هل تعلم.. العطسه!! (فيديو)

هل تعلم.. العطسه!! (فيديو)

يتحدث الدكتور عبدالحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة من سلسلة حلقات تعلم عن العطسه فهل تعلم أن الممرات التنفسية في زورك مبطنة بمليارات الخلايا التي تفرز مخاطا لزجـا؟، وكل خلية مزودة بمائتى سوط ، كل سوط يضرب للخارج ما بين 10-20 مرة في الثانية، وعندما تتسلل العوالق الهوائية المحملة بالجراثيم والغبار مـــن الحـواجز والمتاريس الأنفية إلى الداخـــل بإتجاه الرئتين ،يحدث نوع من الإستثارة السريعة، تؤدي الى إنقباض شديد في عضلات البطن والصدر والحجاب الحاجز والحبــال الصوتيــة والحلق وجفون العين، لدرجة أن يخرج الهواء مضغوطا بسرعة ربما تزيد عن 100كــــم/الســـاعة(مثل الإعصار تماما)، وهذا ما ندعوه بالعطسة.

والعُطاس هو وسيلة دفاعية دماغية هامة، لتخليص المسالك التنفسية من الشوائب ومن أي جسم غريب يدخل بعمق عن طريق الأنف، فإن مجرد ملامستة لبطانة الأنف، تتنبه بسرعة عجيبة، آمرة الحجاب الحاجز بصُنع شهيق عميق لا إرادي يتبعه زفير عنيف جدا، وبالرغم من هذه الفوائد، كشفت دراسة طبية حديثة أن قوة العطس قد تثقب طبلة الأذن وتقصم الظهر وتودي بحياة الشخص، وذلك بجانب أنه ينشر ألاف الجراثيم مع الرذاذ، إذا لم يستخدم منديل على الفم لمنع انتشاره.

     وصحيح أن العطسة تؤدي الى طرد الآلاف بل الملايين من الجراثيم والذرات العالقة،وبالتالي تنظّف زور العاطس، إلا أن دراسات كثيرة اثبتت أن جراثيم الحلق قد تصل الى ستة امتار من العاطس، وكثيرا ما تُساعد على نشر الأوبئة؛ إذا لم يتخذ العاطس بعض الإجرآءت الوقائية، وخلال دراسة قام بها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا عن سبب حدوث العطاس، وتم نشرها في مجلة اتحاد الجمعيات الأمريكية للبيولوجيا التجريبية، تبيَّن أننا بحاجة للعُطاس لتنشيط التجويف الأنفي وجعله يعمل بكفاءة عالية من جديد.

        وأسوأ أسطورة صدقها الجيمع، هي أن القلب يتوقف لأجزاء من الثانية عند العُطاس، والحقيقة أن إيقاع ضربات القلب هو ما يختلف بسبب التغييرات في تدفق الدم خلال هذه اللحظة،والعُطاس رياضة، فمع كل عطسة يُشارك كلٌ من الحلق والصدر والحجاب الحاجز والبطن. فهو تمرين رياضي فعَّال لهذه الأجزاء، والعطسة الواحدة يخرج معها على الأقل 40.000 قطرة صغيرة من الرذاذ، كل قطرة ربما تحمل العشرات من الجراثيم ،التي تخرج من العاطس،  لهذا السبب،لابد للعاطس أن يستعمل منديلًا لتغطية الفم أو بظاهر كفه.

      وحال الشعور بحدوث العطسه يقوم الدماغ بإرسال رسالة لإغلاق العينين تلقائيًا ، وهو أمر طبيعي ولا إرادي، ولا يُمكن  منعه، والبعض يُحاول أن يحبس العطسة، أو يكتمها تجنبًا للإحراج في المجالس العامة، وخلال تواجده بين حشدٍ من الناس، هذا التصرف يُمكن أن يُسبب انفجارًا في أوعية الدم الدقيقة في العينين، وتمزق في غشاء الطبلة إضافةً إلى تقلصات في الحجاب الحاجز ومشاكل أخرى نادرة الحدوث، مثل النزف الدماغي.

           وقد أفادت دراسة بريطانية بأن العطاس ليس مسألة عفوية ، وإنما يُعبر عن شخصية العاطس ، وينقسم إلى أربعة أنواع ، العطسة الكبيرة القوية والحيوية ،  صاحبها يتمتع بشخصية قيادية، وأفكار عظيمة متفتحة، واجتماعية ومتفائلة ، وهناك العطسة الرائعة، التى يجتهد صاحبها فى خفض صوتها ، يكون شخصا ودودا، محبا للعشرة والأضواء، وهو شخص يمكن الاعتماد عليه وجدير بالثقة ، وأما العطسة الحذرة، فيتمتع صاحبها بالوقار والاعتدال فى شئونه، وعادة ما يعمد الى تغطية فمه أثـناء العطاس بيده أو بمنديل ، ويكون دقيقا وحذرا وعميقا فى تفكيره، وهناك العطسة المخيفة ذات الصوت القوى كأنه المدفع، وعادة ما يكون صاحبها سريع الحُكم على الأشياء وحاسما فى قراراته.

لا يُمكنك العطاس وأنت نائم، فخلال نومك، تستريح الأعصاب المسؤولة عن عملية العطاس حتى تستيقظ ، وأحيانا هناك حاجة لتكرار العطاس عدة مرات متتالية، والسبب أن الجسم يحتاج لعدة محاولات لطرد مسببات التهيج من بطانة  المجرى التنفسي ،ولأهمية كل ما سبق ركز الإسلام على أداب العُطاس ليمنع نقل الأذى للآخرين، فقد علّمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله وليقـل لـه أخوه أو صاحبه: يرحمــك الله فإذا قـال له يرحمـك الله فليقـــل: يهديكــم الله ويصلح بالكم“ (رواه البخاري)، ويقول يضا:إنّ الله يُحــبّ العـطـاس ويكـره التثاؤب،فإذا عطس أحدكم وحمِد الله تعالــى، كـان حقّـا عـلى كـلِّ مسلــم ٍ سمعـــه أن  يقول له : يرحمـك الله …“ رواه البخاري،وكأنه يُذكّره بأن الله قد رحمك من جراثيم متسللة، كادت أن تؤذيك،ولكن الله سلّم.

وقد رُوي أن ابا داوود السجستاني كان يملك درهما واحدا ،خرج في الظهيرة ليشتري به خبزا لعياله،وكان يشق مدينتهم نهر صغير،فسمع أحدهم يعطس في ضفة النهر الأخرى،فركب قاربا ليلحق بالعاطس ويقول له “يرحمكم الله”،وكانت أجرة الراكب درهما، فدفع كل ما يملك لُيطبق الحديث،وبعد أن قام بالواجب،تنحى إلى الظل ، وتذكر أنه لم يبقى معه ما يشتري به خبزا لعياله، فأخذته سنة من النوم، ورأى في ما يرى النائم،أنه محاطٌ بجمهرة من الملائكة،ويقول لهم كبيرهم “ألم تعلموا أن الله قد غفر لأبي دواود بدرهم”، تطبيق للحديث بوازع التقوى الذاتية،ومثل هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى”ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32الحج).

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: