هل ستشهد دورة التوجيهي المقبلة علاماتٍ فلكيةً؟.. خبراء يجيبون

هل ستشهد دورة التوجيهي المقبلة علاماتٍ فلكيةً؟.. خبراء يجيبون

الخبيرة التربوية بشرى عربيات لـ “البوصلة”:

– التوجيهي أصبح خاليا من الدسم بعد إلغاء مواد الحفظ واستمرار نمط الأسئلة الموضوعية.

– الوزارة تسعى لإرضاء الناس وإسكاتهم بالعلامات الكاملة والفلكية على حساب العملية التعليمية.

– نتائج التوجيهي ليست مؤشرًا على نجاح العملية التعليمية.

الدكتور فاخر دعاس لـ “البوصلة”:

– استمرار نمط الأسئلة الموضوعية في امتحان التوجيهي مستهجنٌ ومستغرب.

– العلامات الكاملة أمرٌ معيبٌ بتاريخ التوجيهي الأردني.

– لا يمكن تقييم مستوى طلاب التوجيهي سوى بالتنويع بين الأسئلة الموضوعية والمقالية

عمّان – رائد صبيح

طالب خبراء تربويون في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” وزارة التربية والتعليم بإعادة الاعتبار لامتحان الثانوية العامّة (التوجيهي)، وعدم الإصرار على نهجها الخاطئ الذي اقرته لظروف استثنائية بسبب الجائحة، مشددين في الوقت ذاته على أنّ نمط “الأسئلة الموضوعية” (الاختيار بين متعدد)، لا يفرز تقييما حقيقيًا لمستوى الطلبة بل على العكس فإنه يوقع الظلم على غالبية طلاب التوجيهي، على الرغم من أنّه يفرز بشكلٍ طبيعي بسبب طبيعته أعدادًا كبيرة من الطلاب الحاصلين على علاماتٍ كاملة مائة بالمائة واخرى فلكية.

وعبروا عن أملهم في أن لا يظهر خلال الدورة القادمة لامتحان التوجيهي مئات الحاصلين على علاماتٍ كاملة أو فلكية كما حصل في العامين السابقين، معتبرين ذلك إن حصل تراجعًا وانهيارًا في العملية التعليمية وأمرًا مخجلاً ومعيبًا بتاريخ التوجيهي الأردني.

التوجيهي أصبح خاليًا من الدسم

عبّرت المستشارة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” عن أسفها الشديد من أنّ امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” بات خاليًا من الدسم وخاليًا من الزخم بعد إلغاء مواد الحفظ في عددٍ من المساقات، وإصرار الوزارة على نمط الأسئلة الموضوعية (الاختيار من متعدد) الذي سيتسبب بظلمٍ شديدٍ للطلبة.

وقالت عربيات: “إنّ إصرار الوزارة على النمط ذاته يدفعنا كتربويين أن نتوقع نتائج مذهلة كما هي في العامين الماضيين، وربما أعلى من ذلك ، حيث حصل 78 طالبًا العام 2020 على معدل مائة، وكذلك الحال في العام الدراسي 2021 والعلامات الفلكية التي قاربت العلامة الكاملة 99% وكسور، الأمر الذي لم نشهده في تاريخ التعليم، ناهيك عن الأعداد الكبيرة للطلبة الحاصلين على معدلات فوق التسعين”.

وتساءلت: تُرى هل تمَّ تقييم نتائج هؤلاء الطلبة بعد التحاقهم في الجامعات؟ وهل أُجريت دراسة تبين مدى الفاقد التعليمي والسلوكي والتربوي لدى كثير من الطلبة في السنوات الأخيرة؟”، وأجابت بالقول: بالتأكيد لا”.

بشرى عربيات: وزارة التربية تسعى لاسترضاء الأهالي بعلامات كاملة لأبنائهم على حساب العملية التعليمية

وعبرت عن أسفها الشديد لسعي وزارة التربية والتعليم لتمرير “تجربة العام الواحد” قبل عامين عبر إرضاء الناس وإسكاتهم بعلامات أبنائهم المرتفعة، وترضيتهم بنتائج لا يقبلها العقل ولا المنطق.

ولفتت عربيات إلى أنّ النتائج المرتفعة لعامين متتاليين، والتي فاقت كل التوقعات، لن تسمح لأي تربوي متخصص الإعتراض على معدل المائة، ذلك لأن طبيعة الأسئلة تغيرت وصارت من نوع الإختيار من متعدد، محذرة من أننا مقبلون على مرحلة انحدار مستوى التعليم وتراجع مخرجات التعليم”.

وشددت على “أن النسب المرتفعة لا تشير إلى أن التعليم تطور فجأة، ولا تشير إلى أنَّ مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة قد ارتفعَ فجأة، مستدركة بالقول: “ولكن لتسويق أن التعلم عن بعد كان فاعلاً، وأنّ برامج الفاقد التعليمي نجحت”.

وخلصت عربيات إلى أنه “من المؤكد علمياً وتربوياً، أنَّ نتائج الثانوية العامة لم ولن تكون يوماً مؤشراً على نجاح المنظومة التعليمية، فقد تراجع التعليم في المدارس وفي الجامعات منذ سنواتٍ طويلة، وارتفع عدد حاملي الشهادات العلمية الناتجة عن عمليات التلقين والغش وغيرها من العمليات التي لا ترتقي بالمجتمع ولا بالأجيال الحالية والقادمة”.

لا مبرر لاستمرار نمط الأسئلة الموضوعية

بدوره عبّر الدكتور فاخر دعاس، الخبير التربوي ومنسق حملة الدفاع عن حقوق الطلبة “ذبحتونا”، في تصريحاته لـ “البوصلة” عن أسفه لاستمرار وزارة التربية باعتماد نمط الأسئلة الموضوعية (الاختيار من متعدد) الذي اقرته الوزارة خلال ظرف صحي استثنائي في جائحة كورونا، مشددًا أنه لم يعد من مبررٍ للاستمرار به بعد انتهاء الجائحة.

وقال دعاس: إنني أشعر بخيبة أمل واستغراب شديدٍ لأنّ الوزارة أعجبها هذا النمط في امتحان الثانوية العامّة واستمرت به ليس لأن نمط الامتحان السابق قبل الجائحة لم يعد يعجبها، بل فقط لأنها تعتقد أنها ستوفر بذلك مئات آلاف الدنانير، من أجور المصححين والمراقبين، ولكنّ ذلك سيكون على حساب العملية التعليمية وابنائنا الطلبة.

د. فاخر دعاس: القرار المتعلق بنوعية أسئلة التوجيهي قرارٌ سياسيٌ وليس قراءة واقعية للعملية التعليمية

وشدد دعاس على أنه لا يمكن تقييم الطالب من خلال اعتماد نمط واحد سواءً كان عبر الاسئلة الموضوعية أو المقالية، منوهًأ إلى أنّ الطريقة المثلى لامتحان التوجيهي بالدمج والتنويع بين النمطين.

وضرب مثالاً على الظلم الذي يقع على الطلاب من خلال اعتماد نمط محدد بالقول:حين نأتي بسؤال عن تعريف شدة التيار الكهربائي وهو سؤال بسيط جدًا فهل يجوز أن نضع علامة لهذا السؤال مساوية لسؤال عن قانون كيرشوف الذي يحتاج الطالب لحاله من ست إلى سبع خطوات وإن تسرع أو ارتبك في استخراج النتيجة النهائية وأخطأ في الاختيار تذهب منه علامة السؤال كاملة.

ولفت في الوقت ذاته إلى أنه وعلى الرغم من تخفيف الوزارة عبر وضع أسئلة تعبير وإنشاء بمساقات اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات، إلا أنّ ذلك ليس كافيًا لتحقيق التقييم الصحيح للطلاب.

وعبر دعاس عن أسفه من أن “القرار المتعلق باختيار نوعية أسئلة التوجيهي منذ الجائحة وحتى اليوم هو قرار سياسي وليس ناتجًا عن قراءة واقعية للعملية التعليمية وواقع الطلاب وانعكاسه لمستواهم الحقيقي”.

هل حققنا قفزة في العملية التعليمية؟

وقال دعاس: لا يعقل أن الطلبة كانوا قبل 3 أعوام لا يمكن أن يحصل أي واحدٍ منهم على علامة مائة بالمائة وفجأة أصبح لدينا 78 طالبًا يحصلون على مائة بالمائة، فهل حققنا قفزة في العملية التعليمية، طبعًا لا.

وتابع، “الإجابة على هذا السؤال نجيب عليها من خلال معرفة كمية النهوض بالعملية التعليمية، والآن يمكن أن يأتي وزير ويقول أنا لا اريد أن يحصل أي طالب على مائة بالمائة مثلما فعل الدكتور محمد الذنيبات،أو سيصبح الأمر تنافسًا بين وزراء التربية والتعليم من الذي يستطيع أن يحصل في فترة وزارته على عددٍ أكبر من الطلاب الحاصلين على العلامة الكاملة في امتحان التوجيهي”.

وختم دعاس حديثه لـ “البوصلة” بالقول: “أعتقد أنّ علامات المائة الكاملة والعلامات المرتفعة جدًا، امرٌ معيبٌ ومخجل في تاريخ التوجيهي الأردني، وبتصوري ليس هناك إنسان عاقل يتقبل أن يتكرر هذا المشهد مرة أخرى”.

بدء ظهور طفرة العلامة الكاملة في التوجيهي

يذكر أنّ إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم حددت في وقتٍ سابق من هذا العام  شكل وآلية إمتحان الثانوية العامة، الذي سيبدأ بحسب الجدول الدراسي في 30 حزيران 2022، وطبيعة الامتحان التي ستكون فيها جميع المساقات بنمط “الأسئلة الموضوعية” (اختيار من متعدد) باستثناء 3 مواد سيطرأ تغيير بسيط على شكل الامتحان فيها هي اللغة العربية مشترك والانجليزية والرياضيات، حيث سيكون فيها اختبار اسئلة مقالية وتوضع لها 40 – 50 علامة والباقي اسئلة موضوعية، فيما سيكون مبحث الرسم الصناعي 100% اسئلة مقالية.

يذكر أنّ حصول الطلاب على علامات كاملة مائة بالمائة غير المتعارف عليه طيلة العقود الماضية، بدأ بالظهور خلال العام 2019، ولأول مرة في تاريخ المملكة، حين حصل طالبٌ واحدٌ على العلامة الكاملة 100%، الأمر الذي أثار سخرية واسعة بين الأردنيين في حينه باعتباره أمرًا خارقًا للعادة، ثم تبعه في السنة الدراسية اللاحقة 2020 خلال جائحة كورونا الذي شكل طفرة بحصول 78 طالبا وطالبة على معدل 100%، ومن ثمّ العام الدراسي الذي يليه 2021 وحصول أعداد كبيرة من الطلبة على علامة 99% وإلى جانبها كسورٌ من خانتين.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: