ميدل إيست آي: هكذا ولدت ساحة التحرير عراقا جديدا

ميدل إيست آي: هكذا ولدت ساحة التحرير عراقا جديدا

الكاتب وصف ما يحدث في العراق بأنه حركة ثورية (الأناضول)

تناول موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الأجواء المصاحبة للاحتجاجات في العراق، ولا سيما في ساحة التحرير ببغداد، وتساءل عما إذا كانت الانتفاضة الشعبية ترقى إلى مستوى الثورة.

واستهل الكاتب فنار حداد -وهو باحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة- مقاله بالتطرق إلى أكبر مسرح لتلك الاحتجاجات، وهو مبنى المطعم التركي المطل على ساحة التحرير في وسط بغداد الذي يتخذه المحتجون مقرا لهم.

وقال حداد إن هناك كثيرا من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي وبين المحتجين بشأن ما إذا كان ينبغي أن يطلق على ما يحدث في العراق اسم ثورة.

وصف الاحتجاجات

ويعكس ذلك الجدل انقساما بين متعاطفين “مفتونين” بتلك الاحتجاجات من جهة، وآخرين إما أنهم أكثر تحفظا في دعمهم لها أو من ينتقدونها صراحة.

وأشار الباحث إلى أنه زار ساحة التحرير مرات عدة خلال الأسبوعين الأخيرين، وأن ثمة شيئا واحدا لا يتطرق إليه الشك ألا وهو أن ما يجري في العراق “حركة ثورية على وجه اليقين” حققت بالفعل ثورة ثقافية حتى إن أخفقت في إحداث ثورة سياسية وحتى إن لم تكن ثورة في حد ذاتها.

وعلى عكس الاحتجاجات في ساحة الخلاني وجسر السنك ببغداد -التي تتسم بالعنف وتسود فيها روح المواجهة- فإن الأجواء في ساحة التحرير تبدو ذات طابع احتفالي.

ويصف حداد تلك الأجواء بأنها “انفجار لمظاهر ثقافية وسياسية وفكرية وتجليات إبداعية”.

وينقل كاتب المقال جانبا من الفعاليات في ساحة التحرير، فمن وسط “غابة” الخيام المنتصبة تنطلق أصوات موسيقى “الهيب هوب” والشعراء والمنشدين، لتذكر الناس بالأسباب التي دعت العراقيين للنزول إلى الشوارع وبالثمن الذي تكبدوه، والذي يتجلى في شكل صور وجداريات ونصب تذكارية وحفلات تأبينية تخليدا للشبان الذين فقدوا حياتهم خلال الشهرين الماضيين من الاحتجاجات.

وبرأي الكاتب، فإنه لا يمكن اختزال الاحتجاجات في فئة واحدة أو مذهب أو عقيدة واحدة، فالمتأمل في الجداريات بالساحة يرى شعارا يدعو إلى خروج أميركا من العراق وبجانبه صورة لخنجر يقطر منه دم كناية عن استنزاف موارد البلاد، وفي ركن آخر ينطلق تسجيل صوتي مرددا هتافا يقول إن “العراق تحت الاحتلال الإيراني”.

مختلف التيارات

وتعد ساحة التحرير بمثابة تجسيد لمختلف التيارات السياسية والانتماءات الدينية وطبقات المجتمع والفئات العمرية، والعدد الأكبر من المحتجين في الساحة من الشبان القادمين من أحياء بغداد الفقيرة، مثل مدينة الصدر.

ويرى الكاتب أن ثقافة التضامن والاعتماد على الذات وطابع الشمول الذي تتميز به الاحتجاجات في ساحة التحرير إنجاز كبير.

ولقد جاءت الاحتجاجات الحالية في وقت ينظر فيه إلى السياسة العراقية على نطاق واسع أنها تجاوزت منظور الهوية الطائفية والتنافس الطائفي، وتحولت الشعارات وصور الرموز الدينية إلى “تعاويذ” في إطار روح من التضامن العابرة لحدود الطائفية وضد نظام سياسي مقيت.

ويمضي إلى القول إن النزعة التي تشدد على ضرورة “حكم الشيعة” للبلاد لا تمثل بالنسبة إلى الجيل الحالي من الشيعة -الذين يشكلون الأغلبية في مواقع الاحتجاجات- حلما ينبغي تحقيقه ولا من المكتسبات المحفوفة بالمخاطر التي يجب الدفاع عنها، بل هي في نظرهم مجرد واقع يدركونه.

وبخلاف أجيال الشيعة السابقة، فإن الجيل الحالي لا يضع آفاقه السياسية والاجتماعية في مقارنة مع حقبة حزب البعث، بل في علاقتها بواقع اجتماعي واقتصادي “مرير” يواجه الأغلبية العظمى من العراقيين اليوم.

وإلى جانب البعد الثقافي آنف الذكر، فقد حققت الاحتجاجات بالفعل بعض الإنجازات السياسية المهمة “فقد نجحت في إرغام المراجع الدينية بمدينة النجف للضغط على الحكومة كي تستقيل”، كما أجبرت النخب السياسية على النظر في إجراء إصلاحات انتخابية. 

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: