمان الثورة من السلاح النوعي وتدخلات أخرى).. أصبحت «ثقباً أسود» يستنزف الجميع.

بالحريق المذهبي الراهن، ومن خلال بقاء ملفات كثيرة مشتعلة، وفي مقدمتها اليمن، وكذا ليبيا بوصفها بلداً مهماً، وبالطبع سوريا، وبالعقوبات الخانقة على إيران، يُخنق الجميع ويُقنعون بأن لا مجال أمامهم إلا القبول بحقيقة الكيان والحل الذي يريده، وإن من دون الحاجة إلى تواقيع عليه؛ لأن المشروع يعني ترتيبات إقليمية عنوانها التطبيع الواسع، مع تحسين شروط الحكم الذاتي الذي يستمتع به عباس.

هكذا يصبح الكيان هو الدولة الأكثر تماسكاً، فيما يصبح الجميع أشتاتاً متصارعة، وسيعتمد الأمر على كسر إيران بالطبع، إن لم يكن عبر العقوبات، فعبر حرب على نحو من الأنحاء.

إذا خرجت إيران متماسكة من الحرب، فقد يتصاعد الحريق المذهبي. وإذا حدث العكس، فستكون اليد العليا للصهاينة، والأمل هو تسوية إقليمية بين محاور المنطقة الثلاثة (العرب، وإيران وتركيا).

ما يجب أن يتذكّره الجميع هو أن هذه المنطقة لم تركع لأحد في أي يوم، وستجد سبيلاً للتمرد وإفشال مشاريع الاحتلال والهيمنة، أياً تكن هويتها. وتاريخها شاهد على ذلك، إن كان بيد الشعوب، أم بيد من يستيقظ من الأنظمة، أو بتعاون بينهما.

(العرب القطرية)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts