هل تعلم.. التثقيف الجنسي.. ضرورة أم ترف؟ (فيديو)

هل تعلم.. التثقيف الجنسي.. ضرورة أم ترف؟ (فيديو)

عمّان – البوصلة

يقول الدكتور عبد الحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة من سلسلة حلقات هل تعلم بأن العادات والتقاليد تتحكم في معظمنا أكثر مما تتحكم فيهم أوامر الله ونواهيه؟،  وهل تعلم أن شرعنا العظيم قد أمرنا بتثقيف أبنائنا جنسيا بطريقة صحيحة، وعلى اسس دينية، لباسها التقوى وسياجها الشرع الحنيف؟، ورسولنا الكريم  دلنا على طريقة التنفيذ والتطبيق من خلال أحاديث صحيحة واضحة،لا لُبس فيها ولا غموض؟،وهل تعلم أن العالم الغربي قد استغل حيائنا وخجلنا المصطنع في هذا الأمر، فوضع برنامجا على مقاسه وسيطبقه عالميا بقوة الإتفاقيات الدولية والأمم المتحدة ونحن نتفرج؟، إذن لما لا نضع برنامجنا الخاص بمصطلحاته الإسلامية الصحيحة في مناهج وزارات التربية التعليم في بلادنا الإسلامية؟.

كثيراً ما تنم تساؤلات أبنائنا في المدارس والكليات والجامعات والنوادي عن مخزون من المعلومات الجنسية البحتة،ولكن بنفس الوقت تنم عن جهل عميق في ضوابطها الشرعية، وعلاقتها بكمال العبادة،! وهي مُستغربة لأنها تستوضح عن بدهيات، أحرى بهم أن تعلموها من والديهم ومعلميهم منذ صغرهم، ومقلقة لأنها بُنيت على أساس خاطئ، واستُقيت من مصادر غير منضبطة، ونتج عنها إنعكاسات سلبية على حياتهم، الأمر الذي يستوجب تدارك الحال؛ لتلافي هذا الإنفصام من واقعنا، وذلك بتثقيفهم بأسلوب تربوي هادف، ينسجم مع قيمنا الإسلامية ومبادئنا الأخلاقية وضوابطنا الشرعية، خاصة أن إدراك المشكلة وتشخيصها بشكل واضح ومباشر هو نصف الحل، بينما تجاهلها يمكن أن يؤدي إلى تفاقمها بصورة لا يصلح معها أي حل عند اكتشافها في وقت متأخر.

فلقد اقتضت حكمة الله أن وُضعت الغرائز في النفوس، وزُيِّنت الشهوات للناس، كما قال تعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء))، وأن فتنة الشهوات الجنسية من أشد ما يخشاه رسولنا الكريم على أمته حيث قال في الحديث المتفق عليه: (مَا تركْتُ بعْدِي فِتْنَةً هِي أَضَرُّ عَلَى الرِّجالِ: مِنَ النِّسَاءِ)،ولعظم هذه الفتنة ضمن الجنة لمن اتصف بالعفة وتحري الحلال في قوله ومأكله فقال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)”البخاري” فإذا كانت هذه المكافأة في مجتمع اسلامي، فكيف ستكون للصابرفي هذا العصر مع انفتاح المجتمعات على بعضها؟ حيث زادت وسائل الإثارة والإغراء، ووُظِّفت التقنيات الحديثة في استثارة الغرائز وتأجيجها، تنفيذا لمخططات أبناء صهيون التي ترمي إلى تدمير أخلاق الأمم والشعوب؛ ليسهل قيادها واستعبادها، وعليه أفلا نكون بحاجة إلى تثقيف جنسي آمن؟! يؤدي الى تربية جنسية سليمة؟

إن نظرة متمعنة لما يدور حولنا وفي مجتمعاتنا، تجعلنا نجزم أن الملتزمين ممن هم في سن المراهقة، يُعانون بصمت، من وطأة هذه المشاعر الجنسية!! ويتساءلون بحيرة أين هم من المباح والممنوع؟، فإذا بقي الحال على ما هو عليه، وتُرك هؤلاء الأبناء من غير دليل! فكيف سيتم إعدادهم لاستقبال هذه المرحلة الحساسة من حياتهم القادمة، بكل ما تحويه من متغيرات نفسية وجنسية وفسيولوجية؟، فالأم محرجة من أن تُحدّث ابنتها حتى في ضوابط الدورة الشهرية!، ويزداد حرجها مع الابن الذكر. والأب المنشغل دوما بأعماله، لا يلتفت لذلك. وهكذا بين الحرج والإهمال، تستمر المعاناة ويبقى الموضوع سرًا غامضًا، تتناقله ألسنة المراهقين همسا فيما بينهم، وهم يستشعرون الحرج، كأنهم يمارسون فعلا خاطئاً، يرتكبونه بعيدًا عن أعين الرقابة الأسرية!، لقد أفضى هذا المزيج المعقد بمراهقين أوقعهم جهلهم في الخطأ وأحياناً بالخطيئة.

 ومع الأسف يُشارك المجتمع المحافظ في تفاقم الأزمة بالصمت الرهيب، حيث لا تُقدم المناهج التعليمية أية مساهمة حقيقية في هذا الاتجاه، رغم كل الغثاء والفساد على شاشات الفضائيات،  الذي لا يُقدم ثقافة بقدر ما يُقدم صورا خليعة وحركات تهيج غرائز الشباب الهاجعة،هذه المشكلة العميقة التي تتوارى خلف أستار الخجل والجهل، وتطل علينا كل حين بوجه قبيح من الكوارث الأسرية، لا شك أنها تحتاج إلى العلاج والإصلاح. ولا بد أن ننطلق في ذلك من رؤية علاجية خاصة بنا، تتناسب مع ديننا الحنيف وثقافتنا الإسلامية. وأن نبدأ ببناء تجربتنا الخاصة رغم حقول الأشواك والألغام، وأن نطلب الحلول من أهل العلم دون تردد أو تكلف مصطنع، وهذا يحتاج إلى فتح باب للحوارعلى مختلف الأصعدة وبين كل المهتمين، لأجل مستقبل فلذات أكبادنا وسلامة أجيالنا .

لكل ما سبق؛ تتأكد لنا ضرورة التثقيف الجنسي الآمن،والمتفق مع شرعنا الحنيف، وأهميته البالغة. فالأمر ليس ترفا، انما هو ضرورة أخلاقية واجتماعية وسلوكية، أما برامج التثقيف الجنسي المتدرّجة الهادفة التي تصلح لبيئتنا الإسلامية،وما تحتويه من معلومات لكل الفئات العُمُريَّة المُستهدَفة، وجهات الإشراف عليها وكيفية تنفيذها، هذا الذي يجب أن نتميز به عن غيرنا، بحيث نستله من تعاليم ديننا الحنيف، ونمرره من خلال الوسائل التربوية المعاصرة، نبراسنا في ذلك كله السنـة المطهرة، وسياجنا تقوى الله عز وجل ثم الجدية والعلم الرصين .

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: