هل تعلم.. حتى لا تجوع الطيور (فيديو)

هل تعلم.. حتى لا تجوع الطيور (فيديو)

إعداد وتقديم د. عبدالحميد القضاة – رحمه الله –

يذكر  الدكتور عبدالحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة قصة لأحد الصالحين، ولعله عبدالرحمن ابن عوف رضي الله عنه كان يربح دائما في أي شيء يُتاجر به ،ففكر بأن يُجرب الخسارة ليختبر نفسه،أتجزع أم تشكر، وكان له بستان من التمور في المدينة، ففكر أن يجنيه ولا يبيعه، بل يتركه هكذا، ومر به أحدهم واخذ شيئا من هذا التمر الذي يكاد أن يتلف ،هذا الرجل ذهب لزيارة مريض من الصحابة وهو على فراش الموت، فأطعمه مما معه من تمر، فشفي بإذن الله،ولما وجده الصحابة في اليوم التالي يسبقهم الى المسجد وفي الصف الأول، حمدوا الله على ذلك ،وسألوه ما الذي حدث؟، فأخبر الملاء أنه أكل من تمر ابن عوف، فما أن سمع التجار بذلك، حتى هرعوا الي تمر ابن عوف يشترونه باغلى الثمن، فسبحان الله العظيم الذي إذا وضع بركته في شيء، فعلت فعلا عجيبا بأمر ربها.       

وأما الرائعة الحقيقية، التي لا تكاد تجدها في الخيال والتي سجلها التاريخ،هي من روائع عمر بن عبد العزيز، واقعة لم تحدث في بلاد المسلمين المعاصرة التي ليس لها نصيب من الاسلام سوى الاسم والحروف،انما حدثت هذه القصة في بلاد المسلمين الحقيقية التي حكمت بشرع خالقنا جل في عليائه، حدثت في عهد الخليفة الاسلامي عمر بن عبدالعزيز، الذي حكم فقط بضعاً وثلاثين شهراً كانت أفضل من ثلاثين دهراً، نشر فيها العدل والإيمان والتقوى والطمأنينة، وعاش الناس في عز وخير وفير، وذات يوم فوجئ أمير المؤمنين بشكاوى من كل الأمصار المفتوحة (مصر والشام وأفريقيا…)، شكوى مفادها عدم وجود مكان لتخزين الخير والزكاة، ويسألون ماذا نفعل؟ فيقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أرسلوا منادياً ينادي في ديار الإسلام،أيها الناس من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فلْيُبْنَ له بيتٌ على حساب بيت مال المسلمين.

يا أيها الناس من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه، فلْيُشْتَرَ له مركب على حساب بيت مال المسلمين، ياأيها الناس من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه، فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين، ياأيها الناس من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين، فتزوج الشباب وانقضى الدين عن المدينين وبُني بيت لمن لا بيت له وصُرف مركب لمن لا مركب له، ولكن المفاجئة الاكبر في القصة هي أن الشكوى ما زالت مستمرة، بعدم وجود اماكن لتخزين الاموال والخيرات، فيرسل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى ولاته: “عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا”، فأُعْطُوا، والشكوى ما زالت قائمة، فقال وماذا أفعل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، خذوا بعض الحبوب وانثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع،حتى لا يقول قائل جاعت الطيور في بلاد المسلمين.

فهذا كله ثمرة تطبيق شرع الله في بلاد الله، خير للمسلمين والكفار والحيوان والطير.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: