حبيب أبو محفوظ
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

“هبة النفق” .. صاعق التفجير المقدسي

حبيب أبو محفوظ
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:


ما يزيد على ربع قرنٍ مرت على ما عرف بـ”هبة النفق” الشعبية، في 25 سبتمبر/ أيلول 1996م، حينها اندلعت شرارة انتفاضة شعبية سميت بـ”هبّة النفق”؛ احتجاجا على حفر وافتتاح سلطات الاحتلال النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك، كان ذلك التاريخ محطةً فاصلةً ومحوريةً من محطات الصراع المستمرة مع الاحتلال في القدس المحتلة، بل إنها مهدت لإندلاع انتفاضة الأقصى في 2000/9/27.
يُحسب للشيخ رائد صلاح بأنه أول من حذر من حفر نفقين تحت المسجد الأقصى المبارك، جاء ذلك قبل عامٍ من “هبة النفق”، من خلال عقد مؤتمرٍ صحفي وجه فيه نداء للعالم الإسلامي لمنع عمليات حفر نفقين تحت المسجد الأقصى، لعلم الشيخ صلاح بأن العدو يعد العدة للعمل بصورةٍ فعلية لإزالة المسجد الأقصى، وبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه.
خطورة حفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى، تكمن في تهديد أساساته، ومعالمه التاريخية، ومنذ ذلك التاريخ، ما يزال المسجد يتعرض لأبشع الاعتداءات، بأوامر مباشرة من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لا سيما رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، الذي أصدر الأوامر لرئيس بلدية الاحتلال حينها إيهود أولمرت بافتتاح النفق الذي يبلغ طوله 330 متراً، الأمر الذي أدى إلى تفجر موجة غضب عارمة أدت لاندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، وهو ما أسفر عن استشهاد 63 فلسطينياً، وجرح 1600 آخرين خلال ثلاثة أيامٍ فقط.
كانت جميع الظروف مهيأة لقيام “هبة النفق”، فالعمل يمثل جريمةً ضد المقدسات الإسلامية، وحفر النفق كان القشة التي قصمت ظهر البعير، نتيجة قيام الاحتلال بفرض وقائع جديدة على الأرض، أبرزها القيام بإجراءات حقيقية لتهويد المدينة المقدسة، وصولاً إلى ما نشاهده اليوم من محاولات فرض التقسيم الزماني، والمكاني على المسجد الأقصى، بهدف تقويض السيادة الفلسطينية في المسجد الأقصى، وإحلال المتطرفين الصهاينة لاجتياحه، وتغيير واقعه الديمغرافي.
منذ احتلال مدينة القدس شكّل المسجد الأقصى المبارك، برمزيته الدينية والروحية عنواناً عريضاً لشرارة الأحداث؛ وأثبت المسجد المبارك بأنه رافعة ثورية لجميع الهبات الشعبية التي غالباً ما تأتي بقرار فردي، دون الإطار التنظيمي، فهي تندلع عندما تفيض البراكين الكامنة في القلوب الممتلئة قهراً، أما الذاكرة الفلسطينية، فإنها ما تزال تختزل محطات تاريخية هامة، كانتفاضة الأقصى عام 2000، وانتفاضة القدس عام 2015، وهبة باب الأسباط عام 2017، وهذا يأتي ضمن مسار طويل ومعقد من مسارات الصراع الطويلة ما بين الحق والباطل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts