عبدالرحمن الدويري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل خدعتنا قطر في افتتاح المونديال؟!

عبدالرحمن الدويري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

عبدالرحمن الدويري يرد على جهاد الترباني

كان العنوان صادما للملايين ممن يحبون قطر ويتابعون المونديال، حيث وصلني المقطع الخاص بالأستاذ جهاد الترباني من أصدقاء كثر، يطلبون مني رأيي بما ورد فيه، فأرد على عجل، لكنهم ظلوا يطلبون مني ردا منهجيا، ما دفعني للانصياع لرغبتهم وتدوين هذا الرد.

محددات الرد: وفي البداية أحب أن أضع محددات لهذا الرد تتلخص بالآتي:

أولا: أني لا أعرف الأستاذ جهاد، ولا أعرف المخرج أحمد الباكر، قبل مشاهدتي لمداخلة الأول منهما، والذي شاع في مواقع التواصل، تعقيبا على المونديال، لذا تمهلت كثيرا قبل الرد عليه، وبحثت في سيرة الرجلين، فلم أعثر فيها على شائبة -فيما وقع تحت يدي من معلومات- وأظنهما على خير، سواء في الإطار الفكري أو المسلكي العلاقات والارتباطات.

ثانيا: أنني لا أشكك أبدا بنوايا الأخ جهاد، ولا أدرجه في قائمة الهجمة التي تتعرض لها قطر سياسة ونهجا، كما صرح بذلك البعض، وكذلك المخرج فهو عندي غير متهم مخالفا الأستاذ الترباني في رأيه به.

وإن أبعدنا في سوء الظن به فينبغي أن لا يعدو أنه تعجل، وربما أراد تسجيل سبق في أمر لم يتثبت منه، على وجه اليقين، فإذا هو يقع فيما اتهم به المخرج أثناء طرحه لرؤيته في حدث بهذه الأهمية والحساسية.

ثالثا: كان بودي أن أرد عليه بيني وبينه مباشرة، سرا بغير إعلان، لكن قراءته سبقت وجاءت علانية وشاعت، ولا يجدي في البيان مع العلن إلا العلن، خاصة أن تحليله هذا:

  1. شكل جائزة لمناهضي قطر ونهجها، وخدم بصورة حصرية الجبهة المضادة درى أو لم يدرِ؟
  2. وأنه أحدث خلخلة في القناعات لدى الكثيرين من عموم الناس الذين لا يتتبعون مجريات الامر بتفاصيلها.
  3. وأن فيه خذلانا لمن يقفون في صف مناصرة الحق، والقضايا العادلة للشعوب متجسدا في قطر.

رابعا: وأن مقصدنا من المداخلة إصابة الحق وتحريه، لا الجدال، ولا السجال، لذا فأنا لن أدخل مستقبلا في جدل حول المسألة، بقدر ما أجيب عن التساؤلات التي تردني. وحسبي أن يقرأ الجمهور الرد كاملا، ولا أدعوهم لتصديقي فيما أقول، بقدر ما أدعوهم للمقارنة بين وجهتي النظر: التي سمعوها من الترباني أطرحها الآن، ثم لهم الحكم والخيار. فالحدث يستحق، وقطر تستحق، والحقيقة تستحق، أن نبذل فيها هذا الجهد ومنطلقنا: { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُواْ}.

خامسا: وشير هنا أن الأستاذ جهاد بنى وجهة نظره على سوء الظن بالمخرج، بينما اخترت أنا أن أبنيها على حسن الظن في كليهما، والغرض تفكيك المشهد، وإعادة تركيبة من جديد.

  • تساؤلات بين يدي الرد:

وقبل الرد التفصيلي ليسمح لي الأستاذ جهاد والقارئ الكريم أن أطرح هذا التساؤلات التي أظن أنها تحمل إجاباتها لدى كل منصف موضوعي:

  1. إذا المخرج تآمر وخدعنا وخدم خصومنا كما زعم، فما مبررات هذه الهجمة المحمومة على قطر منذ شهور قبل وأثناء المونديال؟ ألم يكن الأولى أن يكيلوا لها الشكر والثناء؟
  2. وهل يمكن لحدث بهذه الأهمية، أن تخاطر الدولة القطرية، بوضعه في يد مخرج مغمور، وتدير ظهرها، وتنام، ثم تقبل عمله وقد تلاعب بها، دون تدقيق ولا مراقبة مفترضة لأدق التفاصيل؟
  3. ما مصلحة المخرج ابتداء؟ ومن يخدم ؟ وما عائد ذلك عليه، لا يجده في بلده قطر؟ ولماذا يخاطر؟  وما الذي يستحق المخاطرة بالنسبة له؟!
  4. وبما أن الأستاذ الترباني حكم من البداية، بأن المخرج متورط بالمخادعة بناء على وجهة نظره، بناء على تخميناته، لا على حقائق دامغة، فماذا لو ظهر أنه مخطئ في تقديره وقراءته ؟ كيف يخاطر بلقاء الله بهذا البهتان؟!
  5. ما قيمة هذا الخيال الذي سرح الترباني بنا فيه، إذا كان ليس في دائرة وعي أو اهتمام المتلقي العربي أصلا؟ باعتباره مادة غير قابلة للتفاعل بالنسبة له، كونه يجهل هذه التفاصيل، ولا تحدث عنده أي ردة فعل، لو أنها ظلت في دائرة التجاهل؟
  6. وما قيمة هذه التفصيلات والتنبيشات، في دائرة الجمهور البعيد، المعبأ أصلا بالسلبية، والازدراء، لكل ما هو عربي؟! وماذا يمكن أن تضيف له؟
  7. وهل يعقل أن 500 مليون عربي و2 مليار مسلم لم يفطنوا لهذه الخدعة اللئيمة، وفطن لها الأستاذ جهاد، فخرج على الدنيا بهذه الديباجة العجيبة؟
  8. ولنأت الآن للمحاور والتهم التي أذاعها الأستاذ جهاد بالتفصيل:
  9. أولا : المثل (مورغن فريمن): هل كان اختياره في سياق تآمري كما زعم الترباني؟ أم في سياق إبداعي كما أزعم أنا؟ فدعونا  نرى بتجرد:
  10. كان مأخذ الأستاذ الترباني على  الممثل الأمريكي آتٍ من ثلاثة ملاحظ:
  11. ü     الملحظ الأول: أنه مثل دور الله في أحد الأفلام، وهنا شرق وغرب في الاتهامية.
  12. ü     الملحظ الثاني: أنه متهم بالتحرش، وفعل هنا ذات الفعل في تعظيم السوداوية والاتهامية.
  13. ü     الملحظ الثالث: أن الحوار جسد صورة خلق الله لآدم للفنان الإيطالي في الكنيسة الكبرى في الفاتكان، وأنه مثل فيه دور الله المتفوق المنقذ (رمزا للغرب)، بينما مثل غانم المفتاح دور المعاق المحتاج للمساعدة والعطف (رمزا للشرق)، في وصلة سفسطائية؟
  14. الرد التفصيلي علا الملاحظ الثلاثة:

دعونا نناقش الملحظ الأول ونفككه بهدوء، ونعيد تركيبه، وهو تمثيل مورغن فريمن لدور الله، وأن هذا يقدح في اختياره هنا في حفل الافتتاح للمونديال، ويقع في دائرة المخادعة فنقول:

  1. إن التجسيد والحلول عقيدة عند القوم: كبارهم وصغارهم، علماؤهم وعامتهم، أحبارهم  وقسسهم، وأن هذا وارد في الإصحاح والأسفار، والمزامير بكل نسخها!!
  2. وأنه ليس لله عندهم أي تبجيل كما هو في عقيدتنا، وهو عند أكثرهم متهم بشقاء البشر، والتسبب بمعاناتهم، يخاطبونه خطاب رجل لرجل، يمثلونه، يوبخونه، يعاتبونه، بل ويصارعونه!! فسيدنا يعقوب عندهم صارعه ثلاث مرات وأثر الصراع في عينه، وأنه لم يفلته حتى طلع الفجر، وحتى باركه وبارك نسله، وأعطاه الوعد بالأرض المباركة، وكلهم في هذا سواء.
  3. لكن المؤسف، هو استفزاز الترباني للناس باستحضار شخصية صاحب الرسوم المسيئة للنبي ﷺ وهذا تدليس، لاختلاف السياق، وغرضه –بتقديري- تعبئة الناس لقبول الرواية التآمرية التي أطلقها علما:
  4. أننا كنا سنوافقه ونتهم قطر لو أنها جاءت به فعلا مكان الممثل مورغن، لأن الرسول ﷺ خاصتنا نحن، والإساءة إليه إساءة مباشرة لكل مسلم على وجه هذه الأرض، وهذا مختلف عن كون الممثل، قد جسد صورة الله، فقد أسلفنا، أن آلهتهم، لا تعنينا من قريب أو بعيد.
  5.  إذ لكل أمة في الأرض تصورها الخاص عن إلهها، تراه وتربى عليه أجيالها، ولا يمنعنا اعتقاداتهم لأنفسهم، من التعامل معهم وتحقيق سنة التعارف بيننا وبينهم، والتي هي مدار اللقطة الافتتاحية.
  6. ت‌-  كما أن المسلمين خالطوا عبر التاريخ كل الأمم والشعوب، وهي على معتقداتها: كالهندوس، السيخ والبوذيون وعبدة الفئران والفرج والشمس، وغيرهم، ولم يشكل التنافر بيننا وبينهم أو التشابه في بعض الطقوس حساسية بمقدار هذا الإغراق الذي أخذنا إليه الترباني!!!
  • ولنذهب الآن للجواب عن الملحظ الثاني: أن (مورغن فريمن) متهم بالتحرش؟؟

وهنا نقول:

  • ما الجديد في الأمر أيضا؟! فمفهوم التدين عندهم ليس كما هو عندنا أيضا، والشيوع بالفاحشة هو ثقافة المجتمع الغربي، التي تستشري بشكل سرطاني، ارتكس بهم إلى ما دون الحيوانية، حتى مسخهم، وبات يهدد وجودهم.
  • كما أن الفضائح الجنسية -حصريا- مستشرية في كل القطاعات العامة لحياتهم، بما في الحكومات والكنس، وما قضية الرئيس الأمريكي (كلينتون مونيكا) بغائبة، وما قصة القس (جيم سواغرت) المشهور، الذي ناظره المرحوم (أحمد ديدات)، عنا ببعيد،
  • هذا عدا فضائح أكثر 1700 من آباء الكنيسة، الآن في الغرب، حسب مصادرهم، متهمون بالاعتداءات الجنسية على أطفال قُصر من الجنسين، عدا عن القبور الجماعية للسقط من المواليد بالحرام المدفون في حدائق الكنس.
  • الحقيقة أن العكس هو ما حصل في قطر.
  • لقد نسف المونديال الصورة النمطية للعربي في الثقافة الغربية فهو عنهم:  جنسي.. همجي .. إرهابي!!
  • لقد فرضت قطر إيقاعها هنا، وقلبت الطاولة، وفرضت قانونها على أرضها، وحمت حرمها،  فمنعت الخمر، ومنعت شارات المثلية، وتعقبت بكاميراتها لابسيها في الملاعب والمرافق، حتى في مستوى الرسميين، وألزمتهم حدودهم، ونقلتهم للمطارات وأعادتهم لبلادهم، ومنعت الخمر، وغاب التحرش لأول مرة في تاريخ البطولات، وكانت نسختها استثنائية، بلا منازع خالية من السكارى والمتحرشين، ذكر المشاركون بذلك بأنفسهم، وتناقلته وسائل إعلامهم، لبست نساؤهم الحجاب ورجالهم البشت، وهتفوا باللغة العربية، قرؤوا عن الإسلام تعريفا بكل لغات العالم، ورأوا على أرض الواقع أنهم كانوا مضللين، ورجعوا إلى بلادهم سفراء للحقيقة.

هنا الإبداع القطري برأيي:

لقد كان اختيار (مورغن فريمن) إبداعا فريدا، ولم يكن مؤامرة وخدعة في ظل ما أسلفناه، وله مثيل في تاريخ الإسلام جاء مجسدا بإبداعة عمرية، إذ لما أسلم الفاروق رضي الله عنه، أرد أن يغيظ قريش وقبائل العرب، فسأل: من أنقل قريش للحديث: فقالوا ((جميل بن معمر الجمحي)) فأخبره عمر بإسلامه، فطار بها جميل في الآفاق شعاعا، حتى علم القاصي والداني بالخبر، وفأغم به الكثيرين، وشفى صدور قوم مؤمنين.

وفي حياتنا اليوم نرى أن الذي يملك محلا لنتف الدجاج مثلا أو بقالة أو مصلحة، رأيناه يعمد إلى شخصية مشهورة بنظره، ولها متابعين على السوشال ميديا، فيدفع له مقابلا، ليظهر في فيديو أمام محله أو يروج لسلعته.

وهنا كان إبداع قطر.. أنها اختارت ممثلا مشهورا، لا يعنيا من شأنه ولا مسلكه إلا أنه مشهور في قومه، وله عندهم قبول وحظوة وذيوع، ليسوق روايتها للتاريخ: عقيدة وهوية وحضارة، من وجهة نظرها، وليس علينا شيء من سوء مسلك الناقل أو معتقده الذي ألفوه في بلادهم وهو قانون حياتهم، بينما يرفضه عموم الأمة عندنا، لككنا استثمرنا في مشاهيرهم، لنقل روايتنا ورؤيتنا للحياة، ونجحنا أيما نجاح وأبهرنا أيما إبهار، أحدثنا الصدمة.

وقلنا من البداية أن حدثا بهذا الحجم لن تتركه الدولة بيد مخرج مغمور !!!

الرد على الملحظ الثالث: المشهد الحواري بين غانم الفتاح  ومورغن فريمن.

وهو المشهد الذي حاول الترباني ربطه –كرها- بلوحة  الفنان الإيطالي (مايكل آنجلو) والتي تجسد خلق الله لآدم، وهي لوحة من تسع لوحات، تزيين سقف (كنيسةِ السيستين) في الفاتيكان، رسمت بناء على طلب البابا (بولس الثالث).

وهنا نجد الخيال الذي شطح به الترباني بشكل صادم أيضا:

  • فهل من المعقول أن نصاب بالهلوسة إلى هذا الحد؟!
  • هل مجرد التشابه بين مشهدين، -ولو كان قريبا أو بعيدا- يمكن أن يأخذنا إلى هذا المدى من التمحُّل والشطط والتحامل؟!
  • هل يمكن للجمهور الغربي أن يتهم لاعبيه، إذا رفعوا أصبع السبابة عند تسجيل الهدف أو وضعوا أيديهم عند آذانهم، وحذوا مناكبهم بأنهم تخلو عن ثقافتهم ودينهم، وقلدوا المسلمين؟!
  • ü     وهل يمكننا أن نحتفل بهذه الحركات لأنها تشبه شعائرنا الإسلامية فنحتفل بها؟

 لقد شنع ابن تيمة في كتابه منهاج السنة، على الشيعة، وقلل من عقولهم. لاشمئزازهم وكراهتهم لاسم عمر وأبي بكر وطلحة، وامتناعهم من التسمي بها، لمجرد أنها تشبه وتشاكل أسماء أهل السنة، وسرد الكثير من الأمور المباحة، التي تركوها لمجرد أنها تشابه أفعال أعل السنة، وليس هنا مكان بسطها وتكفينا الإشارة.

هل كانت هذه اللقطة الحوارية لنا أم علينا في الافتتاح؟ هل هي هدم للهوية؟ أم تجسيد للحضور والسبق العربي والإسلامي؟!!

  • تفنيد التهم المتعلقة بالتلاوة والترجمة:

 دعونا نسمع الجواب لكن بعد استكمال مآخذ الترباني على الحفل الافتتاح لأنها ذات علاقة صميمة برؤيته التي ساقها في محورين :

  1. المحور الأول: لماذا لم يتلو المفتاح القرآن تلاورة، وقرأه قراءة مع أن صوته جميل؟!
  2. المحمر الثاني:  لماذا تلاعب المخرج بترجمة الآية ؟؟  وهل كان هذا مراعاة لمشاعر الملحدين وخدمة لهم كما زعم؟

 وأؤكد هنا أنني -والله- مصدوم من هذا التعاطي مع المشهد، على بساطته، وقصر مدته في الافتتاح، وأتساءل:

  • ما العيب في أن تكون الآية قرئت قراءة، والسياق سياق حوار ونقاش، وليس في سياق مجلس تلاوة وتجويد، وضبط المخارج والغنة والإدغام والقلقلة والإخفاء؟
  • ما العيب مع أن لهذا الأمر سوابق في تاريخنا، ولم تثر هذه الزوبعة  التي أثارها الترباني، وتحديدا في فيلم الرسالة، ومشهد جعفر مع النجاشي مع اختلاف السياق، إذ يستوجب فيه الترتيل، ما لا يستوجبه هنا، لأن السياق هناك سياق ديني بحت، وهنا سياق احتفالي حواري بحت.
  • إن المقطع هنا لا يتجاوز 30 ثانية، ولا يحتاج لاستشارة لجنة الفتوى، كما يستدعيها حدث فيلم الرسالة، الذي انطوى على مخالفات منهجية وحقائق تاريخية، مرت مرور الكرام، مع ضخامة الحدث، دون أثر، وبقي أبداع الفيلم وسحره ونفعه للتاريخ والأجيال.
  • مع الإقرار أنه ربما سقط سهوا، موضوع حجب الموسيقى في 10 الثواني زمن التلاوة، مع أن طبيعة الموقف وسياقه يحتمل ذلك ويتجاوز عنه.
  • والآن هل حدث تحريف في الترجمة؟؟
  • ü    لنتتبع المشهد كاملا: 
  •  غانم ومورغان يجلسان على الأرض
  • ü     يتسائل مورغن:  كيف يمكن للعديد من بلدان بلغات مختلفة وثقافات مختلفة، أن تجتمع سوية إذا كان هناك طريقة واحدة هي التقبل…
  • يرد الفتاح بقراءة الآية وترجمتها:  لقد (تربينا) على ((الاعتقاد))  أننا ((مشتتون مبعثرون)) على هذه الأرض، كأمم وقبائل، لذا يمكننا التعلم من بعضنا البعض لإيجاد الجمال رغم الاختلافات..
  • فيرد مورغن: إنني أراه… أستطيع رؤيته.. ما يوحدنا هنا هي هذه اللحظة… أكثر بكثير مما يبتكر.. كيف يمكن أن نجعلها تدون لفترة أطول من اليوم فقط؟؟
  • فيرد غانم: مع التسامح والاحترام يمكننا العيش معا… تحت منزل واحد كبير هو بالعربي بيت الشعر.. هي الخيمة البدوية ،… أينما تم بناؤه فهو المنزل…  وعندما ندعوكم إلى هنا، نرحب بكم في منزلنا.. [ملعب( البيت) الذي بني على شكل خيمة عربية لهذه الغاية]
  • فيرد هوفن:  لذلك نجتمع هنا كتجربة واحدة كبيرة .. فالأرض خيمة نعيش فيها جميعا..
  • فيجيب غانم:  نعم وسوريا..  يمكننا إرسال الدعوة لجميع العالم للانضمام إلينا ..
  • ثم يقف ويأخذ بيده للانطلاق لإنجاز هذا الهدف الإنساني وتحقيقه

هنا نتساءل:

  • فمن أخذ بيد من؟ من هو المسيطر في المشهد؟؟ ومن هو الكاسب في النهاية؟!
  • لقد كان غانم المفتاح هو الأستاذ وليس مورغن .. كان ندا قويا لا ضعيفا منكسرا، لقد كان مورغن تلميذا، وكان الغانم أستاذا بكل المقاييس.
  • لقد أعطاه درسا قيما: أن ديننا يسبقكم بأشواط، بقيم الإنسانية والتعايش بين الشعوب على اختلافها، وهذه قطر نموذجا والتي فيها مئات وآلاف العلماء والخبراء والمبدعين، لكنها قدمت نفسها للعالم عبر شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في رسالة بليغة.
  • كما أن الموقف والحكمة تقتضي تجنب الترجمة الحرفية لأسباب:
  • أن الموقف هنا موقف حوار واستدلال، حول معنى التعارف، لا موقف تعليم وترجمة حرفية.
  • ولأن موقف التعارف يستدعي البحث عن المشترك، وتجنب إثارة المختلف فيه، وهي قاعدة قرآنية اجتماعية عامة مقررة في القرآن: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} وهذه الآية ركيزة وجوهر وشرط نجاح سنة التعارف بين الشعوب والأمم.

علما أنه لم يقل أحد أن افتتاح الحفل سيكون بالقرآن، عدا عن أننا خدعنا به، إذ لم يقل بهذا لا الدولة ولا الحكومة ولا القيادة، ولا هو مدرج أصلا على جدول الافتتاح، وإنما هي عنونة المواقع الإخبارية والصحفيين، في تغطيتهم للحدث، لا أكثر ولا أقل وبهذه تسقط الرواية التي ساقها الترباني من أساسها.

والحقيقة أن الذي افتتح المونديال هو أمير قطر بالبسملة، وبذات المضامين التي تضمنتها اللقطة الحوارية، عدا أن الأمير تميم كان قد أكد على ذات المضمون ومهد له في 20 أيلول ديسمبر2022 الماضي، من على منبر الأمم المتحدة، ونشرته الصحف الموقع الخاص بأخبار الأمم المتحدة في مؤتمر السلم والأمن، وأن الحدث غير مسبوق في الشرق الأوسط وأن قطر على صغرها كمساحة لكنها قادره على إنجازه بكفاءة، وستتجسد في رسالة التسامح والتعارف والسلم بين الشعوب، وأن ثقافتها الإسلامية قادرة على استيعاب ذلك كله.

 إذن هذا السيناريو، وهذا الإخراج كان عمل الدولة القطرية والقيادة القطرية، وهو شغل الدولة بكل مؤسساتها ذات العلاقة، وعلى رأسها الديوان الأميري وبإشرافه المباشر، والاتهام هنا يطال الجميع قيادة وشعبا، والسياق السياسي والتاريخي والشرعي والاجتماعي لقطر يأبى ذلك ويدحضه.

إن هذه القراءة التي قدمها الترباني تنطوي على اتهام لهذا الجهد الكبير الذي امتد أكثر من 10 سنوات، لينسفه في رؤية انطلقت من مقطع عمره دقيقتين، فهمه صاحب الرؤية بشكل مبتسر، بلا أدني شرط من شروط المصداقية، بشكل لا يليق بقطر، وهي تتربع على قمة هرم الشهامة والمروءة والنخوة العربية والإسلامية، عبر الثلاثين سنة الماضية، بشكل محلّق لا ينازعها فيه أحد.

  • لقد قد فجعنا الترباني بهذا الطرح، وليحتملني بهذه فأسأله: أما خشيت أن تكون هذه نزغة شيطان فتحذرها، فقد أمر الله رسوله ﷺ أن يقول: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين}.
  • •          وقال النبي ﷺ: “ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ، قالوا: وإيَّاكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ”.
  • إن ما جئته وهمٌ أو نزغة شيطان، ربما صادفت رغبة في النفس خفيت عليك، وليت صاحبها كتمها في نفسه، فأرح واستراح.
  • •          هل من العدل يا أخي أن نقيّم حدثا بكل هذا الإبداع، بكل ردود الفعل الإيجابية من عموم العالم ونخبه وزعمائه، بهذا المنطق المشبع بسوء الظن؟
  • لقد نهينا عن سوء الظن بالصلحاء، ونهينا عن التنقير في المسائل، ونهينا عن تحري الأغلوطات التي تبلبل الأفكار وتشتت الجماعات، نهينا أن نكون ظهيرا للأشرار على الأخيار، وقطر تتربع على ذروة الخيرة في كل قضيا الأمة.
  • •          وإن من بديع الفهم: “أن العالم يأثم بقول الحق إذا أتي في سياق يهدم فيه حقا آخر” هذا إذا افترضنا أن في هذه القراءة السوداوية شيئا من الحق.
  • لقد قدمت قطر ملحمة للتاريخ وللأجيال، علا فيها صوت الحق، ونصعت صورة الحقيقة.
  • •          لعبت قطر لعبة للتاريخ، فازت قطر وأبهرت، وسلبت الألباب، أفرغت عقولا وأعادت تعبئتها، مسحت صدورا وأزالت غشاوات، وطبعت طبعتها وبصمتها الوراثية، في ذاكرة أجيال العالم.
  • •          نعم لعبت قطر وفازت فلسطين وتسلمت كأس البطولة، وهتفت الدنيا باسمها، وتصاغر الباغي واضمحل، ورجع يجر أذيال الخيبة، ولم يلق خيرا، ثلاثون يوما حسوما،
  • إن هذا العمل الذي صدر عنك ليس من الوفاء في شيء.
  • ونصيحتي أخي وأنا أؤكد براءتك وسلامة دوافعك، بعد كل هذا، أن تمتلك الشجاعة للاعتذار، إن شرح الله صدرك، فأبصرت ما غاب عنك من المشهد، وأربأ بك أن تأخذك العزة بالإثم فتخاطر.، فإن تكون الأولى منك فهذا أملي ودعائي، وإن كانت الأخرى، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ووصيتي الأخيرة للجهة المنظمة في قطر:

أن تجمع أثر هذه البصمة، على الشعب القطري والعربي والإسلامي والعالمية، وتجمع كل ما قيل وكتب صوتا وصورة في سلسة من الدراسات البحثية، لأن هذا حدث غير مسبوق، وقد لا يتكرر لهذه الأمة أو للشرق جملة، في المدى المنظور، وأن تحفظه كحقائق للتاريخ في ذاكرة الشعوب، وأن تفتح عيون الحذر، وتحكم السير، وتخلص السعي بتمام التوكل، فقد فتحت العيون، وألفتت الأنظار، وكثر حاسدوها، كما كثر محبوها.

أو ستودع الله قطر سفينتها: شعبها وقيادتها: {بسم الله مجريها ومرساها} محفوفة برعاية الله وعونه، إنه معنا ومعها يسمع ويرى.

[email protected]

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts