هل سيشكّل “لقاء عمّان التشاوري” اختراقة جديدة في حل الأزمة السورية؟

هل سيشكّل “لقاء عمّان التشاوري” اختراقة جديدة في حل الأزمة السورية؟

عمّان – رائد صبيح

في الوقت الذي يواصل الأردن جهودة لجمع الأطراف العربية وتوحيد وجهة نظرها تجاه الحلول المطروحة للأزمة السورية خاصة من خلال اللقاء التشاوري الخماسي الذي سيجمع وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والعراق وسوريا سعيًا لإنجاح المبادرة الأردنية في هذا السياق، يرى مراقبون أنّ العقبات الكبيرة ما زالت موجودة وهي بحاجة لنفس أردني وعربي طويل في سبيل الوصول لحلول مرضية لجميع الأطراف.

وأكد المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الجهود التي يبذلها الأردن في توحيد الموقف العربي تجاه عددٍ من القضايا وخاصة فيما يتعلق بإعادة سوريا للحضن العربي هي جهود جبارة ومضنية واستثنائية، معبرًا عن أمله في أن يشكّل “لقاء عمّان التشاوري” المنعقد اليوم اختراقة جديدة باتجاه حل الأزمة السورية وعودة سوريا للحضن العربي ضمن تفاهمات ترضي جميع الأطراف العربية والأطراف السورية وتحقن الدم السوري.

ولفت الحوارات إلى أنّ الذي يخوض مثل هذا الغمار في إطار الخلافات العربية عليه أن يكون صاحب نفس طويل جدًا لا سيما وأنّ الثمار التي يمكن أن تكون مرجوة من هذه اللقاءات قد تكون بعيدة المنال ولن تتحقق خلال مدى قصير بل ستكون منظورة على المدى الطويل.

د. منذر الحوارات: قد نجد أنفسنا أمام فيتو عربي مبكر بوجه المبادرة الأردنية لحل الأزمة السورية بسبب تفتت المعارضة السورية والجماعات الإسلامية المنخرطة فيها

وأشار إلى أنّ المبادرة الأردنية تجاه الملف السوري التي اعتمدت شعار “خطوة بخطوة” حتى يستطيع الأردن تحقيق التوازن بين إرضاء الأطراف الإقليمية والدولية والأطراف العربية وكذلك أطراف الخلاف في الداخل السوري.

وأوضح أنّ المشكلة المتعلقة بالملف السوري لا تقف خلفها الأطراف العربية لوحدها فأكثر من ٩٠٪ من القضية السورية مرتبطة بالأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة بسوريا والتي لا تقبل بإعادة النظام السوري للإطار العربي.

وفيما يتعلق بملف اللاجئين الذي يعوّل الأردن من خلال التفاهمات على تحقيق اختراقة فيه أكد الحوارات أنه يمثل ملفًا معقدًا لا سيما مع غياب الثقة بين كلا الطرفين سواء اللاجئين أنفسهم أو النظام السوري، مع خوف اللاجئين من العودة دون ضمانات حقيقية قد يؤدي إلى محاسبتهم وسجنهم أو إعدامهم، ولذلك فإنّ عودة اللاجئين بطيئة جدًا.

أمّا فيما يتعلق بتهريب الأسلحة والمخدرات وأمن الحدود فأشار المحلل السياسي إلى أنّ هذا الملف معقد جدًا خاصة وأنّ المصادر تؤكد أنّه ملف مرتبط بجهات رسمية في النظام السوري، وهذه المصادر تؤكد أنّ النظام السوري يحصل على أكثر من ٦ مليارات دولار من هذه التجارة.

والأمر الأكثر خطورة برأي الحوارات هو ارتباط إيران بقضية تهريب الأسلحة والمخدرات والتي تحمل بالنسبة لإيران هدفًا إستراتيجيًا أكثر منه الحصول على العوائد المالية، ويتمثل في استهداف دول الخليج والأردن وتخريبها والسعي لإيجاد حالة من الفوضى فيها.

وختم الحوارات حديثه لـ “البوصلة” بالتأكيد على أنّ التوافق العربي تجاه الملف السوري بالغ الأهمية اليوم لا سيما وأنّ العديد من الأطراف المرتبطة بالمعارضة السورية هي من المليشيات والجماعات الإسلامية التي ترفض العديد من دول الخليج العربي أن تكون جزءًا من الحلّ في القضية السورية، الأمر الذي قد يجعلنا أمام فيتو عربي مبكر قد يزيد المشكلة تعقيدًا ويضع عقبات كبيرة أمام الجهود الأردنية المبذولة ويجعلها شبه مستحيلة.

بدء أعمال اجتماع عمّان التشاوري لبحث جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية

وبدأت، في العاصمة عمّان الاثنين، أعمال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا، بهدف البناء على اتصالات عربية مع الحكومة السورية وفي سياق طروحاتها، والمبادرة الأردنية للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

وبحسب “المملكة” يأتي الاجتماع استكمالاً للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن والعراق ومصر في جدة منتصف نيسان الماضي.

ووصل إلى مكان انعقاد الاجتماع في عمّان، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

ويأتي اجتماع عمّان قبيل القمة العربية المزمع عقدها في الرياض في 19 أيار الحالي، في الوقت الذي لا تزال فيه عضوية سوريا معلقة في جامعة الدول العربيّة منذ تشرين الثاني 2011.

واتّفق الوزراء العرب المشاركون في اجتماع جدّة على أهمّية تأدية دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في سوريا.

وعقب الاجتماع بأيام، زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء الأزمة في سوريا قبل 12 عاماً.

وخلال السنتين الماضيتين تتالت مؤشّرات التقارب بين دمشق وعواصم عربية عدّة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسيّة، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصليّة بين البلدين، وتونس التي عينت سفيرا في دمشق الشهر الماضي.

ومنذ وقوع الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة، في تضامن يبدو أنه سرّع عملية تطبيع علاقاته مع دول عربية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: