نواصرة منتقدًا التعديلات: “التربية والتعليم” مستهدفة بالإفشال بكثرة تغيير وزرائها

نواصرة منتقدًا التعديلات: “التربية والتعليم” مستهدفة بالإفشال بكثرة تغيير وزرائها

أكد أن تغيير أربعة وزراء خلال عامين ودمج وزارة التربية والتعليم العالي مخطط ممنهج ومؤامرة على التعليم في الأردن

عمّان – البوصلة

انتقد نائب نقيب المعلمين السابق الدكتور ناصر نواصرة، في تصريحاته لـ “البوصلة“، استمرار نهج تغيير الوزراء بشكلٍ عام، ووزراء التربية والتعليم بشكلٍ خاصٍ، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ هذا النهج له أثر كبير جدًا وانعكاسات سلبية على أداء وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي اللتين تمثل عملية دمجهما مخططًا لإفشال عملهما.

ولفت نواصرة إلى أنّه في “أقل من عامين نتحدث عن تغيير أربعة وزراء، والحقيقة هذا يؤشر على أنّ الوزير لم يمكث سوى خمسة أو ستة شهور، وكل وزير يرغب بالتعرف على مرافق الوزارة وأقسامها وطريقة عملها، أعتقد أنه يحتاج على الأقل إلى ثلاثة شهور، فإذا ما تبقى له شهران، فماذا سيفعل خلالها، خاصة وأنّ هذه وزارات سيادية عملها مبني على التخطيط الإستراتيجي بعيد المدى والإستراتيجي، سيما ونحن نتحدث عن الأجيال جميعها المرتبطة بهذه الوزارة السيادية”.

وأضاف، “أن تغيير الوزراء بين الفينة والأخرى، هو ضد استقرار القرار التعليمي، ويؤثر على تنفيذ الخطط التعليمية وتطوير أدواتها وبرامجها ومبادراتها وهذه كلها تتأثر، لا سيما وأن الوزارة تنقصها المهنية، ويسيطر عليها العقلية الانتقامية بعد ما جرى مؤخرًا مع نقابة المعلمين واستعداء الكبير للنقابة والمعلمين الناشطين”.

د. ناصر نواصرة: وصفة دمج وزارة التربية بالتعليم العالي إنما هي وصفة لإفشال عملها

ولفت إلى أنّ “العقلية الانتقامية والتصرفات الانتقامية أخذت حيزًا كبيرًا من أداء الوزارة ومسؤوليها المختلفين”.

الوزير في ظل اتساع مسؤولياته ضمن وزارتين كبيرتين جدًا وممتدتان في كافة مناحي المملكة في قراها ومدنها وبواديها، فإنّه لا يستطيع أن يتابع كل مفاصل العمل، وسيشكل هذا عبئًا أكبر بكثير من أن يستطيع الوزير أن يتابعه.

وعبّر عن أسفه من أنّ وصفة دمج الوزارتين إنما هي وصفة لإفشال عمل الوزارة، والوزارات السيادية الخاصة تعنى بالتربية والتعليم والتعليم العالي وهذا يؤثر سلبًا بعيدًا عن الأخبار الداخلية التي تصبغ بصبغة الإنجاز وهي عبارة عن طمأنات فارغة أنهم ينجزون هنا وهناك، فيما التقارير الدولية تناقض كل ذلك، وفي كل يوم هنالك انحدارٌ لمخرجات التعليم.

تغليب الخصومة على مصلحة العملية التعليمية

وأشار نواصرة إلى أنه بسبب خصومة أحد الوزراء السابقين مع نقابة المعلمين الأردنيين أنهى مفعول وقيمة وقدسية ووزن ومصداقية امتحان الثانوية العامة، مجرد تخوف أحد الوزراء من نقابة المعلمين وردها على سلوكات وزارة التربية والتعليم، ذهب أحد الوزراء لإلغاء تصحيح أوراق الثانوية العامة، وذهب باتجاه إلغاء الأسئلة الإنشائية والكتابية، وذهب لخيار الاختيار من متعدد والتصحيح الإلكتروني وكل ذلك أدى إلى سوء المخرجات وأصبح الحظ جزءًا من علامة الطالب  وخياره.

واستدرك بالقول: في الوقت ذاته فإن أصحاب المعدلات المرتفعة من الطلاب في أغلبهم لا يكون المعدل ينبيء عن قدرة الطالب ومستواه الحقيقي.

تعديلات بانعكاسات سلبية

وقال نواصرة: بالعودة إلى وزير التربية وتغيير وتعديل الوزراء فإنه يؤثر على استقرار العملية التعليمية، ويؤثر على تنفيذ الخطط، وموظفنا اليوم الذي تنقصه المهنية، وما يزال يتعامل بالعقلية العرفية الانتقامية التي ذهب ضحيتها عشرات المعلمين بإحالات على التقاعد المبكر والعقوبات، دون سبب يذكر سوى مواقفهم النقابية وحقهم الطبيعي في التعبير عن رأيهم.

وأضاف: “الحقيقة اليوم المعلم يلاحق بسبب منشور، بسبب العقلية الانتقامية، والتي تأتي وكأن هناك هدف وضع هؤلاء الوزراء لهذه المدة المحدودة حتى يعلم علم اليقين أنه لا يمكن أن يغير من عمل الوزارة واستراتيجياتها شيئًا”.

وحذر نواصرة من أنّ “هنالك مؤامرة كبرى على التعليم في الأردن تُختصر بهذا السلوك الحكومي وهذه التغييرات المستمرة لوزارة سيادية بحجم وزارة التربية والتعليم إضافة إليها وزارة التعليم العالي”.

وختم بالقول: “إن استمرار تغيير وزراء التربية والتعليم يؤثر سلبًا على المخرجات، ويؤثر سلبًا على الوزارة ومسؤوليها ومرجعياتها وكلّ متعلقات عملها”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: