هل تعلم.. حصّنوا أولادكم بسلاح إتق الله (فيديو)

هل تعلم.. حصّنوا أولادكم بسلاح إتق الله (فيديو)

يقول الدكتور عبد الحميد القضاة في هذه الحلقة بأن الله تبارك وتعالى أوجد للبشرية أسلحة شاملة؟، لكنها أسلحةٌ سلمية غير مكلفة، تُستعمل للتعمير الشامل لا للتدمير الشامل؟،يستطيع حملها الصغير والكبير،صالحة للإستعمال في كل زمان ومكان،دون أن تُسيّل قطرة دم من أحدٍ،وقد علمنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال ممارساته العملية، ومن خلال العديد من الأحاديث الصحيحة وهي مباشرة على شكل أدعية اليوم والليلة أوعلى شكل قصص مؤثرة،لو شُرحت لأطفالنا منذ الصغر من قِبل الأباء والأمهات والمعلمين والمعلمات،لتذكروها عند حاجتها،لأن التعليم في الصغر كالنقش بالحجر،يعني لا ينمحي مع الزمن،فإن قصّرت مناهج التربية والتعليم في دولنا الإسلامية،فما بال أولياء الأمور المباشرين من الأباء والأمهات يهملون ذلك؟،فرغم أن مردود الإهمال سيضر الأمة عامة،ولكن ضرره الأكبر سيكون عليهم في الدنيا والآخرة.

وإليكم هذه القصة التربوية العظيمة التى جاءت في صحيح البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم،علّنا نستفيد منها نحن وأولادنا، قال: انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ،فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ،(لاخلوي ولا دفاع مدني) فقال رجل منهم : اللَّهم كان لي أبوان شيخان كبيران ،وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما، فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجروالصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا فشربا غبوقهما،اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه .

فقال الآخر : اللَّهم إنه كانت لي إبنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها فامتنعت،حتى ألمت بها سِنة من السنين،فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ، حتى أذا قدرت عليها قالت: اتق الله ولا تفضنَّ الخاتم إلا بحقه  فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ،وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج، وقال الثالث: اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم،غير رجل واحدٍ ، ترك الذي له وذهب، فثمَّرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال  :يا عبدَ الله أدِّ إليّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال : يا عبدَ الله لا تستهـزئ بي،فقلت : لا أستهزئ بك، فأخذه كله، فاستاقه فلم يترك منه شيئاً ،اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة  فخرجوا يمشون  .

تأملوا هذه القصة العظيمة،هؤلاء عرفوا الله في الرخاء فعرفهم في الشدة قال تعالى ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ” وقال ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا”، فأولهم ضرب مثلاً عظيماً في البر بوالديه،وثانيهما ضرب مثلاً بالغاً في العفة الكاملة، حين تمكن من تحصيل مراده، ولكنه تركها طواعية عندما رمته بسلاح التقوى”إتق الله”،اما ثالثهم فضرب مثلاً عظيماً في الأمانة، فكان ما كان من استجابة الله لهم وقت الشدة،إتق الله، سلاح خارق مستقر في القلوب لمن يفهمه، استعملته العذراء في شدتها  “قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا”،ولكن ما هو هذا االسلاح السلمي السحريُّ غيرِ المحسوسِ؟، فقدعرّفه سيدنا عليٌ كرّم الله وجهه فقال :” الخوف ُمن الجليلِ، والعملُ بالتنزيلِ والقناعةُ بالقليلِ، والاستعدادُ ليوم الرحيلِ”، وقيل أيضاً : أن يُطاعَ فلا يُعصي ويُذكرَ فلا يُنسى وأن يُشكرَ فلا يُكفر”.

والسؤال هنا كيف وأين سيتعلم أبنائنا هذة القيم العظيمة؟،إذا خانتهم المناهج الدراسية، وانشغل عنهم الأباء بأعمالهم،والأمهات بموضاتهم وخلوياتهم،وتركن الأمر للخادمة؟،أيها المربون،وأخص هنا الأباء والأمهات بالذات، إنتبهوا لفلذات أكبادكم قبل فوات الآوان،فما حك جلدك مثل اظفرك،فالمال لن يسعدكم إذا كان إبنائكم بعيدين عن الدين الصحيح،فكونوا لهم والدين صالحين ليكونوا لكم صدقة جارية،يأتيكم خراجها الى يوم الدين.اللهم الهمنا الرشد والسداد في تربية أبنائنا منذ الصغر،واحفظهم لنا قرة عين في الدنيا،ومتعنا ببرهم في حياتنا، وأسعدنا بدعائهم بعد مماتنا، ربي إرزق ذرياتنا صحبة الأخيـار،وخصال الأطهار وتوكل الأطيـار،إنك على كل شيء قدير.


(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: