نخب سياسية تتساءل ما هي خيارات الأردن في مواجهة تطرف الاحتلال في الأقصى؟

نخب سياسية تتساءل ما هي خيارات الأردن في مواجهة تطرف الاحتلال في الأقصى؟

البوصلة – محمد سعد

أكد المفتي العام لسلطنة عُمان أحمد بن حمد الخليلي، أن توجه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة إلى احتلال المسجد الأقصى المبارك واستمرار عدوانها عليه، وانتهاكها لحرماته، ومضايقة عماره- هو إيذان منها بالحرب، وتجاهل لمشاعر الأمة المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها.

وقال المفتي الخليلي في تغريدةٍ له على “تويتر”: “إنه يتوجب على هذه الأمة جميعا أن تقف صفًا واحدًا في مواجهة هذا العدوان، وأن تساند بكل قواها المقاومة الفلسطينية المرابطة في رحاب الأقصى، حتى يتم تحريره، من كل يد تسعى إلى احتلاله، وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة بأسرها، لتعود إلى أصحابها الشرعيين، وينعم الشعب الفلسطيني بالاستقلال التام، وإقامة حكومته العادلة على ترابها الطهور”.

وأضاف: “كما قلت أكثر من مرة هو دين في رقاب الأمة الإسلامية بأسرها، لن تبرأ ذمتها منه حتى تؤديه كاملا غير منقوص، فإن المسجد الأقصى المبارك هو صنو المسجد الحرام، وإليه كان مسرى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هو القبلة الأولى للمسلمين”.

إقرأ أيضا: هل الحراك الدبلوماسي يلجم تطرف حكومة نتنياهو عن القدس؟

وتابع: “بين القرآن ما له في موازين الله تعالى من قدر رفيع، فمتى تقضي الأمة الإسلامية هذا الدين، وتبرأ من تبعته، وتغسل عن وجهها عار الاحتلال؟ عسى أن يكون ذلك قريبا”.

وفي حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلية اقتحم “بن غفير”، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، الاسبوع الماضي، باحات المسجد الأقصى لمدة ربع ساعة، ليزيد الموقف تعقيداً، وأعلنت وزارة الخارجية على إثر ذلك استدعاء سفير “تل أبيب” لدى عمان لنقل رسالة احتجاج أردنية حول تلك الخطوة.

 هل الأردن سيصرّ على مواقفه رغم وصول حكومة احتلال متطرفة والتطبيع العربي؟

كشف الكاتب محمد أبو رمان عن تساؤلات طرحها نخبة من الأكاديميين والسياسيين والإعلاميين الأردنيين خلال ندوة حوارية مغلقة مع وزير الخارجية أيمن الصفدي،الخميس الماضي، إستفسروا فيها عما إذا كان الأردن سيصرّ على مواقفه السياسية الاستراتيجية في ما يتعلق برفض صفقة القرن، والتمسّك بالحل النهائي، في ضوء التحولات الجوهرية في المجتمع الإسرائيلي؛ الانجراف نحو اليمين المتطرّف والتشدّد الديني، والتطبيع العربي – الإسرائيلي، وما اعتبروه تراجع أهمية القضية الفلسطينية عربياً ودولياً.

وأكد ابو رمان في مقال نشره موقع العربي الجديد،  أن “المناخ العام السائد في أروقة القرار والنخب السياسية يتمثل بالاستعداد للمواجهة مع الحكومة الإسرائيلية المتطرّفة إلى درجة غير مسبوقة، والإصرار على رفض أطروحة صفقة القرن والتمسّك بالحل النهائي السياسي، وبحقّ الأردني في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية”.

إقرأ أيضا: الحراحشة: بن جفير ليس متطرفا وحسب بل هو إرهابي بوصف القضاء الصهيوني والأمريكي

وأضاف، “يميّز مسؤولون في أوساط القرار في عمّان بين ما يصفونها بالثوابت الاستراتيجية في الموقف الأردني من جهة والتكتيك الدبلوماسي في مواجهة الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى، ويدعون إلى الذكاء والتفكير المعمّق في مسارات (وخطط) التعامل مع الواقع الاستراتيجي الجديد في المنطقة بأسرها، ومع الحكومة اليمينية بخاصة؛ والهدف محاصرة الحكومة الإسرائيلية دولياً وإقليمياً وليس العكس”. 

ولفت الكاتب إلى “أنّ صفقة القرن لم تمت بذهاب الإدارة الأميركية السابقة (دونالد ترامب ومشروع صهره جاريد كوشنير)، بل تبدو هذه الوثيقة بمثابة خريطة الطريق الوحيدة المطروحة في المنطقة (في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية)، وإذا لم تتبنّها الإدارة الأميركية رسمياً، فهي تعمل بها عملياً، وديناميكياتها التي تقوم على الإدماج الكامل لإسرائيل في مشروعات اقتصادية وبنية تحتية، وربما أمنية وعسكرية لاحقاً”.

واعتبر أبو رمان أن الإدارة الامريكية تتجاهل القضية الفلسطينية والحقوق السياسية للفلسطينيين بالكامل من خلال “دفن المبادرة العربية للتسوية (ربطت التطبيع الإقليمي بالحل النهائي)، وهو الأمر الذي مثّل مؤتمر النقب أخيرا (عقد أخيرا في أبوظبي؛ الذي لم تحضره الأردن بالرغم من الضغوط الشديدة عليها)”.

إقرأ أيضا: متظاهرون يتحدون “بن غفير” برفع العلم الفلسطيني في حي الشيخ جراح (شاهد)

واستنتج الكاتب من لقائه بالمبعوث الأميركي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو، “أنّ الإدارة الأميركية لا تحمل مشروعاً للتسوية والسلام، وأنّ البديل هو الانتقال من المايكرو إلى الميكرو (من الأمور الكلية إلى التفصيلات اليومية)؛ مثل زيادة عدد الفلسطينيين من غزّة الذين يعملون في “إسرائيل”، ودفع رواتب السلطة الفلسطينية”.

واعتبر أبور رمان أن هذه أمور يُقصد منها الممكن والواقعي،مؤكدا أن التفكير فيها خارج سياق الحل النهائي هو عين صفقة القرن والتطبيع الإقليمي وغيرهما من مفاهيم تخدم المشروع الصهيوني بوأد الحقوق الإنسانية والسياسية الفلسطينية.

وقال وزراء خارجية عدة دول أوروبية، إنهم قلقون من أن تنفذ حكومة نتنياهو خطوات أحادية الجانب وتستهدف حل الدولتين، من بينها توسيع البناء في المستوطنات وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الفلسطينية وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.

جاء ذلك خلال محادثات للأوروبيين مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مؤخرًا.

إقرأ أيضا: إيتمار بن غفير.. متطرف من ورق

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: