نشرة فاعتبروا (183).. الفاروق رضي الله عنه

نشرة فاعتبروا (183).. الفاروق رضي الله عنه

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

          كان يخرج ليلًا في شوارع المدينة وأزقة الحواري ليتفقد حال الرعية عن كثب، ذات مساء إذ بأعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعرًا، فيقترب ليسألها من خلف الدار: ما بك يا أختاه؟، فترد: لقد ذهب زوجي إلى ساحات القتال منذ أشهر وإني أشتاق إليه.

          فيرجع إلى دار ابنته حفصة ويسألها: كم تشتاق المرأة إلى زوجها؟، وتستحيي الابنة فيخاطبها متوسلًا: لولا أنه شئ أريد النظر به لما سألتك، فتجيب الابنة الخجلى: أربعة أشهر أو خمسة.

          يعود الفاروق إلى داره ويكتب لأمراء الأجناد “لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر”، ويصبح الأمر قانونًا صاغته الأعرابية وحفصة، ويحفظ للمرأة أهم حقوقها.

          ويتابع الفاروق التجوال الليلي متفقدًا، وإذ بطفل يُصدر أنينًا حزينًا، فيقترب من الدار ويسأل عما به؟ فترد أمه: “إني أفطمه يا أمير المؤمنين”، فيحاورها ليكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعده لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت المال لكل طفل بعد الفطام.

          يرجع الفاروق لا لينام؛ إذ أن أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه، فيصدر أمرًا بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام، ليُصبح  الأمر قانونًا يحفظ حقوق الأطفال.

          امرأة جردته ذات جمعة من لقب أمير المؤمنين حين قالت: “أخطأت يا عمر”، ورفضت قانون المهر الذي صاغه، فلم يكابر ولم يزج بها في السجن، بل اعترف وقال: “أخطأ عمر وأصابت امرأة”، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الاستطاعة.

          هكذا تُصنع القوانين، حسب مصلحة المجتمع وطموحاته، وذلك بالغوص في قاع المجتمع المستهدف، فالمجتمع هو مصدر القوانين وليس السلطة، ولكن ليس في القوم  عمر!

صيدلية التربية

          إذا رأيت ابنك يبكي فلا تضيع وقتك بإسكاته، أشر إلى حمامة أو غيمة بالسماء لينظر إليها وسيسكت، لأن فسيولوجية الانسان بالبكاء هي بالنظر للأسفل.

          إذا أردت الأبناء أن ينهوا اللعب فلا تقل لهم انتهوا الآن، بل قل بقي خمس دقائق، ثم عد إليهم وقل بقيت دقيقتان ثم قل الآن، وسينهون.

          إن كنت أمام مجموعة من الأطفال في مكان فيه ضوضاء عالية، وأردت لفت انتباههم فقل: “الذي يسمعني يرفع يده”. الأول سيرفع ثم الثاني وتنتقل كالعدوى وسيصمت الجميع.

من بركات القران

          هنيئًا لتلك البيوت التي يُتلىٰ فيها القرآن الكريم يوميًا، يعيش أهلها في نعيمٍ سرمديّ، كيف لا، وقلوب أهلها تُروىٰ بكلام الله يوميًا، وما تَجِفُّ قَط، قال صلىٰ الله عليه وسلم: ” البيتُ الذي يُقْرَأُ فيه القرآنُ ، يتراءى لأهلِ السماءِ كما تَتَراءَى النجومُ لأهْلِ الأرضِ”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: