نفتالي بينيت.. التلميذ الذي يوشك أن يطيح بأستاذه نتنياهو؟

نفتالي بينيت.. التلميذ الذي يوشك أن يطيح بأستاذه نتنياهو؟

البوصلة – يمرّ الاحتلال الإسرائيلي بأضعف لحظاته سياسياً، وسط تخبُّط وانقسام داخلي وفشل سياسي عميق.

فقد تزايد الغضب من إخفاق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة قبل الموعد المحدَّد له عقب الانتخابات الأخيرة غير الحاسمة، وهزيمته أمام المقاومة الفلسطينية خلال حرب الـ11يوماً الأخيرة، مما دفع خصومه إلى الاتحاد معاً من أجل إسقاطه نهائياً.

وسط كل ذلك نجح “تلميذه” القديم اليميني المتشدد نفتالي بينيت، زعيم حزب “يمينا” الأكثر تطرفاً، في الانقلاب عليه والاتحاد مع خصومه، معلناً الأحد عزمه على الانضمام إلى معسكر المعارض يائير لابيد، الذي يسعى لتشكيل ائتلاف حكومي يُقصي نتنياهو من السلطة.


وقال بينيت: “أعلن أنني سأفعل كل ما هو ممكن لتأليف حكومة وحدة مع صديقي يائير لابيد”، مشدداً: “إما انتخابات خامسة وإما حكومة وحدة”، ولفت إلى أن “من المستحيل حتى الآن تأليف حكومة يمينية تحت سلطة نتنياهو”.

من جانبه هاجمه نتنياهو الذي يحاول المناورة من أجل بقائه في السلطة بأي ثمن، قائلاً: “بينيت يعيد نفس الأكاذيب ونفس الشعارات الجوفاء، ولا وزن لمبادئه أبداً”.

واعتبر نتنياهو أن “قيام حكومة يسار سيشكّل خطراً على أمن إسرائيل”، مشدداً: “لابد من إقامة حكومة يمين”.

فيما يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، في حديثه لـTRT عربي، أن اتهام نتنياهو للحكومة الجديدة بأنها حكومة يسار “غير دقيق”، مؤكداً أن “مكونات الحكومة التي يسعى بينيت ولابيد لتشكيلها تضمّ حزب يمينا المتطرف، وجدعون ساعر المنشق عن الليكود، بالإضافة إلى حزب إسرائيل بيتنا العنصري”.


فمَن نفتالي بينيت المرشَّح لأن يكون خلفاً لنتنياهو؟

نفتالي بينيت (49 عاماً) هو رجل أعمال سابق وصاحب ثروة تُقدَّر بالملايين، يقود حزب “يمينا” المؤيد للاستيطان وضم إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية المحتلة، كما يدعو إلى سياسة متشددة حيال إيران.

كان بينيت جزءاً من حكومة بنيامين نتانياهو التي انهارت عام 2018، وشغل منذ عام 2013 خمس حقائب وزارية، كان آخرها وزارة الدفاع عام 2020، كما كان جندياً سابقاً في القوات الخاصة.

أقصاه نتنياهو ولم يطلب منه الانضمام إلى حكومة الوحدة التي تشكلت في مايو/أيار الماضي، رغم عقيدتهما المشتركة.

خدم بينيت في وحدة “سايريت ماتكال” مثل نتانياهو، ودخل السياسة بعد بيع شركته التكنولوجية الناشئة مقابل 145 مليون دولار عام 2005، ثم أصبح رئيس مكتب نتنياهو في العام التالي، وكان حينها لا يزال في المعارضة.

بعد تركه مكتب نتنياهو أصبح رئيس مجلس الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وغزة عام 2010، وهو المجلس الذي يعمل لصالح المستوطنين اليهود.

بعد توليه مسؤولية حزب البيت اليهودي اليميني المتشدد عام 2012، نجح في تعزيز حضوره البرلماني بأربعة أضعاف، عقب الإدلاء بسلسلة تصريحات نارية حول الصراع مع الفلسطينيين.

في عام 2013 قال إنه “يجب قتل الإرهابيين الفلسطينيين لا إطلاق سراحهم”، كما قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال لأنه “لم تكُن هنا دولة فلسطينية”، وإن “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حلّه”، إذ يُعتبر من أشد المعارضين لقيام دولة فلسطينية.

في عام 2018 أعاد تسمية حزب البيت اليهود باسم “يمينا”.

يصفه إيفان غوتسمان، العضو بمنتدي السياسة الإسرائيلية، بأنه “النسخة المصممة خصيصاً للجمهور الإسرائيلي الذي يسعى بشدة لتغيير نتانياهو”، وفق تصريحه لوكالة الصحافة الفرنسية.

يرتكز يائير لابيد في نجاحه على بينيت، الذي يستحوذ حزبه يمينا على ستة مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، وهو ما يكفي ليجعله صاحب القول الفصل في تشكيل الحكومة الجديدة.

وأمام لابيد حتى مساء الأربعاء القادم لحشد أغلبية 61 نائباً وتشكيل ائتلاف حكومي بدعم من بينيت، سيشكل نجاحه الضربة القاصمة لنتنياهو ويطيح به من السلطة نهائياً.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: