الدكتور نضال حسين
د. نضال حسين
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

موسم الهجرة إلى الشرق (1)

الدكتور نضال حسين
د. نضال حسين
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لست هنا بصدد معارضة الكاتب السوداني العظيم الطيب صالح في رائعته “موسم الهجرة الى الشمال” ولكني سأحاول ما استطعت ان اقدم رؤية لما قد نكون مقبلين عليه.

تتسابق الدول في اتخاذ الاجراءات والتدابير لمكافحة هذا الوباء في مرحلة مفصلية وحرجة وكلهم في الامل شرق وبالتحديد يأملون بتكرار النموذج الصيني.

حاولت خلال الفترة الماضية تحليل البيانات التي وردت من مختلف الدول الموبوءة وبناء نماذج رياضية لدراسة تطور أعداد الانتشار الخاصة بهذا الوباء العالمي.

وقد قمت باختبار قدرة النموذج على التنبؤ باعداد الاصابات المحتملة وسأتطرق لذلك لاحقا. لكن في البدء لا بد من الاشارة إلى طبيعة النماذج الرياضية الخاصة بديناميكة النمو أو ما يعرف برياضيات النمو دون الدخول كثيرا بتفاصيل فنية قد لا تهم القارىء المستهدف بهذه المقالة.

واحد من أشهر الأخطاء التي يقع فيها من يحاول تحليل البيانات هو افتراض نموذج النمو الأسي أو النمو الخطي. إن أقرب النماذج الخاصة بالنمو هي ما تأخذ نموذج النمو اللوجستي. ومرة أخرى دون الدخول بالتفاصيل الرياضياتية المعقدة لمثل هذا النموذج سأتحدث عنه بإيجاز ما استطعت.

حسب نموذج النمو اللوجستي تقسم مراحل النمو لاربع مراحل اولها lag phase وفيها تتميز المرحلة بعدم وجود تزايد في الاصابات وهو ما شهدناه في الأردن في بداية الانتشار عند حالة واحدة وشهدته إيطاليا مثلا عند ثلاث حالات في البداية لخمسة ايام وفي اسبانيا عند حالتين لتسعة ايام.

بعدها تبدأ المرحلة الثانية والتي تقسم لمرحلتين فرعيتين، وكليهما يتبعان النموذج الأسي بميلين مختلفين حسب شدة التزايد ويبدو أن الولايات المتحدة الآن في الطور الفرعي الأول وهناك دلائل غير قطعية بأن ايطاليا قد تكون بدأت الدخول في الطور الثاني وهذا خبر جيد على المدى المتوسط.

والمرحلة الثالثة هي مرحلة الثبات وفيها يبدأ عدد الحالات الجديدة تتساوى مع الحالات المعلن شفاؤها وفيها تكون أعداد الحالات الفعالة ثابتة وتصل لذروة أعدادها أو ما يسمى بالـcarrying capacity. وبعدها تبدأ المرحلة الرابعة وهي مرحلة التلاشي وفيها تبدأ الحالات الفعالة بالتناقص.

العامل الحاسم في تحديد طول الفترة الزمنية وشدتها لكل مرحلة من المراحل هو توفر المصادر المتاحة للنمو. وفي حالة هذا الوباء فإن المصدر الوحيد لتكاثر الاصابات هو توفر معيل جديد.

وقد قمت باختبار الأنماط التي سلكتها اعداد الإصابات لغاية الآن في الدول التالية” (الصين ايطاليا والولايات المتحدة واسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والمانيا اضافة إلى المجموع العام على مستوى العالمي).

ومن الآمن الآن القول بأن هذه الحالة الوبائية تسلك هذا النموذج مع اختلاف في قيم المعاملات الخاصة Adjustable parameters بنموذج اي دولة.

وقد ثبت أن طول الفترة الزمنية أو قصرها والأعداد القصوى للإصابات كانت بشكل اساسي تعتمد على توقيت الاجراءات الاحترازية وسرعة التطبيق وفعاليته إضافة لعوامل محلية تتعلق بالسلوك الاجتماعي لمواطني كل دولة وقد يضاف إليها طبيعة التغير في الظروف المناخية ولكن ذلك لم يتم اختباره لغاية الآن ولم نصل لاستنتاج حاسم بخصوص ذلك وان بدى انه من الصعب التعويل على ارتفاع درجات الحرارة فالإصابات ما تزال تسجل ارقاما متزايدة في دول ذات مناخ حار نسبيا مقارنة بالحالة الاردنية مثلا.

في الجزء المحلي يشكل موضوع التباعد الاجتماعي الاساس في التصدي لهذه الجائحة والأهم من إعلان إجراءات معينة هو الحزم الرسمي في تطبيقها والوعي الشعبي في تفهمها.

في الملخص نحن الآن حكومة وشعبا نحدد المسار الذي ستسلكه الإصابات وأعدادها وتزايدها. بحسب الاختبارات التي أجريتها على الحالة الأردنية حسب السيناريوهات المختلفة فإننا بالتزامنا بالسلوك السليم حكومة وشعبا سنحدد أي سيناريو ستسلك الأزمة.

حسب المسار الذي تتخذه الأزمة حاليا قد نصل إلى ما يقارب الـ6500 إصابة خلال 22 يوم أو منتصف الشهر القادم. أو أن ننجح في أن لا نتجاوز حاجز الـ500 إصابة مع منصف الشهر القادم.

السيناريو المرعب إن تأخرنا في إدراك خطورة الأزمة وسلكت الأزمة مسار السيناريو الإيطالي لا قدر الله، ساعتها سنتحدث بأرقام قد تصل لا قدر الله إلى ما يزيد عن العشرين ألف اصابة.

اسأل الله ان يحفظ بلدنا وسائر البلاد وان لا تخرج الارقام علينا خلال الايام الخمس القادمة بارقام كبيرة نتيجة لما حصل من اكتظاظ غير مقبول وسلوك غير مسؤول قبل يومين.

* أستاذ مساعد في هندسة البيئة وإدارة المخاطر البيئية – جامعة البترا

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts