ناشطات لـ”البوصلة”: تكريم المرأة بيومها العالمي بعودتها لدورها الأساسي

ناشطات لـ”البوصلة”: تكريم المرأة بيومها العالمي بعودتها لدورها الأساسي

عمان – البوصلة

أكدت ناشطات ونخب نسوية أردنية في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أنّ التكريم الحقيقي للمرأة في يومها العالمي يتمثل بعودتها لدورها الأساسي العظيم في بناء الأسرة واضطلاعها بدور الأمومة الذي حباها الله به لصناعة جيل يسهم في بناء مجتمعٍ قوي.

وشددن على ضرورة المحافظة على التوازن بين دور المرأة داخل الأسرة ليكون قاعدة للانطلاق نحو بناء كيانهن الخاص ونجاحهن في العمل وخدمة المجتمع، مشيراتٍ إلى أنّ هناك أصواتًا مشبوهة تسعى دائمًا لإظهار العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة وكأنها في حالة حرب.

وقدمت الناشطات التهنئة للمرأة الأردنية وكل نساء العالم، مطالباتٍ في الوقت ذاته المرأة الأردنية بالاعتزاز بذاتها وبطبيعتها الفطرية وخصائيها المميزة التي حباها الله بها، محذراتٍ من خطورة الخضوع لبعض الدعوات المجتمعية التي تسعى لتعزيز مقولات مضللة في أنّ المرأة لا تنال حقوقها وتحقق كيانها سوى بتركها للمنزل وخروجها للعمل وخدمة المجتمع.

دراوشة: الدور الرئيسي والأعظم للمرأة داخل الأسرة

وقالت رئيسة القطاع النسائي لحزب جبهة العمل الإسلامي الدكتورة ميسون دراوشة في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”: “نتمنى أن تأخذ المرأة كافة حقوقها في اليوم العالمي للمرأة وغيره من الأيام، وفي شتى نواحي الحياة سواء على صعيد العمل أو على صعيد الحياة الأسرية”.

وأضافت دراوشة: “نؤمن أن المرأة عنصر مهم ورئيسي في مجتمعنا ودورها الرئيسي والأكبر داخل الأسرة، ودورها الأعظم والأهم كأم وزوجة وهي تلعب دورًا مهم في هذا الجانب فهي التي تربي الأبناء وتصنع الأجيال وتدعم الزوج وتحافظ على البيت”.

وأشارت إلى أننا إن حافظنا على بيوتنا وأسرنا فإن ذلك سينعكس على قوة مجتمعاتنا وتماسكها، مستدركة بالقول: إن هذا الدور لا يتنافى مع دورها في المجتمع، سواء كانت المرأة طبيبة أو معلمة أو مهندسة أو في أي عمل وظيفي أو تطوعي فإنها تسعى دائما في سيبل رفعة مجتمعها.

ولفتت بالقول: لكن في المقابل يجب أن نحافظ على قضية التوازن بين الأمرين، لا سيما وأن القضية المطروحة دائمًا التناقض، فإما أن تكون في المجتمع أو البيت، وهذه النظرة التناقضية، التي تدّعي أنها إن قامت بدورها في الأسرة فإنها ستخسر دورها في المجتمع، فهذا كلامٌ مضلل.

وأوضحت أن بعض الأصوات تقول للمرأة إذا أردتي أن تكوني فاعلة في المجتمع لا بد أن تخرجي من البيت، وأن وجودك في البيت تعطيل لعمل نصف المجتمع، وأنها إن لم يكن لها وظيفة فإن ذلك سيؤدي لفقرها، وفقر المجتمع بالتالي، مشددة على أن هذه “النظرة المنتاقضة تظلم المرأة قبل ظلم المجتمع”.

وتابعت بالقول: من هذا المنطلق بدعوى تحرير المرأة نريد إخراجها من بيتها، ونصنع هذه المعركة الخيالية المفترضة مع الرجل والمجتمع، ولا ننتبه إلى أنّ الله سبحانه وتعالى خالق الرجل والمرأة ومنح كلا منهما طبيعته وخصائصه وواجباته وحقوقه، فلماذا نسعى لإيجاد حالة العداء الوهمي بين المرأة والرجل التي تبدأ داخل الأسرة ثم تنتقل للمجتمع فهذا أمرٌ ليس بريئًا.

وأضافت: “هذا للأسف فيه ظلم للمرأة فعند إخراج المرأة عن دورها الحقيقي تحت دعاوى المساواة والحقوق فإننا نظل المرأة كثيرًا، لا سيما وأنها كامرأة الله سبحانه وتعالى أوجب النفقة في المنزل على الرجل سواء كان أبًا أو أخًا أو زوجًا أو ابنًا حتى يتوفر لها الدخل، منوهة في الوقت ذاته إلى أن البعض يطالب بخروج المرأة لسوق العمل فقط بدعوى أنها توفر لنفسها الدخل وبذلك يحرمونها من حقٍ أوجبه الله لها.

وقالت دراوشة رسالتي لكل امرأة أردنية أنت إنسانة عظيمة فالله خلقها في طبيعة مميزة وخصائص مميزة لأن لها دور كبير لا تستهين به بما خصه الله بها، فأنت امرأة وأم وأخت وزووجة أنت عمود وعماد هذه الأسرة بحصولك على حقوقك من تعليم وعمل وكل شيء مهم لكن دورك الرئيسي داخل الأسرة.

وشددت على أن أي امرأة تريد أن تبني كيانها الخاص يجب عليها أن تنطلق من داخل أسرتها إلى مجتمعها، ولا تضحي بدورها داخل الأسرة ولا تتوانى بدورها في المجتمع.

وختمت حديثها لـ “البوصلة” بالقول: نسأل الله لهذه المرأة الثبات على دينها، والتمسك بقيمها وأخلاقها التي ربانا عليها ديننا حتى تحافظ على نفسها وعلى أبناء المجتمع، فكل امرأة أردنية كانت أما في بيتها أو تعمل خارج بيتها عليها أن تعتز بنفسها ودينها وعقيدتها وبما خصها الله به وتنطلق إلى أي مهمة يسر الله لها العمل بها لتنثر الخير في هذا المجتمع وتزيده قوة.

عطا: التكريم الحقيقي للمرأة يتصل بطبيعتها وأمومتها

بدورها عبرت الناشطة والحقوقية المحامية ليلى عطا في تصريحاتها لـ “البوصلة” عن أملها في أن تعود المرأة الأردنية وكل امرأة إلى دورها الحقيقي والأساسي في الأمومة وبناء الأسرة وعدم وضع ذلك على هامش الحياة استجابة لدعوات مضللة.

وقالت عطا إن التهنئة والتكريم الحقيقي للمرأة يكتمل بعودتها لدورها الأساسي وأن تكون أولويتها في حياتها لأبنائها، فتنشئ الأسرة والأبناء لتفيد العالم بأسره فذلك أهم بكثير من أن تخرج للعمل لكسب رزقها.

وأوضحت أنه عندما همشنا الدور الأساسي وجعلناه ثانويًا أخطأنا في حق المرأة أكثر لأن ذلك لا يتعلق فقط بطبيعة بشرية بل بحاجة إنسانية لا تحتاجها هي فقط بل لها ولأبنائها.

وحذرت عطا من أننا عندما نغير في أساسيات الحياة والكون، ولا يكون إنجازنا الحقيقي تعظيم دورنا في الأمومة بالطريقة التي عظمها فيها الإسلام والطريقة التي من المفترض أنها عظمتها فيها القوانين، فإننا نكون بذلك ضللنا الطريق وأخطأنا كثيرًا في حق المرأة.

ونوهت إلى التكريم العظيم الذي جعله الإسلام للمرأة لا سيما وأنه فرض لها أجرة للحضانة وأجرة للمسكن والرعاية وأجرة للرضاعة، وهذا فيه شيءٌ معنويٌ وتقديري وليس لأننا نريد أن نعطيها أجرة ولكن تقديرًا لدورها ولما تبذله من جهد عظيم مقدر، مستدركة بالقول: أليس فرض النفقة على المرأة حتى لو كان لديها مال تقديرًا لهذا الدور العظيم الملقى على عاتقها.

وأشارت إلى أننا عندما نتنحدث عن التكريم يجب تكريمها في كل مجالاتها وليس في مجال واحد، فحين نكرم المرأة التي أنشات شركة فالرجل أنشأ مثل ذلك فلم لا يتم تكريم الاثنين، فأين التميز في الأمر؟ موضحة بالقول: إن الدور المختلف للمرأة هو الدور الذي يعجز عنه الرجل، عندما أتميز بعملي اتميز كإنسان فأنا أبدعت مثلي مثل الرجل في العمل، فلا أكرم فقط لأني أعمل ، ولكني أكرم في الشيء الذي أتميز به ولا يستطيع عمله الرجل.

وأضافت: عندما نكرم المرأة يجب أن يكون تكريمها متصلاً بدورها الذي لا يستطيع أحد فعله غيرها، وليس متصلاً بالدور الذي يستطيع عمله الجميع بما فيهم الرجال.

وختمت عطا حديثها لـ “البوصلة” بالقول: رسالتي للمرأة أن تعود لدورها وطبيعتها، فليست مجبرة للخروج من البيت والعمل وليست مجبرة للجلوس فقط في البيت لتربية أبنائها، بل عليها الاختيار بما ترغب بحسب ميولها وقرارها دون ضغوط من أحد، فلا تجعل المجتمع ونظرته والدفع الذي يدفعه لها بأنه ليس لك قيمة إلا إذا خرجتي للعمل؛ بل تبقى متمسكة بفطرتها والرغبة التي تحبها حتى تنجح فيقوى بيتها ويقوى مجتمعها.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: