بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

مُعضِلَة تُسمَّى “توجيهي”

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

18/6/2022

   لم يكن التعليم يوماً ما مشكلة في الحياة، ولم يكن إمتحان الثانوية العامة مشكلة يوماً من الأيام، لكن – مع الأسف الشديد – أصبح التركيز على الثانوية العامة ” التوجيهي ” مبالغاً فيه في السنوات الأخيرة، وكأنَّ التعليم يقتصر فقط على هذه المرحلة!! علماً بأنَّ تعليم الصف الأول الأساسي أكثر أهمية من مرحلة الثانوية العامة، والسبب معروف لكثير من المختصين والخبراء، في أن البدايات أصعب من النهايات في كثيرٍ من الأمور التي تواجهنا في هذه الحياة، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بطفلٍ يدخل المدرسة لأول مرة؟!

   إنَّ تركيز وسائل الإعلام المختلفة والجهات المعنيَّة على امتحان واحد فقط من مجمل ما يتعلم الفرد في هذه الحياة، يشير إلى تراجع في مفهوم المنظومة التعليمية، والمنظومة السلوكية في المجتمع، فلا يُعقل أن يتم التركيز على سنة واحدة فقط ونهمل ما قبلها وما بعدها من المراحل الدراسية!

   لقد تمَّ تغيير نمط أسئلة إمتحان الثانوية العامة خلال أزمة كورونا، لتصبح أسئلة إختيار من متعدد لجميع المباحث، بحيث لو تقدَّمَ لهذا الإمتحان طالب في الصف الرابع الأساسي، لتمكَّنَ من الحصول على علامة النجاح عن طريق التجربة والخطأ، وربما عن طريق الحظ! ربما كان هذا النمط مناسباً حينئذٍ بسبب غياب الطلبة عن مدارسهم خلال الجائحة، لكنَّ هذا ليس مبرر لاستمرار نفس النمط من الأسئلة في امتحان الثانوية العامة، وذلك لعدة أسباب، ولعلَّ من أهمها أن امتحان الثانوية العامة لا يشبه الإمتحان الأمريكي ” سات ” بسبب اختلاف المحتوى وأسلوب طرح المادة وأسلوب الأسئلة المستخدم في تلك الكتب

   ولو قمنا بعقد مقارنة مع البرامج الدولية الأجنبية الأخرى، فإنَّ الإمتحانات العالمية تحتوي على أوراق منها أسئلة إختيار من متعدد، ومنها الأسئلة المقالية، وفي الوقت الذي تمَّ فيه إلغاء مواد الحفظ للثانوية العامة لمباحث اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، نجد أن البرامج الدولية تطالب الطلبة بكتابة مقالات لا تقل عن خمسمائة كلمة في الإمتحان، وكذلك في اللغة الإنجليزية والتاريخ، فإلى أين نحنُ ذاهبون؟!

   إن الرسالة الضمنية التي تصل للطلبة وأولياء الأمور من خلال هذا النمط من الأسئلة، تشيرُ إلى أن التوجيهي صارَ أسهل من الصفوف الأخرى، فهل يُعقل أن نسمع بمعدلات ” مئة ” في الثانوية العامة؟ علماً بأنه لو تمَّ جمع هؤلاء الحاصلين على معدل ” 100% ” وإعطائهم أسئلة ذات نمط مختلف في نفس العام، لكانت نسبة نجاحهم – وليس تفوقهم – لا تتجاوز 60%!! وقد ظهر هذا الأمر جلياً عندما دخل هؤلاء تخصصات تناسب معدلاتهم، لكنها لا تتناسب مع قدراتهم!

   إن التعليم لا يقتصر فقط على القراءة والكتابة، بل إن التعليم هو إعداد أبنائنا الطلبة لمواجهة تحديات كثيرة في هذه الحياة، ولو قمنا بعقد مقارنة بين الجيل الماضي والحالي لوجدنا العجب العجاب!! لا ننكر أن كثير من الأمور تغيرت في هذه الحياة، لكن ذلك لا يعني تهميش التعليم على حساب مصلحة أجيال، من أجل الحصول على رضى الناس بنسب نجاح غير منطقية!

   في نهاية المطاف يجب التركيز على جميع المراحل الدراسية بدون استثناء، لأن التعليم رسالة الأنبياء قبل أن تكون عملية إرضاء!!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts