موسكو تايمز: مقتل العشرات من المرتزقة الروس في جبهات القتال مع حفتر (شاهد)

موسكو تايمز: مقتل العشرات من المرتزقة الروس في جبهات القتال مع حفتر (شاهد)

كشف موقع  “موسكو تايمز” الروسي عن مقتل العشرات من “المرتزقة الروس” في غارة جوية بليبيا خلال الأيام القليلة الماضية.

 ونقلت  عن موقع التحقيقات الروسي “ميدوزا” تأكيده أن حوالي 35 روسيا قتلوا الشهر الماضي عندما استهدفت قوات حكومة الوفاق مواقع لهم في الغرب الليبي.

وأكدت تقارير أن  مئات المرتزقة الروس تجندهم مجموعة “فاغنر” الأمنية الروسية للقتال مع قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، رغم أن موسكو تنفي أي دور عسكري لها في ليبيا.

ومن جهتها أكدت صحيفة “التايمز”  أن مصدرا  رفيعا في الحكومة البريطانية ، كان قد ذكر لها في مارس/آذار الماضي أن المرتزقة الروس يقومون بتشغيل المدفعية والطائرات دون طيار، وتزويد قوات حفتر بالقدرات اللوجستية.

وكان آمر غرفة العمليات المشتركة في ليبيا أسامة جويلي قد كشف نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أن دولا داعمة لخليفة حفتر بدأت تلجأ إلى خدمات شركات، بعضها من روسيا، لتجنيد مرتزقة للقتال مع اللواء الليبي.

و تداول نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمستندات وخطط عسكرية مكتوبة بخط اليد، وصور شخصية وهواتف نقالة وبطاقات ائتمان مصرفية لمرتزقة من شركة فاغنر الروسية.

وكانت وكالة بلومبيرغ أكدت أن أكثر من مئة مرتزق روسي من مجموعة فاغنر -التي يرأسها يفغيني بريغوزين المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين- وصلوا الشهر الماضي إلى شرق ليبيا لدعم قوات حفتر في محاولاتها السيطرة على العاصمة طرابلس، مؤكدة مقتل بعضهم أثناء المعارك.

وأشارت الوكالة إلى أن مجموعة فاغنر ما فتئت تضطلع بدور بارز في تنفيذ السياسة الخارجية لروسيا، حيث شاركت في عمليات بسوريا، وفي أفريقيا الوسطى، ومناطق أخرى بأفريقيا.

وكانت  قوات حكومة الوفاق الليبية، أعلنت قبل أسبوعبن قضاءها على 7 مرتزقة جنوب العاصمة طرابلس، استعان بهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في إطلاق قذائف مدفعية على العاصمة،  مما أعاد تسليط الضوء على مجموعة “فاغنر” الروسية، ودورها في الحرب الدائرة في أغنى بلد إفريقي بالنفط.

ورغم أن قوات الوفاق، المعترف بها دوليا، لم تحدد جنسية المرتزقة الذين تم استهداف غرفة عملياتهم في بلدة سوق السبت، الواقعة جنوب مطار طرابلس القديم، في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، إلا أن وسائل إعلام محلية تحدثت أنهم من أوروبا الشرقية، وتحديدا من روسيا وأوكرانيا.

وكانت تلك المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن وجود مرتزقة روس خلف خطوط القتال جنوبي طرابلس، يعتقد أنهم ينتمون إلى شركة “فاغنر” الأمنية الخاصة.

وقد أشار الناطق باسم مكتب الإعلام الحربي التابع لعملية “بركان الغضب” عبد المالك المدني، في تصريحات صحافية حينها ، أن “كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة، وأعدادا كبيرة من عناصر حفتر، ومرتزقة من روسيا، وأوكرانيا، وفرنسا، توجهوا الإثنين (9 سبتمبر) من مطار بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس)، صوب مدينة ترهونة، القريبة من طرابلس (90 كلم جنوب شرق)، في إطار تعزيز محاور القتال على الجبهات”.

وإلى غاية الأيام العشرة الأولى من سبتمبر الماضي، لم يكن يرشح أي خبر عن مشاركة مرتزقة “فاغنر” في القتال ضد حكومة الوفاق، فالدور الأساسي الذي كانت تقوم به الشركة الأمنية لحساب حفتر، هو تدريب قواته وتزويدها بأسلحة متوسطة وثقيلة، على غرار المدافع والدبابات والطائرات المسيرة، فضلا عن الجانب الاستخباري والحرب الإعلامية.

لكن إعلان قوات الوفاق، أنها تمكنت من القضاء على 7 عناصر من المرتزقة الأجانب خلال قصفها غرفة عمليات لقوات حفتر بمنطقة سوق السبت، بقصر بن غشير (الضاحية الجنوبية لطرابلس)، يعكس أن مرتزقة “فاغنر” أصبحوا يلعبون أدوارا أكبر في قيادة العمليات ضد حكومة الوفاق، تتجاوز التدريب والاستشارات وبيع الأسلحة، وإدارة الحرب الإعلامية.

حيث أوضح محمد قنونو، الناطق باسم قوات الوفاق،  حينها أن “هذه المرة الثانية في أقل من أسبوع، التي يستهدف فيها سلاح الجو قوة أجنبية، بعد استهداف غرفة عمليات بمنطقة سوق السبت بقصر بن غشير، ما أدى إلى مصرع 7 من المرتزقة، الذين استعان بهم مجرم الحرب (حفتر) في إطلاق قذائف الهاوزر على أحياء العاصمة”.

وليس واضحا عدد المرتزقة الروس والأوكرانيين المشاركين في القتال جنوبي طرابلس، لكن سبق أن ذكرت وسائل إعلام غربية، أنه تم رصد 300 مرتزق تابعين لـ”فاغنر”، في مارس/ آذار 2019، في ميناءي طبرق ودرنة.

وقبلها في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، تحدثت تقارير صحافية عن إرسال روسيا عشرات من أفراد القوات الخاصة والمدربين العسكريين لدعم قوات حفتر، وتدريبها وإمدادها بالأسلحة، وهو أمر عادة ما تنفيه موسكو.

وهذا يعني أن “فاغنر” أرسلت عشرات وربما مئات من عناصرها إلى جبهات القتال في طرابلس، انطلاقا من الموانئ الكبرى في شرق ليبيا (طبرق، درنة، بنغازي)، وهو عدد كبير، خاصة إذا علمنا أنها توظف نحو 2500 مرتزق، أغلبهم عسكريون سابقون في روسيا.

ولم يرشح الكثير عن نشاط “فاغنر” في طرابلس، نظرا لطابعها السري، كما أن قوات حكومة الوفاق، ما زالت تحافظ على “شعرة معاوية” في تعاملاتها مع موسكو، ما يفسر ترددها في الكشف عن جنسية المرتزقة الذين تم القضاء عليهم في سوق السبت، التي لا تبعد سوى نحو 35 كلم عن وسط العاصمة.

وبحسب ما أعلنته قوات الوفاق، فإن هؤلاء المرتزقة قتلوا عندما استهدف طيران الوفاق غرفة عمليات قوات حفتر في المنطقة، ما يعني أن عناصر “فاغنر”، ومعهم مرتزقة أوكرانيون وفرنسيون، يشاركون في التخطيط وإدارة العمليات الحربية ضد قوات الوفاق جنوب طرابلس.

كما أشارت إلى أن حفتر، يستعين بهؤلاء المرتزقة في إطلاق قذائف مدافع الهاوتزر، ما يعني أن مهامهم تجاوزت التخطيط والتدريب إلى المشاركة فعليا في قصف طرابلس بقذائف المدفعية.

والغريب في الأمر اجتماع مرتزقة روس مع عساكر فرنسيين في دعم حفتر، رغم التنافس القائم بين الغرب ومنهم فرنسا مع روسيا، للسيطرة على الموارد النفطية، واستثمارات إعادة بناء البلاد بعد انتهاء الحرب، إلا أن مصالح البلدين تقاطعت عند حفتر.

ورغم أن تورط باريس كان واضحا منذ مقتل ثلاثة جنود فرنسيين قرب مدينة بنغازي، عقب إسقاط سرايا الدفاع عن بنغازي، طائرة عمودية كانوا على متنها، في يوليو/ تموز 2016، وكذلك العثور على صواريخ جافلين المضادة للدروع بمدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس) في 26 يونيو/ حزيران 2019، أقرت باريس أن ملكيتها تعود لها، غير أن المشاركة الروسية في القتال بطرابلس ما زالت غير معلنة، ربما لأنها غير رسمية وتتم عبر شركة أمنية، ترفض موسكو الإقرار بتبعيتها لها، حيث لم تعلن إلى اليوم مقتل أي من مواطنيها في طرابلس.

رغم أن الدعم الروسي لحفتر، برز أكثر وبشكل استعراضي، عندما رست حاملة الطائرات الروسية “الأميرال كوزنيتسوف”، قبالة ميناء طبرق (شرقي ليبيا) في يناير/ كانون الثاني 2017، حيث اجتمع حفتر مع رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، وأجرى مباحثات مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، في ظل طلبات اللواء المتقاعد بتزويد قواته بأسلحة نوعية.

ورغم أن موسكو تنفي باستمرار دعمها لقوات حفتر، أو تزويدها بأي أسلحة احتراما لقرارات مجلس الأمن التي تحظر بيع الأسلحة، إلا أن تواتر نشاط مرتزقة “فاغنر” في ليبيا، قد يزيد حدة الصراع بين روسيا والغرب، خصوصا وأن دولا أوروبية وعلى رأسها إيطاليا، تعتبر ليبيا حديقتها الخلفية، ومصدرا مهما للنفط والغاز، كما تشكل تهديدا على أمنها القومي بسبب موجات الهجرة غير النظامية من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

لذلك فتواجد مرتزقة روس في ليبيا، سيجعل الأخيرة ورقة في يد موسكو، قد تستخدمها في صراعها مع الغرب، ما قد يؤدي إلى تأزيم النزاع في هذا البلد المغاربي، كلما اشتد الصراع الدولي على كعكة النفط وإعادة الإعمار.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: