نخبٌ تدعو لمواجهة تدنيس الصهاينة للأقصى بطقوسٍ دينيةٍ تلموديةٍ مزعومةٍ

نخبٌ تدعو لمواجهة تدنيس الصهاينة للأقصى بطقوسٍ دينيةٍ تلموديةٍ مزعومةٍ

عمّان – البوصلة

دعت نخبٌ أكاديمية إلى مواجهة “الهجمة الصهيونية المسعورة” على تدنيس المسجد الأقصى بـ “طقوسٍ دينية تلمودية وخزعبلات مزعومة”، محذرين في الوقت ذاته من أنّ هذه الطقوس مخططٌ لها بعناية لاستهداف المدينة المقدسة وفرض واقعٍ جديد للسيطرة الصهيونية على مدينة القدس بأكملها.

وطالبت النخب في تصريحاتها لـ “البوصلة” بضرورة نشر الوعي وتربية الجيل على أنّ الحرب مع الصهاينة حربٌ دينية، مشددين في الوقت ذاته على أنّ تحرير القدس وفلسطين لن يكون إلا بيد الإسلام والمسلمين رغم كل الدعوات التي يتبنّاها بعض “الأعراب” بأنّ حربنا مع الصهاينة ليست دينية.

صراع الحق الأزلي مع الباطل المستعلي

قال أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري، في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّه وفي الوقت الذي يتجه فيه الصهاينة إلى الحرب الدينية بيننا وبينهم، معلنين طقوسًا تلمودية، بل مستغلين الأعياد الدينية التي يحتفلون بها لللنيل من كرامة المسجد الأقصى والنيل منه ويتراقصون فيه ويمارسون طقوسًا تلمودية توراتية مدعاة، وهؤلاء الصهاينة يضفون على مواجهتهم لنا في المسجد الأقصى الوجهة التدينية الصرفة، وكثير من أعرابنا يقولون لا علاقة للدين في صراعنا مع اليهود.

ولفت إلى أنّ “سلوكيات الصهاينة، اليوم في ساحات المسجد الأقصى وإصرارهم على تدنيسه بالخرافات التلمودية هو أدق وأبلغ جواب على العلمانيين العرب الذين يصرون على إبعاد الإسلام عن ساحة المعركة، لذلك اليوم نقول لهم بكل وضوح إنّ الصراع بيننا وبين الصهاينة هو صراع الحق الأزلي مع الباطل المستعلي”.

 وشدد الشحروري أنّه على أمّتنا العربية والإسلامية أن تعد العدّة لمواجهة تدينية حقيقية، وعلينا أن نثقف أبناءنا على أنّ المواجهة بيننا وبين هذا العدوّ مواجهة تدينية منذ اللحظة الأولى، وأنّ الجهاد ضد هؤلاء الصهاينة هو عبادة عظيمة لله تبارك وتعالى، وأنّ إبعاد الإسلام عن ساحة المعركة سيؤخر النصر ويؤخر التحرير ويضيع الجهود سدى.

ولفت إلى أنّ “النبي صلى الله عليه وسلم منذ مئات السنين، قال لنا في الحديث الشريف الصحيح، إنّه سيكون آخر الزمان أن ينادي الشجر والحجر يا مسلم يا عبدالله، ولا يقول يا علماني ولا يا ماركسي ولا يا عربي، سيقول يا مسلم يا عبدالله لأن هذه هوية الأمّة الأمينة على تحرير المسجد الأقصى، ولن يحرره إلا الإسلام والمسلمون، وأقول لكل من لا يتبنّى الإسلام حلاً لهذه القضية وفروا أوقاتكم، ووفروا جهودكم لن تستطيعوا أن تفعلوا شيئًا أمام هذا الطوفان الهادر الذي يسبح بحمد الصهيونية ولا أقول الديانة اليهودية بل الصهيونية الملحدة التي تذهب بكل مذهب في أمّتنا بعيدًا عن الدين ثم تتمسح هي بباطلها الذي تسمّيه دين”.

وخلص الشحروري إلى أنّ “الحل الأوحد أن تعرف الأمّة حكامًا ومحكومين أنّ الأقصى ينادينا باسم الله وباسم محمد صلى الله عليه وسلم، وباسم القرآن الذي نزلت فيه سورة الإسراء لتكون معلمًا مهمًا من معالم النصر والوعد بالنصر: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا)، هذا هو خطاب الله فأبعدوا عنّا كل خطابٍ يكفر بهذا الخطاب”.

وقفات لا بدّ منها أمام الطقوس التلمودية

من جانبه قال الباحث المختص بشؤون القدس زياد ابحيص إنّه لا بدّ من ثلاث وقفات لا بد منها مع إدخال القرابين النباتية التلمودية إلى المسجد الأقصى بشكل علني لأول مرة منذ عام 1967.

وقال ابحيص في تصريحاته لـ “البوصلة”: شهد صباح الأحد 16-10-2022 إدخال المستوطنين للقرابين النباتية بشكلٍ علني لأول مرة منذ احتلال المسجد الأقصى المبارك، بعد محاولات متعددة لـ”تهريبها” إلى داخل الأقصى منذ عام 2016، إذ استعرض المستوطنون القرابين قبل إدخالها على باب المغاربة، وأدخلوها واستعرضوها بشكل علني في الساحة الشرقية للأقصى وأدوا صلوات “تقديمها”، وتركوها على السور الشرقي للمسجد الأقصى لتأكيد أن ذلك قد تم بالفعل.

صهاينة يمارسون طقوسهم التلمودية المزعومة في الأقصى

ولفت إلى أنّ الوقفة الأولى أنه من الناحية التوراتية فإن الاعتقاد اليهودي الحلولي يرى في الهيكل المزعوم “محل سكن روح الرب”، ولذلك فإن الهيكل هو مركز العبادة القربانية، وإليه تجلب القرابين بأنواعها لتقدم إلى روح الرب، وإدخالها للأقصى هو رسالة تستهدف تثبيت الزعم الصهيوني بأن الأقصى هو ذاته الهيكل بأدوات طقوسية عملية. والقرابين النباتية تتشكل من “الأصناف الأربع” وهي برعم نخل تجدل عليه أوراق الصفصاف وورود الآس وتضاف لها ثمرة حمضيات “أترج” ويشار لها بالعبرية اليوم باسم “لولاف” أي برعم النخيل، اختصاراً.

وأوضح ابحيص أنّ الوقفة الثانية تتمثل في أنّ تقديم القرابين النباتية جاء تتويجاً لتحرك منسق يوضح منهجية تكامل الأدوار التي تتبناها حكومة الاحتلال لتهويد  المسجد الأقصى، حيث قدمت جماعات الهيكل المتطرفة التماساً لمحكمة الاحتلال “العليا” في 9-9-2022 لإدخال القرابين و”أدوات مقدسة” أخرى إلى الأقصى، ثم يوم الثلاثاء 11-10 مع بداية أيام العرش “هربتها” جماعات الهيكل إلى الأقصى، فردت شرطة الاحتلال باصطحاب “المهرب” إلى خارج الأقصى، في اليوم التالي الأربعاء 12-10 علقت جماعات الهيكل عريضة مطبوعة على باب المغاربة طالبت فيها بوقف تفتيش المقتحمين والسماح بإدخال القرابين، معتبرةً التفتيش عملاً “غير قانوني”، في اليوم التالي الخميس 13-10 حمل قائد شرطة الاحتلال في البلدة القديمة القرابين على باب الأقصى واعتبر حملها “عملاً قانونياً”، ثم في يوم الاقتحام التالي الأحد 16-10 تم إدخالها علناً.

وتابع بالقول: باختصار إدخال القرابين إلى الأقصى هو هدف متفق عليه بين مختلف الأطراف، وُضع سيناريو لـ “إخراجه”، فجاءت السوابق بهذا الشكل المتتالي، لتبدو كأنها تفاعلات متتالية لكن الواضح في سرعتها وتتاليها أنها محبوكة مسبقاً وليست “تفاعلات” ولّدت “نتيجة”، وهذا ما ينبغي إدراكه في إدارة المواجهة مع أذرع الاحتلال المختلفة في الأقصى.

وأشار ابحيص في وقفته الثالثة إلى أنّ إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى يشكل في وعي اليمين الصهيوني تمهيداً لإدخال القرابين الحيوانية إليه، وهو ما سيجدد المعركة في “عيد الفصح” العبري القادم والذي سيقع بين 6 و12-4-2023 وسيوافق الأسبوع الثالث من شهر رمضان.

الصهاينة يقدمون قرابين نباتية في الأقصى

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: