نيويورك تايمز: بينما تتشبث أوكرانيا بباخموت.. ما إستراتيجيتها وما المخاطر؟

نيويورك تايمز: بينما تتشبث أوكرانيا بباخموت.. ما إستراتيجيتها وما المخاطر؟

نشرت “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية أن أوكرانيا مصممة على الاحتفاظ بمدينة باخموت شرق البلاد لأطول فترة ممكنة، وتساءلت عن الثمن الذي ترغب كييف في دفعه للاحتفاظ بها وعن الأسباب التي قد تجبرها على الانسحاب.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن القوات الأوكرانية تجد نفسها في موقف غير مستقر وهي تتشبث بمواقعها في المدينة المنكوبة.

وأشار التقرير إلى أن روسيا شنت هجومها للسيطرة على باخموت في أغسطس/آب الماضي، ونادرا ما يهدأ القتال منذ ذلك الحين، ورغم أن أوكرانيا وضعت دفاعا صارما، فإن قوات موسكو حققت في الأسابيع الأخيرة مكاسب عرّضت الطرق الحيوية داخل وخارج المدينة للخطر.

ويقول الأوكرانيون إنهم دفعوا القوات الروسية خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى التراجع قليلا، مما قلل من خطر نيران المدفعية على طريق سريع رئيسي يؤدي إلى الجنوب الغربي من المدينة، موضحين أنهم يريدون الصمود لأطول فترة ممكنة، مما يؤدي إلى إضعاف القوات الروسية حتى لو لم يتمكنوا في النهاية من السيطرة على المدينة.

ومع ذلك، تقول نيويورك تايمز، إن هشاشة القبضة الأوكرانية على باخموت كانت واضحة منذ أسابيع، مشيرة إلى أن قائد إحدى وحدة المسيرات قال إنه وجنوده سينسحبون. ولم يتضح ما إذا كان ذلك من أجل السماح لهم بالراحة بعد معارك شاقة أم من أجل شيء آخر.

الإستراتيجية الأوكرانية

وقد قال فولوديمير نازارينكو نائب قائد الحرس الوطني الأوكراني أمس “تتمثل مهمة قواتنا في باخموت في إلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر بالعدو، كل متر من الأراضي الأوكرانية يكلف العدو مئات الأرواح”.

وقال العقيد سيرهي شيريفاتي المتحدث باسم القيادة الشرقية لأوكرانيا إنه من خلال صد الجيش الروسي في تلك المدن لفترة طويلة، تمكنت أوكرانيا من إضعاف القدرة القتالية للروس بشدة، مما مهد الطريق لهجوم مضاد ناجح في الخريف.

تكلفة عالية

وتعد معركة باخموت أطول هجوم روسي متواصل في الحرب. وقد عانى كلا جانبي الحرب من خسائر فادحة. ولم يكشف أي منهما عن أعداد الضحايا، لكن القادة الأوكرانيين يزعمون أنهم يقتلون ما يصل إلى 800 جندي روسي يوميا. ويقول مسعفون أوكرانيون في الجبهة إنهم يعالجون العشرات من جنودهم الجرحى كل يوم، في مؤشر على حدة القتال.

كيف يبدو القتال؟

وذكر التقرير عن سير القتال أنه يبدو أن الروس يعتمدون الآن على تسوية العديد من المباني بحيث لا يملك الأوكرانيون سوى القليل منها يلجؤون إليه لإطلاق النار على القوات الروسية.

وأضاف أن القتال مستمر خارج المدينة، حيث أقامت أوكرانيا حلقات من المواقع الدفاعية بهدف وقف الهجمات الروسية من الشمال والشرق والجنوب، والقوات الأوكرانية تستهدف العربات المدرعة الروسية في سهول مفتوحة وتختبئ في الغابات، وروسيا ترسل موجات من المشاة سيرا على الأقدام لاقتحام خطوط الخنادق الأوكرانية.

ويقول محللون إن موسكو -بسبب استمرار أوكرانيا في السيطرة على حوالي نصف منطقة دونيتسك- ستجد صعوبة على الأرجح لاستخدام باخموت كنقطة انطلاق لاكتساح المنطقة، وستتراجع الخطوط الدفاعية لأوكرانيا، ومن المرجح أن تستمر حرب الاستنزاف الشاقة، على بعد أميال قليلة إلى الغرب.

ومع ذلك، فإن طرد الأوكرانيين من شأنه أن يمنح الكرملين القدرة على الترويج للمعركة كنصر بعد أشهر من النكسات المحبطة.

(نيويورك تايمز)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: