هكذا كان عبدالله حجازي قائدًا للجيل ونمطًا فريدًا في التربية (فيديو)

هكذا كان عبدالله حجازي قائدًا للجيل ونمطًا فريدًا في التربية (فيديو)

عمّان – البوصلة

يسلط استاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري في حلقة جديدة من سلسلة “رمضان يجمعنا” التي تبث حلقاتها “البوصلة” تباعًا خلال أيام الشهر الفضيل، على شخصية قيادية تربوية هو المدير الأسبق لكلية الحسين عبدالله حجازي رحمه الله الذي وافته المنيّة خلال أيام الشهر الفضيل.

ويتذكر الشحروري مناقب الرجل وكيف كان يمثل نمطًا فريدًا في التربية لطلابه؛ حتى أنه أصبح قائدًا لذلك الجيل الذي تخرج على يديه كبار الأطباء والعلماء والمهندسين ورجال الدولة، فيما كان أثره التربوي كبيرًا جدًا عليهم فكان بمثابة أبٍ ومديرٍ ومربي استطاع أن “يضرب على أوتار قلوب طلابه فأحبوه حبًا شديدًا”.

يقول الشحروري: يوم أمس مساءً بعد الإفطار جاءني خبرٌ صادمٌ مفجعٌ هو وفاة أستاذنا أستاذ الجيل عبدالله حجازي مدير كلية الحسين في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، عليه رحمة الله كان نمطًا من مدراء المدارس العظماء والمجيدين كجودة التربية في ذلك الزمان، وجودة الجوّ والمربين.

وينوه إلى أن: عبدالله حجازي أستاذنا ووالدنا ومربينا وقائدنا، هكذا كان، وعندما كان مديرًا لكلية الحسين الثانوية، لما كانت أهم مدرسة ثانوية على مستوى التربية والتعليم في عمّان، هذا الرجل كان قائدًا وليس مجرد مدير.

ويتابع بالقول: كان حينما يواجهنا في طابور الصباح يملؤنا علمًا وأدبًا وصاحب سمت حسن، وصاحب حكمة عجيبة، وابتسامته لها معنى، وعندما يبتسم وهو راضً تعرف رضاه من ابتسامته، وعندما يبتسم وهو ساخط، تعرف سخطه من ابتسامته.

خليط أبوة وإدارة

ويشير إلى أنه كان مثالاً عجيبًا من الأبوة والإدارة، والعلاقة الرسمية، والعلاقة الودية، ويجمع هذا كله معًا حتى كان قائدًا حقيقيًا لجيلٍ اليوم يتسلم كثيرًا من مهام المجتمع الأردني.

ويتابع الشحروري بالقول: طلابه اليوم في عمر الستين وما يزيد على ذلك، نحن طلاب عبدالله حجازي، العبد الفقير ومعي أطباء كثر، ومهندسون كثر، ورجال أمنٍ كثر، وتجارٌ كثر، ونواب ووجهاء والسادة والقادة في مواضعهم، ومنا قادة العمل التربوي والجامعي، فنحن جميعًا حسنة من حسنات عبدالله حجازي.

ويضيف بالقول: الحقيقة أنّ عبدالله حجازي الأب والمعلم إن أراد منا شيئًا ألقاه على قلوبنا ومسامعنا في طابور الصباح، فيومًا قال لنا، سئل ديغول كيف استطعت أن تصنع فرنسا الحديثة، فقال لهم: كنت أن اردت من جيشي شيئًا كررته على مسامع الجيش حتى يصبح خلقًا فيهم.

ويستدرك: لذلك كان نفس عبدالله حجازي تربويًا إعلاميًا وعندما ترك كلية الحسين، أصبح الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم، كما كان كاتبًا في جريدة الدستور عليه رحمة الله، وكاتبًا موهوبًا.

وينوه بالقول: هذا عبدالله حجازي الذي ساعده الزمان والمكان، وكانت التربية والتعليم في زماننا في أوجها وكان لها قيمتها وكان الأب يأتي بابنه للمدرسة ويقول للأستاذ والمدير، “إلك اللحم ولنا العظم” إفعل ما تشاء وربيه كما تشاء.

ويتساءل: أين نحن اليوم من تلك التجربة، قالوا ممنوع الضرب في المدارس، وعبدالله حجازي ما كان يضرب، فكان يضرب على أوتار القلوب ولا يضرب وجهًا ولا يدًا ولا ظهرًا، ضرب على أوتار قلوبنا حتى أحببناه، وأحبه الذي يوافقه وأحبه الذي يخالفه.

قصة وعبرة

ويقول الشحروري: سأذكر قصة أريدها أن تشيع لم أذكرها قط وقد أصبحت في هذا العمر بعد 42 سنة على فراق كلية الحسين سأذكرها هذه القصة: يومًا من الأيام شغلوا لنا موسيقى لنصعد على الدرج بعد الطابور الصباحي على أنغام الموسيقي، وأنا كنت قارئ القرآن في المدرسة، وكنت في الإذاعة المدرسية ومعروف بأني شيخ في المدرسة، فلم يرق لي سماع الموسيقى وأنا صاعد على الدرج، فأسرعت لورقة من دفاتري، وكتبت عليها ملاحظة، قلت: يا مدير المدرسة نحن لسنا بقرًا تحلب على أنغام الموسيقى، وأنا أبن السابعةعشرة أو الثامنة عشرة في ذلك الوقت.

ويتابع، طويت الورقة ووضعتها في صندوق الملاحظات الموجود على باب الإدارة، وأنا لا أجزم من الذي أمر بهذه الموسيقى، ووضعتها ومضيت.

ويقسم الشحروري: أنّ هذه الموسيقى لم تتكرر بعد ذلك اليوم، فعبدالله حجازي لم يكن رأسه كبيرًا، بل كان تربويًا كبيرصا، وكان يقتنع بما يسمعه إذا كان محقًا كان يهتم بمشاعر طلابه وتربيتهم والنظرة التي ينظرها طلابهم بعضهم إلى بعض ونظرتهم إليه.

ويختم حديثه في هذه الحلقة بالقول: عبدالله حجازي، رجلٌ عملاق في الزمن العملاق، لا يجوز أن ننساه ولا ننسى أمثاله، رحمك الله أستاذنا عبدالله حجازي، واسأل الله عز وجل أن يجعلك من عتقائه من النار، وأسأل الله رب العرش العظيم أن يكرمك كما أكرمتنا ويعلي درجاتك كما علت درجاتنا وأكثر، في جنّة عرضها السموات والأرض، والحمد لله في الأولى والآخرة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: