هل تعلم؟!.. الجلسة العائلية الأسبوعية (شاهد)

هل تعلم؟!.. الجلسة العائلية الأسبوعية (شاهد)

عبد الحميد القضاة - هل تعلم

يقول الدكتور عبدالحميد القضاة في هذه الحلقة من سلسلة حلقات هل تعلم بـأن     أقرب أجزاء البيئة للطفل عند ولادته هم والداه؟،وهما يُهودانه أو يُمجسانه أو يُنصرانه، وهل تعلم أنهما يُثبتانه على فطرته الإسلامية، إذا قاما بواجبهما التربوي إتجاهه؟،وهل تعلم أن العلماء يقولون أن ثمانين بالمائة من ملامح شخصية الطفل تتبلور في الستة سنوات الأولى من عمره؟،وأن سلوكه في سني مراهقته إنما هي انعكاس لما زرعناه فيه في سنواته الأولى،ولهذا نقدم نصيحة لكل أب وأم، أن يخصصا جلسة أسبوعية لجميع أفراد العائلة، بغض النظر عن تفاوت الأعمار. ليجلسوا إلى بعضهم، يجلس فيها الزوج إلى زوجته وأولاده، ذكورا وإناثا، يقرأون ويتذاكرون ويتحدثون في شؤون الأسرة والتخطيط للمستقبل، قبل فوات الأوان، فإن فائدتها تظهر بالاستمرار والمداومة، فقليل دائم خير من كثير منقطع.

فلوعُقدت كل يوم جمعة، لمدة تتراوح بين الساعة إلى الساعتين، قُبيل الصلاة، لقراءة سورة الكهف ، والأدعية المأثورة ثمّ تفسير لآياتٍ منتقاةٍ، ثم قراءة من رياض الصالحين، أو قراءةٌ لأحد الأبناء من كتابٍ مختارٍ، مثل صفات الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو كتاب عن ذوقيات المسلم وما شابه ذلك، ثم سؤال الزوجة عن هموم الأولاد ومشكلاتهم خلال الأسبوع، لحلّها بالتحاور والتشاور بين الجميع، ثم لو تبعها إعلان سماح وعفو عن أي خطأٍ ارتُكب خلال الأسبوع إذا ذكره صاحبه من الاولاد، شريطة عدم العودة إليه، ثم الاطِّلاع على العلامات وبرامج الامتحانات للتعاون في تيسيرها، ثم الختمة بالصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مائة مرة.

الأمر يحتاج الى مثابرة وطول نفس من الوالدين، وستكونلذلك فوائد عديدة، منها أن يحفظ الجميع؛ صغارًا وكبارًا، سورةالكهف والأدعية المأثورة، ثم سماعهم بعض التفسير، ثم مجموعةٌ كبيرةٌ من الأحاديث النبوية ، كما سيعتاد كل واحد منهم ألا يخرج من البيت إلّا وهو على الوضوء، مع حفظ وتطبيق أدعية اليوم والليله، والأهم من ذلك أن الإعتياد على هذه الجلسة، يُخفف هموم الزوجة، ويحلُ مشاكل الأولاد أولاً بأول، ثم تعود الأبناء على الحوار منذ الصغر،علاوة على تصحيح المفاهيم الخاطئة، التي يمكن التقاطها من المدرسة أو الشارع، ثم إعطاء الجوائز التشجيعية لمنيتفوق ، بحيث يصبح كل عضو في الأسرة مطَّلعاً على برامج الآخرين لمزيد من التعاون في تنفيذها، ولمزيد من الجذب وتحبيب الأبناء بهذه الجلسه يجب أن تنتهي بغداء شهي لهم، أو رحلة ترفيهية إلى مكان يحبونه.

هذه الجلسة سُنة حسنة، يأتيكم خراجها في كل آن وحين. فكيف إذا نقلها كل واحد الى ابناءه وأحفاده؟، اجواء الجلسةالإيمانية، كفيلة بتراكم معلومات مفيدة عند فلذات أكبادكم، تساعدهم في الوصول الى بلوغ آمن، فيحفظ الله عليهم مراهقتهم، هذه الفوائد لا تُجنى من جلسة يتيمة أو اثنتين، بل لا بد من الاستمرار فيها ، والمداومة عليها أسبوعيا، مهما كان عمر الطفل صغيراً،أو عمر الأب كبيراً، فلا بد أن تبدأ وتستمر، ولا بد من كسر حاجز التردد، فكل أفراد الأسرة بحاجتها، فلقد ثبت أن لا شيء يجلب السعادة مثل الولد الصالح ، فالمال والجاه والمنصب أمور زائلة، فكم من غني ليس بسعيد، وكم من مشهور تنتهي حياتهالتعيسة بالانتحار، إذن فما بال الآباء منشغلين عن أولادهم ، حتى أصبحت تربيتهم نتاج الخادمات والإنترنت، والحصيلة تراجع يتلوه تراجع، ومزيد من الانفلات والانحلال.

ونصيحتي للآباء والأمهات، أن استفيدوا من هذه الجلسة غير المكلفة قبل فوات الأوان، وانصحوا لأبنائكم وحذّروهم مما يضرهم،فما أجمل ان يسمعوا مثلا النصائح المنسوبة للإمام علي كرّم الله وجهه وهم في سن صغيرة لتُساعد في نضجهم المبكر ومنها مثلا: “كن على حذر من الكريم اذا اهنته، ومن العاقل اذا احرجته، ومن اللئيم اذا اكرمته، ومن الأحمق اذا مازحته، ومن الفاجر اذا عاشرته،واعلم بأن الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فلا تضجر، فأبنائكم لن يشكوكم يوم القيامة أمام الله  لأنكم لم تسافروا بهم للسياحة،أو لأنكم لم توفروا لهم هواتف ذكية، أو لأنكم لم تلبسوهم ماركات،لكنهم سيشكونكم يوم القيامة أمام الله ،لأنكم لم تعلموهم كيف يعبدون الله ؟، ولماذا لم تعلموهم القرآن الكريم ؟، ولماذا لم تعلموهم السنة المطهرة ؟،فاعتبروا يا أولو الألباب.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: