د. أحمد نوفل
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل من سبيل إلى بقاء واستمرار صحيفة السبيل؟

د. أحمد نوفل
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

الإعلام اليوم غدا أخطر وأهم أدوات التثقيف والتوعية وتشكيل الرأي العام والتأثير فيه، ولذا حرص المتمولون من أثرياء العالم أن يمتلكوا الصحف والمجلات وقنوات التلفزة لما لها من أثر، فبها سوّقت الرأسمالية والصهيونية نفسيهما.. وبها انتشرت المذاهب والنظريات والأفكار سواء كانت سياسية أم اجتماعية أم ايديولوجية أم سوى ذلك، وكم آلمني إذ تناهى إليّ خبر احتمال أو أقوى من الاحتمال عن إغلاق وتعطيل أو وقف إخراج صحيفة السبيل.

وأزعم أنها الصحيفة المعارضة الوحيدة في الأردن، وإن كانت معارضة ناعمة واعية مخلصة ناصحة أمينة صادقة، ولو كنّا أكثر رشداً لكان واجباً على الحكومة أن تدعمها ليبقى صوت راشد عاقل ناقد مخلص في البلاد يدعو إلى الإصلاح.

وقد كتبتُ في السبيل قبل أن تكون السبيل فكانت صحيفة بعنوان «الرباط»، وهذا ربما قبل أكثر من ثلاثين سنة.

ثم كانت السبيل الأسبوعية وما انقطعت عن كتابة المقال فيها، وقد استمر ذلك لسنين، وكل ذلك كان والحمد لله تطوعاً.

واليوم وإن كنتُ لستُ من الكتّاب لأني تفرغتُ لشأن رأيته مهماً وتأخرت عنه وفيه وذلكم هو تفسير كتاب الله، فقد توقفت لأتفرغ بطاقتي كلها لهذا المشروع، وأنجزت فيه عدداً من الكتب وتحت الطبع عدد.

أقول: اليوم إذ أقف متألماً أشد الألم -يعلم الله- بلا تزيّد أقول ولا تكلف: إنه أشد الألم، ولا يعلم قيمة غياب منبر إعلامي إلا من يدرك خطورة آلة الإعلام ووسائل الإعلام.

وقد درّستُ هذا منذ نصف قرن في الجامعة الأردنية.

وبعد،

أيها الأعزاء في الأردن العزيز، هل من فزعة لإنقاذ هذه الوسيلة المهمة لتوصيل الحق وتوعية الخلق؟

هل من اكتتاب، كل يكتتب بمئة دينار، فلو ألف شخص اكتتبوا فهذه مئة ألف تسير بها الصحيفة زمناً، واعتبروني أول المكتتبين، ومن لم يكتتب فليشترك، واعتبروني أول من يجدد اشتراكه، المهم ألا ينهار هذا البناء.

اعلموا أننا سنخسر كثيراً إن غاب هذا المنبر الواعي الصادق المخلص الأمين؛ فالسبيل كانت تنير للجماهير في الأردن وغيرها، كانت تنير السبيل، وتستقطب أقلاماً من داخل البلد ومن اليمن ومن الشام ومن العراق ومن فلسطين توأم الأردن بشقيها غزة والضفة ومن مصر والمهاجر، فهي كانت جامعة لكل الأصوات ولكل الاتجاهات والجهات.

كم محزن ومؤلم وممض ومزعج أن يتوقف هذا الصوت، أرأيتم إلى خطبة الجمعة التي شرعها ديننا للتوعية والتبصرة لا لاجترار المعلوم.. اهتماماً من ديننا بهذا الجانب.. صحيفة السبيل جزء من هذه الوجهة والمهمة.. أعني التبصرة والتوعية.

ولستُ مفتياً ولا عضواً في الإفتاء، ولكنّي أدلي بدلوي في الدلاء، ورأيي بين الآراء، فأقول: إني أعتبر إنقاذ هذه الصحيفة المعتدلة الملتزمة المتزنة العاقلة الراشدة المهمة، أعتبرها واحداً من أوجه الخير الداخلة في قوله تعالى في بيان مصارف الزكاة، قوله: {وَفِي سَبِيلِ الله} فهذه الصحيفة كانت تبين سبيل الله، وتدافع عنه وتحرسه وتناقش بالحجّة، أما موقفها من القضية الفلسطينية -وهي أقدس قضايا المسلمين- فموقف مشرّف، ولو لم يكن إلا هذا لكفى.

إخواني، يعلم الله أنّي أكره الإطالة والإملال والإثقال، لكني مملوء بالحزن والألم، علم الله، لذهاب هذا الصوت، وانطفاء هذا النور.

أكرّر النداء لأهل الخير والعطاء قائلاً: أتوقف السبيل ونحن أحياء؟

أملي بالله أولاً، ثم بجمهورنا الكريم وما طلب منّي أحد هذا، ولكني اقترحته من عند نفسي، ولنصدر جميعاً وسم: لن توقف السبيل، كلنا سندعم السبيل، الصوت الحر لن يسكت، أردن الخير لن توقف فيه كلمة الخير.

أحبابنا وأهلنا في أردن المروءة والشهامة، أكرّر القول إن هذا النداء من عند نفسي لم يطلبه أحد ولم أستشر فيه أحداً لكنه رأي ارتأيته، وأرجو أن تتبنّاه همم الكرام الرجال الرجال لتبقى الكلمة الحرة ويبقى سندها هذا الشعب الوفي الواعي.

حيّا الله السبيل وكُتّاب السبيل وأبقاها مناراً ينير لنا السبيل، ونسأل الله ألا يلحق بها التعطيل!

والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته يا شعبنا الأصيل!

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts