نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 128.. هل من قائل سبحان الله؟

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 128.. هل من قائل سبحان الله؟

د. عبدالحميد القضاة

             حينما تلدُ المرأةُ يخرج مع المولود قرصٌ لحميٌ يُسمى المشيمةِ، في هذا القرص تجتمعُ دورةُ دمِ الأم مع دورةِ دم الجنين، ولا يحصل  لأيٍ منهما مكروهٌ رغم أنهما زمرتان مختلفتان .

             إذا أعطينا إنساناً دما من زمرة غير زمرته، فإنّه يموتُ فورا بعد اختلاطهما، إلاّ في هذا القرص “المشيمة”، دم الأم ودم الجنين زمرتان مختلفتان ولكنّ لا يختلطان بقدرة الله.

             يوجد بينهما غشاء سماهُ الأطباءُ ب”الغشاء العاقل”، هذا الغشاء يأخذُ الأكسجين والسكر والأنسولين من دم الأم، ويطرحه في دم الجنين، فيحترق السكر وينتج طاقة للجنين ،أما الفضلات وثاني أكسيد الكربون، فتمرعبر الغشاء من الجنين وتطرح في دم الأم.

             نَفَسُ الأم  جزءٌ منه زفير جنينها، ويأخذ الغشاءُ العاقلُ من دم الأم مناعتها وجميع النواتج المناعية لما لُقحت به في صغرها، وكذلك مضادات مناعية لجميع الأمراض التى أصيبت بها، ويأخذُ الغشاءُ العاقل أيضا عوامل مناعة الأم من دمها ليطرحه في دم الجنين .

             الغشاءُ العاقل حاجزٌ صحيٌ، حتى أن الأم إذا تناولت مواد سامة وتسممت، فهذا لا ينتقل إلى الجنين عبر الغشاء العاقل، ليس لأنه عاقل كما قال الأطباء، ولكنّها قدرة الله وحكمته.

             الغشاء العاقل بإمكانه أن يعرف ما يحتاجه الجنين من مواد غذائية، من سكر ودسم وبروتين وشحوم وفيتامينات ومعادن وأشباه معادن، رغم تغير هذه النسب كل ساعة.

             ينقل هذا الغشاء كل الإحتياجات من دم الأم إلى دم الجنين وكأنه طبيب ماهر، بل لو ترك الأمرإلى نخبة من الأطباء لتحديد إحتياجات الجنين، لمات الجنين في إنتظار ذلك.

             قد يكون ما تشتهيه الأم من طعام في شهور الحمل الأولى حاجة غذائية من حاجات جنينها

أشعرها  بها الغشاء العاقل، فمن خلقه وأودع فيه خصائصه ؟” إنها قدرة الله وحكمته.                                      

منزل تمليك

             الدنيا هي  منزلٌ بالإيجار مهما ظننت أنك تملكها، فأنت واهمٌ، ومهما فَعلت فيها فإنّك ستتركها يوماً، والآخِرةُ هي  منزلُ تمليكٍ، بيدك الآن بناؤه إذا أحسنت العمل، وهناك أناسٌ بسطاء يعيشون معنا على الأرض، لا مالَ ولا جاه ولا منصب لهم في هذه الدنيا، ولكنّ أملاكهم  في السماءِ عظيمةٌ، قصورهم تُبنى وبساتينهم تُزرع، بتسبيحهٍ وإستغفارٍ وصدقهٍ، أو بكلمهٍ طيبهٍ ووجهٍ طلق، فأكثر من خبايا العمل الصالح فإنّه بالمجانِ وبدون جهد .

تذكرة

تذكر أنّ “بحارَ الدنيا ﻻ تستطيعُ أن تُطفيء جمرةً صغيرةً من نار جهنم، ولكنّ دمعةً صغيرةً من خشية الله تستطيعُ بقدرة اللهِ أن تحجبَ عنكَ نارَ جهنمَ كاملةً “.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: