عبدالرحمن الدويري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هذا رأيي: التدخين حرام.. وأسرى السيجارة عصاة!!

عبدالرحمن الدويري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

♦ أقولها بوجع وإشفاق، ويعتريني حزن وأسى بلا حدود، أن يجترئ الناس بهذا العدد المهول من المدخنين، مسلمي، مصلين صائمين، مزكين، حاجين، متصدقين، مجاهدين – أن يجترئ كثير من هؤلاء على هذه المعصية المنكرة، بلا أدنى شعور، أو إحساس بالذنب، أنهم يبارزن الله بعصيان، مصرين عليه، بل ويجادل فيه كثيرون من أهل التدين، والاختصاص، والتدريس في الكليات الشرعية، والعاملين في الخطابة والإمامة، ممن ابتلوا به الآفة، فيخادعون أنفسهم، ويراوغون، في محاولة تسويغ ما يقترفون، فيضيفون إلى ما يقترفون، إثم إضلال ملايين من الناس، يأخذون عنهم ما يبررون به استمرار وقوعهم في الخطيئة، الجالبة لغضب الرب، وأذى الخلق!!

♦ ولا أريد أن أسرد مضار التدخين، التي تعج بها الكتب المواقع والمنشورات في المسوّغات العلمية والصحية للتدخين، بل سأقدمها بطريقة ربما لم تعرض بهذه الكيفية من قبل، وسأعرضها من باب الحس الشرعي البحت، في ضوء مقتضى الإيمان في المؤمن، وفي ذات المسلم من حيث هو مسلم: عبد ورب، سيد ومالك، آمرٌ ومأمور، وهل يستشعر المدخن حين يضع السيجارة بين شفته، أنه يعصي ربه ومالكه؟! عسى الله ينفع بها عباده، ليؤوبوا، فيرتقوا، فيكونوا في مستوى يليق بربوبية الله وألوهيته، أمره ونهيه وحكمه، وفي شرف العبودية له، والتسليم له برضىً وحب، فأقول  :

❇️ يؤخذ أمر الله تعالى بالتسليم، فليس بعد قول الله قول، وليس بعد حكمه حكم.

❇️ ويُضبط مزاج المسلم على مقتضى الشرعِ، ولا يُقولَب الشرعُ على مقتضى المزاج.

❇️ نصوص الكتاب والسنة صريحة، في تحريم كل خبيث وكل ضار، وتحليل كل طيب وكل نافع، والنصوص لا يجهلها المدخن.

❇️ الخبيث جنس يندرج تحته انواع من كل ما ثبت خبثه عقلا، وعلما، وفحصا، وتجربة.

❇️ ليس من وظيفة الشرع النص على كل خبيث وطيب، وكل نافع وضار باسمه الصريح، بل يضع القاعدة العامة، ويفتح الباب للقياس والاستصحاب، لوزن كل ما تنتجه البشرية في المأكل والمشرب، وكل ما يستجد في الحياة إلى قيام الساعة، على ميزان ما شرع، لتحقيق معنى الشمول، والواقعية، وخلود في الرسالة الخاتمة، وإلا اختلط الحابل بالنابل، وعمّت الفوضى، وبطل خلود الشريعة، وانتفى استيعابها لكل جديد، وكُذِّب الله تعالى في قوله: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ حاشاه حاشاه!!

❇️ حتى الحلال الطيب، إذا زاد تناوله عن حده، تحول إلى إسراف، لا يحب الله فاعليه، فإن بولغ به، حتى  أفضى إلى ضرر بالنفس أو بالغير، حَرُمَ على فاعله، وهو في الأصل حلال مباح.

❇️ والتدخين بإجماع العالمين: عاقلهم وجاهلهم، مؤمنهم ومشركهم، ملحدهم وكافرهم، إذا سئل عن تصنيفه: أطيب أم خبيث؟! أنافع أم ضار، لجزم بخبثه، وضرره على النفس والغير، والدولة والمجتمع، والمال والإرادة، والصحة والاقتصاد والبيئة.

❇️ فإذا سلمنا بذلك، فقد ثبت خبثه وضرره، وبالتالي ثبتت حرمته، فيحرم تعاطيه، وزراعته، وترويجه وتجارته، وكل كسب منه خبيث حرام، ومن فعل ذلك، فقد عصى وتعدى حدود الله، عامدا مصرا.

❇️ وهذا مسرد بسيط لنصوص ساطعة من الوحيين، أدرجها كنموذج للتدبر لا للحصر:

⬅️ قوله تعالى:﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ وخبث التدخين مجمع عليه عالميا، وهو الأهم!

⬅️ وقوله تعالى:﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾، ولا يشترط موت كل مدخن، فالموت قدر الجميع وإن تعددت أسبابه، لكن التدخين مساهم في مئات علل البدن، أمات أم لم يُمِت!!؟

⬅️ وقوله ﷺ:«إن الله كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ،» والمدخن مسيء لنفسه ولجلسائه وأبنائه، حتى للجنين في الأحشاء.

⬅️ وقوله ﷺ: «لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ». وضرر التدخين ثابت بالقطع واليقين.

⬅️ وقوله ﷺ: «مَن ضارَّ أضرَّ اللهُ بهِ، ومَن شاقَّ شاقَّ اللهُ علَيهِ»، وهذه التي يرهبها من يخاف الله ويخشاه حق خشيته، ويقدرُه حق قدره.

⬅️ ونهيه ﷺ إذ: «نهى عن الدَّواءِ الخَبيثِ»، فإذا كان هذا في حق المريض المحتاج -توهما- للاستشفاء بالخبيث، فما بالكم بالصحيح السالم، أن يتعاطاه؟

وحتى الاستثناء الواقع في حكم المضطر لشرب البول، أو الدم، أو أكل الميتة، فإنه اضطرار فيه نفع ناجز، يبقى على الحياة، وليس هذا بحال منطبقا على التدخين، لأنه -جدلا- لو أدرجناه في باب الاضطرار، لكان تعاطيه بالنسبة للمضطر، سبيلا مُنهيا ومُذهب للحياة، لا مبقيا عليها، ولا حافظا لها، لذا يخرج التدخين من الاستثناء، في إباحة المحرم للمضطر، من الميتة والدم والبول ولحم الخنزير.

⬅️ وقوله ﷺ: «إنَّ الخبيثَ لا يكفِّرُ الخبيثَ ولكنَّ الطِّيبَ يكفِّرُ الخبيثَ»، وهذا ظاهر جلي.

⬅️ قوله ﷺ: «إن الله تعالى فرضَ فرائِضَ فلا تُضَيِّعُوها، وحدَّ حُدودًا فلا تَعْتَدُوهَا، وحرم أشياء فلا تَنْتَهِكُوها، وسكتَ عن أشياءَ رحمةً لكم غيرَ نسيانٍ فلا تَبْحَثُوا عنها»، ومن حدوده ومحرماته التدخين، وهنا قد يتفلسف متفلسف، فيقول: التدخين من المسكوت عنه، وهذا لعمر الحق من التدليس، وسقم الفهم، وانطماس البصيرة، وإظلام القلب، واستلاب الإرادة، واستئسار صاحبها للتدخين، ليصير عبد شهوته.

 كما أن أبسط الناس معرفة، يدرك أن المسكوت عنه منحصر في حياة رسول الله ﷺ، حصرا، والحكمة من ذلك، خشية أن يفرض المسؤول عنه على المسلمين، فيُعنتَهم ويشقّ عليهم، ولا يستطيعونه، لذلك نص القرآن على هذا النهي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101 المائدة).

❇️ ومن أسباب نزول الآية ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسول الله – ﷺ – : “إن الله كتب عليكم الحج، فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه، حتى عاد مرتين أو ثلاثا، فقال ﷺ: من السائل؟ فقال: فلان. فقال: والذي نفسي بيده، لو قلت: نعم لوجبت، ولو وجبت عليكم، ما أطقتموه، ولو تركتموه لكفرتم “

❇️ لذا فقد حذر النبي ﷺ. ونهى عنه صراحة فقال: «إن أعظم المسلمين جُرْمًا مَن سأل عن شيءٍ لم يحرم، فحُرِّم لأجل مسألته» فلا ينبغي البحث عما سكت الله تعالى عنه ورسوله -ﷺ- في زمن الوحي لما أسلفنا.

❇️ أما الآن فالمؤمن مأمور أن يسأل عن ألف ألف مستجد، في المآكل والمشارب، والتعاملات والعادات والسلوكات، والمستوردات المادية والمعنوية، لمعرفة حكم الله فيها، بالرد إلى كتابه، وسنة نبيه ﷺ والسير فيها على هداه، تأدية لفرائضه، والتزاما بحدوده، وانتهاء عن محرماته، لقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾(7 الانبياء)

وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ (59 النساء)

وقوله ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾(83 النساء).

❇️ الأمر واضح لا يحتاج مزيدا من الجدل، ولا كثيرا من التحايل، وآن للعلماء الذين يخادعون الله، ويمالؤون الناس، أن يتوبوا، وآنَ للعلماء الربانيين، ولمؤسسات الإفتاء، أن يصدعوا بها صريحة، ولمجالس التشريع والقرار أن تنفذها وتمنعها بالقانون، مع باقي المحرمات كالخمور والمخدرات سواء بسواء.

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (57 يونس)

﴿قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾

هذا والله أعلم

اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts