ناشطة يمنية لـ “البوصلة”: هذه سردية المرأة اليمنية في “نساء فوق الرماد”

ناشطة يمنية لـ “البوصلة”: هذه سردية المرأة اليمنية في “نساء فوق الرماد”

طالبت في خلاصة كتابها بإعطاء اليمنيات فرصة حقوقية مساوية لبقية النساء في العالم

عمّان – رائد صبيح

أكدت الناشطة والباحثة اليمنية الدكتورة نبيلة سعيد في تصريحاتها لـ “البوصلة” أنّ كتابها الصادر حديثًا “نساء فوق الرماد”، يقدم سرديات حول النساء اليمنيات المتوغلات في المحاولة المستميتة للبقاء صامدات أمام ظروف الحرب والحصار وغياب الخدمات وتعرقل الكثير من المحاولات للاستقرار.

وأشارت الباحثة إلى أنّ الدراسة حاولت أن تلقي الضوء على تأثير النزاع والحرب وبيئة عدم الاستقرار على المرأة اليمنية باعتبارها الأكثر تضرراً من بين فئات المجتمع اليمني، لا سيمها وأنّها تدفع كلفة باهظة إما بفقدان العائل أو أحد أفراد العائلة أو من خلال تحولها إلى مهمة المعيل لأسرة ممتدة سواءً بالريف أو المدينة وتشير التحدياث التي رافقت المرأة منذ 2014م وانطلاق الحرب في 2015م.

ولفتت إلى أنّه وحتى كتابة الدراسة في 2022م فإنّ هناك ملفات كثيرة ما تزال المرأة اليمنية تحاول تجاوزها، وبدأ ذلك واضحاً من خلال بحث استقصائي واستقراء بسردية وصفية للملفات التي تمثل تحديات زادت الحرب من تفاقهما أمام الانسان اليمني فضلاً عن المرأة اليمنية.

آلية الدراسة وسرديتها من خلال تقديم النماذج

وقالت إنّ الآلية التي أدرجت من خلالها معلومات الدراسة انقسمت إلى قراءة وصفية ، ثم القيام باستقراء عبر توزيع اسئلة مفتوحة لعدد مفتوح من النساء لمعرفة الأراء ثم تحديد عينة عمدية من 70 شخصية نسائية لها دور بارز في البيئة التي تتواجد فيها داخل او خارج اليمن بغرض استعراض تجارب لشخصيات نسائية ناجحة وعالية في التكيف وبناء المشاريع وريادة الأعمال والمساهمة المجتمعية.

وأشارت سعيد إلى أنّ الدراسة قد سعت إلى أن تسهم بشكل علمي ومنهجي في عرض نماذج نسائية تمكنت من تجاوز الحرب وآثارها المعنوية والمادية إذ تفترض الدراسة ان المرأة شريك ناجح في تحقيق الإنجازات ومواجهة الصعاب وتقديم رسالة هادفة في المجتمع

وتابعت بالقول إنّ الدراسة تناولت عدداً من الملفات ذات العلاقة والتي تعكس التحديات الواقعية التي واجهت المرأة في اليمن منها الملف الاقتصادي الذي يعد على رأس تلك التحديات حيث واجهت النساء في ظل الحرب والتدهور الاقتصادي الفقر واللجوء والمرض وفي اسوء الحالات الموت.

ونوهت الباحثة إلى أنّ عدد النساء المعيلات في اليمن يبلغ ما نسبته 11.4% وفى فترة الحرب ايضاً كانت الشركات المملوكة للنساء اكثر تضرراً من تلك المملوكة للرجال وقد قادت الحرب النساء للبدء بمشروعات جديدة وغالباً ما تكون اعمالاً من المنزل، فيما ايضاً استلمت العديد من النساء الشركات الخاصة بالذكور بعد تعرضهم للتغيب او القتل.

وفيما يتعلق بالملف الاجتماعي عرضت الدراسة، بحسب الباحثة نبيلة سعيد،  تقريراً يوضح أنّ نحو 63% من النساء تعرضن للعنف المباشر حيث ظهرت حالات العنف المنزلي والزواج القسري والايذاء النفسي والجسدي.

مركز المخا للدراسات الإستراتيجية يكرم الباحثة الدكتورة نبيلة سعيد خلال حفل توقيع الكتاب

وأكدت أنّ الدراسة استندت إلى عددٍ من التقارير التي تؤكد على أنّ أعلى خطر للعنف القائم على النساء كان بين عامي 2016-2019، حيث كان العنف العائلي والذي يرتكبه افراد الاسرة والذي كان النزاع والحرب سبباً رئيساً فيه.

وقالت الباحثة إنه وفيما يتعلق بالنازحين وبحسب أرقام صندوق الامم المتحدة فإن اغلب النازحين هم من فئة النساء اللواتي تترواح اعمارهن بين 10-49 ويعد التحدي في الملف الإجتماعي باعتباره الاعمق تأثيراً كون اثاره ممتدة وطويلة المدى ولربما يشكل تحديًا كبيرًا أمام النسيج الإجتماعي.

وأشارت سعيد في تصريحاتها لـ “البوصلة” إلى أنّ الدراسة تعرضت للتحدي النفسي والصحي الذي أثر بشكل كبير على التحصل والوصول للرعاية الصحية في بيئة مليئة بالحرب والحصار وادي التضرر المباشر للبنية التحتية للخدمات الصحية، وتعثر الخدمة الطبية وهجرة الكوادرالطبية المؤهلة او فقدها في العديد من العمليات الإسعافية لفاقد موازي بين النساء.

وأوضحت الباحثة أنّ الإحصاءات تشير إلى أن التحدي الصحي والنفسي يحصد ارواح 60% من النساء والاطفال في اليمن حيث تعاني حالياً 520 الف امراة من مشاكل صحية وتعيش مليون وسبعمائة فرصاً محدودة جداً في الحصول على الخدمات الصحية الإنجابية كما تواجه  71% من النساء من اوضاع صحية معقدة.

 أما في التحدي التعليمي الثقافي فقالت الباحثة إنّ الدراسة عرضت لتعطل التعليم بصورة مباشرة وفقدان الكثير من النساء والفتيات الحق في التعليم والتحول لسوق العمل او للبقاء خلف سور العملية التعليمية كون الاوضاع الاقتصادية لاتسمح بمعيل الاسرة بفتح التعليم للجميع فتكون المرأة هي التي تدفع الكلفة برغم حب النساء في اليمن للتعليم.

ونوهت إلى أنّ الدراسة عللت من خلال اراء المبحوثات ان انقطاع رواتب المدرسين وتعطل العديد من المدارس وبيئات التعليم ونزوح المعلمين كان احد اسباب الترهل الكبير في استمرار العملية العلمية والتعليمية.

الملف الحقوقي والإنسان فاقم كل التحديات

وقالت سعيد: إنّ ما يفسر كل ماسبق من تحديات  “الملف الحقوقي والانساني” الذي تحدث عن الاوضاع التي واجهت البيئة اليمنية كديمغرافية وجغرافية مشيراً بتقرير عن الدراسة ان عدد النساء اللاتي قتلن خلال هذه الفترة بلغ 962 امراة كان العدد الاكبر منهن في مدينة تعز المحاصرة ، كما سجلت منظمة سام اكثر من 40 الف حالة انتهاك حتي نهاية 2020م.

وأوضحت سعيد لـ “البوصلة” أنّ الدراسة ختمت باستطلاع اراء المبحوثات حول مقومات المرأة في التغلب على الحرب كان من أبرزها قوة شخصيتها ومستوى تعليمها ولم يختلف هذا بين المرأة الحضرية او الريفية فقد تحولت بيئة الحرب والصراع والنزوح لبيئة عمل حقيقي.

ونوهت إلى أنّ الدراسة خلصت إلى عدد من التوصيات أبرزها ان يكون هناك دعم مستمر لتوظيف قدرات النساء في المجالات المختلفة وتأهيل الكفاية المادية كأولوية وتشجيع فرص الاستمثار للافكار التي تقف خلفها نساء في بيئة صحية آمنة.

وشددت الباحثة على أهمية بعض التوصيات التي أكدت عليها الدراسة فيما يتعلق بتوفير تدريب مستمر خاص بالنساء فى المجالات العملية المختلفة وتقليل مساحة الفاقد البشري عبر اهتمامٍ عالٍ بإنهاء الصراع وبيئة عدم الاستقرار وإعطاء فرصة مساوية لبقية النساء في العالم بأن تعيش المرأة اليمنية حياتها بإنتاجية كما هي تمثلها بشكلها الطبيعي مذ عرفت اليمن النساء.

حفل توقيع للكتاب

وكانت الدكتورة نبيل سعيد، وقعت الأسبوع الماضي كتابها الأول “نساء فوق الرماد” الذي صدر عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، بمدينة إسطنبول التركية.  

وتناولت الدراسة التي تقع في 112 صفحة، وضع المرأة اليمنية في زمن الحرب، وتقديم نماذج وقصص نجاح ضمن عينة متنوعة، استهدفت قرابة سبعين حالة من مختلف المحافظات اليمنية.   

تعريف بالباحثة

يذكر أنّ الدكتورة نبيلة سعيد هي كاتبة وناشطة حقوقية، حاصلة على درجة الدكتوراة في مجال الإعلام، وهي مؤسس ورئيس في مؤسسة فكرة الحقوقية الإعلامية للمرأة.

ونبيلة سعيد عضو في نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين، ومستشارة إعلامية لعدد من المنظمات غير الحكومية في إسطنبول.

وشاركت سعيد بتنظيم عدد من المؤتمرات اليمنية والعربية وورش العمل، ولها أوراق بحثية وكتابات منشورة ومداخلات تلفزيونية.

لمطالعة الكتاب كاملاً

جانب من حفل توقيع الكتاب في إسطنبول

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: