نخب نقابية تكشف لـ”البوصلة” خطورة ما جرى في انتخابات المهندسين

نخب نقابية تكشف لـ”البوصلة” خطورة ما جرى في انتخابات المهندسين

المهندس ميسرة ملص لـ “البوصلة”:

– التجاوزات في انتخابات الفروع موثقة ولا يمكن لأحد إخفاءها.

– مجلس نقابة المهندسين الحالي دمّر سمعة النقابة وأظهر “انتخابات فاسدة”.

– التاريخ لن يرحم وسيسجل لمجلس النقابة هذه الانتخابات كوصمة عار وصفحة سوداء.

المهندس وائل السقا لـ “البوصلة”:

– ما جرى لا يبشّر بخير ويدفع الأردنيين للاشمئزاز من “الإصلاح”.

– يجب على المهندسين الالتفاف حول من ينادي بالإصلاح الحقيقي.

– عقل الدولة الذي ينادي بالإصلاح يكرر تدخلاته الأمنية في الصناديق.

المهندس خالد حسنين لـ “البوصلة”:

– يجب أن لا يقبل المهندسون الاستعباد بهذا الشكل المهين.

– تدخل الدولة بطريقة فجة وغرائزية مسألة خطيرة في مسيرة العمل النقابي.

– صناديق النقابة التي تحتوي على ما يقرب من مليار دينار أردني مهددة بالارتهان لقرار حكومي.

المهندس بادي الرفايعة لـ “البوصلة”:

– التدخلات السافرة من أجهزة الدولة في الانتخابات شكلت “إهانة للمهندسين”.

– عقل صغير في الدولة يدير المشهد يريد أن يحكم مؤسسات الوطن بـ “الألو”.

– أجهزة الدولة تسعى لإقصاء التيار الإسلامي من المشهد مهما كان الثمن.

خاص – البوصلة

حذرت نخبٌ نقابية في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” من انعكاسات تدخلات أجهزة الدولة في انتخابات نقابة المهندسين والآثار السلبية الكارثية التي ستضرب كل “مزاعم الإصلاح” التي تدعيها الحكومة في نيتها للإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري في المئوية الثانية.

وأكدوا أنّ “التدخلات الأمنية السافرة” بانتخابات المهندسين تشكل “وصمة عار” وانتهاكاً صارخًا لأهم الصروح وآخر معاقل الديمقراطية في الأردن وأحد أهم صروح مؤسسات المجتمع المدني في الأردن والإقليم، محذرين في الوقت ذاته من خطورة معاملة المهندسين كعبيد والتدخل في إرادتهم الحرة.

وذهبوا إلى أنّ ما جرى في انتخابات المهندسين ليس صراعًا بين كتلٍ متنافسة ولكن يختفي خلفه “قرار خطير بتحطيم كل مؤسسات الدولة وإخضاعها وتجهيزها لحلول استسلامية قادمة”، مؤكدين في الوقت ذاته أن عقل الدولة أصبح صغيرًا لدرجة أن يستخدم كل أدواته لإزاحة التيار الإسلامي من المشهد بأي صورة ومهما كان الثمن.

ملص: مخطط لتحطيم كل مؤسسات الدولة وتجهيزها لحلول استسلامية قادمة

عبّر المهندس ميسرة ملص في تصريحاته لـ “البوصلة” عن حزنه وألمه الشديدين وصدمته لما جرى في انتخابات فروع نقابة المهندسين، مؤكدًا أن: “المشهد يتحدث عن نفسه فما وثقة أعضاء الهيئة العامّة بالصوت والصورة لم يعد أحدٌ يستطيع إخفاءه”، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ القضية لم تعد تتعلق بمعركة انتخابية ولكن بـ “قرار متخذ لتحطيم كل مؤسسات الدولة وتجهيزها لحلول استسلامية قادمة”.

وقال ملص: “برأيي الجميع خاسر، أيًا كانت القائمة الفائزة، وأهم شيء في الجولة الأولى من الانتخابات أنّنا دمّرنا آخر معاقل الديمقراطية، لا سيما وأننا كنا نختلف ونتفق في الانتخابات النقابية، ولكن هناك شكل ديمقراطي وبحدّ أدنى من الضمانات”.

وأضاف، “للأسف إدارة النقابة ممثلة بنقيب المهندسين الحالي، دمّر هذه السمعة، وجعل المهندسين مثل أيّ انتخابات أخرى فاسدة سواءً كانت بمجلس النواب أو البلديات وللأسف أيضًا خرج علينا بتصريح على طريقة الحكومات المتعاقبة، أنّ “كل الأمور تمام” والانتخابات تمّت على ما يرام.

“المشكلة أنني أخجل وأنا اضطررت لوضع تصريحات النقيب بجانب الفيديوهات والصور المنتشرة عن انتخابات الفروع وما حدث من مهزلة”، على حد تعبيره.

وخلص ملص إلى نتيجة مفادها: “أنّنا إذا أردنا قراءة المشهد السياسي في العمق بنقابة المهندسين هناك قرار بتحطيم كل مؤسسات الدولة، لتجهيزها لحلول استسلامية قادمة، وهذا مختصر القصة”.

وأكد أن القصة انتهت في استمرار التدخلات، وسيجري ما حدث بانتخابات الفروع في كل المراحل الانتخابية القادمة.

السقا: مشاهد التجاوزات توحي بانسداد أفق الإصلاح  

بدوره وصف النقيب الأسبق للمهندسين الأردنيين المهندس وائل السقا في تصريحاته لـ “البوصلة” ما جرى في انتخابات فروع المهندسين بـ “المشهد المؤسف”، محذرًا من الآثار التي سيتركها هذا المشهد في نفوس النقابيين والأردنيين جميعًا من انسداد أفق الإصلاح المزعوم وفقدان الأمل فيه.

وقال السقا: عقل الدولة الذي ينادي بالإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي، وإشراك المواطن في اتخاذ القرار نراه يكرر تدخلاته الأمنية في الصناديق ومدخلالتها ومخرجاتها ونتائجها مع كل أسف من خلال الضغط وتجييش الناس ضد قوائم معينة، ومن خلال استدعاءات أمنية بالعصا والجزرة لكثير من المرشحين للانسحاب أو ينتخب فلان أو غيره، والضغط على الأرزاق من خلال الاستدعاءات والترهيبات في حال أنّك لا تصوت لفلان أو تستمر بالترشح على القائمة الفلانية فستفقد موقعك الوظيفي.

وتابع بالقول: ما سمعناه ورأيناه أيضًا من تصوير أوراق الاقتراع مع الهوية لكي يرسلها للمسؤول، كل هذه المشاهد توحي أن الإصلاح مسدود أفقه ولا أمل، مستدركًا: “حتى النقابات المهنية التي يفترض أنّها مؤسسات مجتمع مدني تمّ المبالغة في التدخل فيها بهذه الصورة الشنيعة.

“أقول في الوقت الذي تمنع فيه القوانين والتشريعات والإصلاحات تمنع الأجهزة الأمنية والدبلوماسية من سلوكات سياسية، نراهم يستمرون في تدخلالتهم بالتأثير على الإرادة النقابية والتدخل في التصويت كما حدث في انتخابات عام 2007 وغيرها من الانتخابات المزورة”، على حد تعبيره.

وشدد السقا على أنّ ما جرى “لا يبشر بخير وينذر بشر، ويجعل الدولة ذات الحزب المؤثر الواحد الذي لا يقبل شركاء معه أبدًا، لا في المجلس النيابي ولا في النقابات المهنية ولا في غيرها، ويدفع المواطن إلى اليأس، ومزيد من الاشمئزاز وكراهية المؤسسات والمشهد الانتخابي وما يسمّى بالإصلاح.

الرفايعة: عقل الدولة استخدم كل أدواته لاستبعاد التيار الإسلامي من المشهد

بدوره أكد المهندس بادي الرفايعة في تصريحاته لـ “البوصلة“: “أن ما جرى مؤسف وغير مسبوق، ولم يحصل أن تشهد الانتخابات هذه الصورة من التدخل، وأن تكون الإدارة للعملية الانتخابية عقيمة وغير قادرة على تنظيم الأمور وترتيبها.

واستهجن الرفايعة ما وصفه بـ “التدخلات السافرة من أجهزة الدولة، وإجبار المهندس الأردني على التصويت بطريقة غريبة مرغمًا على دعم قائمة معينة، وأن يعامل معاملة الأمّي ويصور ورقة الاقتراع ويرسلها إلى سيده أو لمن دفع عنه الاشتراك”.

وعبر عن أسفه للمظاهر العجيبة والغريبة في انتخابات فروع النقابة، مؤكدًا أن “لمسات الأجهزة الأمنية كانت حاضرة ومتابعة ومراقبة للمشهد الانتخابي بالأمس، وكانت تدير هذا الملف كما كانت تدير ملفات سابقة في الانتخابات النيابية والبلدية”، على حد تعبيره.

وقال الرفايعة: “مشهد غير مسبوق ولم نعتد عليه في نقابة المهندسين، في انتخابات 2018 على الرغم مما مارسته الدولة من ضغوط لكننا من ناحية شكلية وإجرائية ومن ناحية التنظيم كانت واضحة ودقيقة ولذلك قبلنا بالنتيجة ولم نطعن فيها ولم نتحدث عن عدم صدقيتها لأننا قلنا إن الإجراءات كانت سليمة وباركنا للفائز ونظرنا للأمام”.

واستدرك بالقول: “الوضع اليوم المختلف، وواضح أن النوايا كانت مبيتة للعبث بانتخابات نقابة المهندسين”.

“أتصور أن العقل الذي يدير المشهد اليوم عقلٌ صغير، يريد صياغة مؤسسات الوطن وإحكام السيطرة عليها من خلال (الألو)”، بحسب الرفايعة.

وأشار إلى أن “النقابات المهنية واضح أنها كانت تشكل عقبة أمامهم لما لها من استقلال، وهذا لم يعجب أدوات الدولة، ولذلك لجأوا إلى تخريب العملية الانتخابية، لصياغة قيادات جديدة وطريقة جديدة مختلفة ليعمل “الألو” فعله في قيادة النقابات وتوجيهها.

واضح أن هناك إرادة يجتمع عليها للأسف أطراف في النقابات خصوم ومنافسون سابقون مع إرادة وعقل الدولة لإقصاء الإسلاميين بأي صورة من الصور، حتى لو كان هؤلاء الإسلاميين قائمين على نشاط متحالف مع مستقلين، فالقائمة البيضاء ليست حزبًا ولا تنظيمًا سياسيًا، ولكنهم مجموعة من المهندسين لهم مشارب مختلفة ومستقلون إرادتهم مستقلة وليسوا حزبًا معينًا.

وقال الرفايعة: “التقت إرادة الدولة وما يجري في الإقليم بإقصاء الإسلاميين من أي مكان في الدولة، وعمل حالة من الثنائية البغيضة إمّا نحن أو الإسلاميون”، مستدركًا: أن هؤلاء يشعرون وكأن فوز الإسلاميين في تجمّع طلابي أو نقابي، وكأّن ذلك كارثة ومعركة تستحق المتابعة.

وأضاف أن “هناك عقلًا في الدولة استخدم كل أدواته هنا وهناك للأسف لأول مرة لإقصاء الإسلاميين من النقابات المهنية بأي صورة من الصور وأي ثمنٍ من الأثمان”.

حسنين: ما حدث ظاهرة خطيرة تسعى لتحويل المهندسين إلى عبيد

أما المهندس خالد حسنين فيرى في تصريحاته لـ “البوصلة” أن التدخلات التي شهدتها انتخابات المهندسين تنذر بمشهد خطيرٍ للغاية، موضحًا أن “القضية ليست صراعًا بين كتلٍ نقابية، ونحن اعتدنا على أن بعض الكتل النقابية مدعومة من بعض الأجهزة الحكومية”.

واشار إلى أن ما حدث في انتخابات المهندسين خطير في أكثر من جانب، فالجانب الأول يتمثل بتحويل موظفي الدولة إلى أشبه ما يكون بـ”العبيد والسادة”، بمعنى أن هناك سيد يأمر والآخر يجب أن يطيع، والسبب الوحيد لهذه الطاعة أنني أشغلك وأدفع لك راتبك.

وحذر حسنين من أن هذه الظاهرة خطيرة إذا انعكست على بقية الأمور، فالموظف الحكومي إنسان محترم وصاحب موقف وعنده كرامة، وعندما تلزمه بهذه الطريقة حتى يحافظ على وظيفته ويهدد بمصدر رزقه إن لم يلتزم بهذا الأمر، فهذا معناه أننا صادرنا حقه في حرية الرأي وأن يكون كياناً مستقلاً، وحولنا مصدر رزقه لأداة ضغط لمصادرة رأيه، وكأننا حولنا الموظفين إلى مرتزقة أو عبيد، وهذه قضية بالغة الخطورة.

وتابع بالقول: “الأمر الآخر، ما الذي تريد تحقيقه الدولة وما الهدف من فرض هذه السياسة، وتوظيف الموظفين لخدمة أهدافها السياسية بشكلٍ أو بآخر”.

ووصف ما جرى بأنه يدفع باتجاه أن الدولة تريد السيطرة على النقابة، في الوقت الذي النقابات هي المؤسسات الوطنية التي ما زالت حتى اللحظة مستقلة عن الدولة إلى حدٍ ما.

وحذر من أنّ التدخلات التي شهدتها نقابة المهندسين في حقيقتها أكثر ما تهدد صناديق النقابة التي تحتوي على ما يقرب من مليار دينار أردني ما بين موجودات مسيلة وموجودات ثابتة وتصبح في يد قرار حكومي، مشددًا على أن هذا الأمر هذا خطير على مستقبل حقوق المهندسين على المدى البعيد.

وشدد على أن الأمر لا يتعلق فقط بكتلة فازت وانتهى الموضوع، فهذه الكتلة ذاتها قادت مجلس النقابة خلال الثلاث سنوات الماضية بدعم من الحكومة أيضًا، لكن بطريقة مختلفة عن الدورة الماضية، لكن هذه الطريقة الفجة والغرائزية البدائية، مسألة خطيرة في مسيرة العمل النقابي خصوصًا مع أكبر نقابة في البلد.

رسائل للمهندس الأردني: لا تقبل الاستعباد

المهندس ميسرة ملص وجه رسالة للمهندسين الأردنيين من خلال “البوصلة” جاء فيها: أقول للمهندسين الأردنيين إن التاريخ لن يرحم، وسيسجل وصمة عار وصفحات سوداء بحق من وضع النقابة بهذه الحالة الحرجة، وسيسجل لهذا النقيب ومن بقي معه في المجلس تاريخًا أسود لأنهم عبثوا بصرح نقابي محترم.

أما المهندس وائل السقا فقال في تصريحاته لـ “البوصلة“: إن المهندس الأردني عليه أن يفخر بمهنته ونقابته التي طالما وقفت مع القضايا الوطنية والمهنية والاستثمارية ومصالحه والدفاع عنها، محذرًا في الوقت ذاته من أن “النقابات تنحدر الآن وتغادر دورها الكبير في المجتمع مهنيًا ووطنيا واستثماريًا”.

وطالب المهندس الأردني بأن يراقب بتمعن ما يجري، وأن يكون له موقف إعلامي رافض لما يجري، وأن يلتف حول من ينادي بالإصلاح الحقيقي من القوائم التي لن تيأس إن شاء الله من دورها المجتمعي سواءً كان في النقابات أو غيرها.

من جانبه قال المهندس خالد حسنين في رسالته للمهندسين عبر “البوصلة“: أتمّنى من كل المهندسي الاردنيين خاصة الموظفين في القطاع الحكومي والذين أقدر حجم الضغط الذي يتعرضون له، أن يكون هناك رفض جماعي ولا يوافقوا على استعبادهم واسترقاقهم بهذه الطريقة، والأصل أن لا تسمح لهم كرامتهم بأنهم على الأقل إذا أراد التصويت فقط من خلال إرادة حرة وليس على رغم أنفه، مشددًا على أننا “كمهندسين علينا أن لا نقبل أن نستعبد بهذه الطريقة”.

بدوره قال المهندس بادي الرفايعة في رسالة وجهها للمهندسين الأردنيين عبر “البوصلة“: لعل المهندس الأردني يكتشف ولو متأخرًا أن ما جرى خسارة جسيمة للمهندسين ولدينا مؤسسة ضخمة وكبيرة، وقدمت إنجازاتٍ عظيمة للمهندسين واستفاد منها عشرات الآلاف من المهندسين، وتمتعوا خلال هذه الفترة بعزة وهيبة والدفاع عن مصالحهم وعن استثماراتهم وخدماتهم الاجتماعية.

واستدرك بالقول: لا شك أنّ المهندس الأردني خاسر بالدرجة الأولى ومهنة الهندسة خسرانة من هذا الشيء، فنحن لا نتحدث عن مؤسسة صغيرة ولا عن جميعة خيرية، بل عن مؤسسة كبيرة ولها دور في العمل الوطني والاقتصادي وخدمة المهندسين.

وحذر الرفايعة من أن كل ما حدث في انتخابات المهندسين يجر النقابة إلى الأسفل وإلى القاع وخسارة كبيرة للمهندسين الأردنيين، ويجب على المهندس أن يعي هذه الخسارة، وأن ينتبه في المراحل المقبلة أن لا تستمر هذه الألعوبة، ولا تكون النقابة ومصالحه ألعوبة بيد من لا يريدون خيرًا في البلد.

وختم بالقول: قد يصحوا المهندس وقد يكون متأخرًا، لكن أتمنّى أن لا يكون قد “فات الفوت” على حد وصفه.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: