هل نصبت الحكومة فخًا؟.. تواصل الجدل حول التعرفة الكهربائية الجديدة

هل نصبت الحكومة فخًا؟.. تواصل الجدل حول التعرفة الكهربائية الجديدة

البوصلة – خاص

تواصلت حالة الجدل والنقاشات في الفضاء العام بين الأردنيين حول التعرفة الكهربائية التي أعلنت عنها الحكومة، مع رصد الشرائح المستفيدة والمتضررة والأعباء التي ستفرضها على المواطنين والاقتصاد في ظل أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة.

وتباينت النقاشات بين من يؤكد أن الحكومة نصبت فخًا للأردنيين بالتعرفة الكهربائية الجديدة وأنهم لن يستفيدوا شيئًا وأنّ ما يوفره في الشتاء سيدفعه “تكييفاً بالصيف”، وآراء تؤكد أن الشريحة الفقيرة والأشد فقرًا لن تمس بأيّ حالٍ من الأحوال، وأخرى ترى تضرر بقايا الطبقة المتوسطة من القرار مع مفارقة استمرار استفادة الأثرياء والتخفيف من فواتير الطاقة لديهم، فيما أثيرت تساؤلاتٌ جادة لم تطالب الأردنيين بالتسجيل على منصة لدعم الكهرباء في الوقت الذي تعلن الحكومة أنها تريد دعم الأردنيين لا سيما وأن كل بياناتهم لديها متوفرة مسبقًا!

وسعت الحكومة منذ اللحظة الأولى لإعلانها عن التعرفة الجديدة للتخفيف من وطأة الأمر بالقول على لسان رئيسها بأنّها لن تمس 90% من الأردنيين، فيما أكد وزير الطاقة صالح الخرابشة أنها لن تتجاوز الزيادة بحدود العشرة دنانير للمستهلكين ما فوق 600 كيلو واط/ ساعة على اعتبار أنها شريحة أوضاعاها الاقتصادية جيدة واستهلاكها للطاقة عالٍ نسبيًا.

الهاجس.. حماية الفقراء والأشد فقرًا

وأكد النائب عن كتلة الإصلاح النيابية المهندس موسى هنطش في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أنه وخلال عضويته للجنة الطاقة النيابية السابقة كان الهاجس خلال نقاشات اللجنة مع الحكومة بشأن فاتورة الكهرباء هو “حماية الفقراء والأشد فقرًا”.

وأكد هنطش أنّ الحكومة استجابت للمطالب النيابية، لا سيما وأن التعرفة الجديدة لن تمس الشريحة الفقيرة من الأردنيين ومن يقل استهلاكهم عن 600 كيلو واط/ ساعة، منوها في الوقت ذاته إلى أنّ الشرائح ما دون استهلاك 1000 كيلو واط/ ساعة لن تشهد فروقات جوهرية مؤثرة.

وشدد على ضرورة مراجعة الحكومة المستمرة لهذا الملف بما يخفف على المواطن الأردني من كلفة وأعباء فاتورة الطاقة، منوهاً إلى ضرورة تعاون كافة الأطراف بما فيها المجتمع لتجاوز الأزمات التي تمر بها البلاد خاصة في ملف الطاقة وتحدياته المستمرة.

الطبقة المتوسطة الأكثر تضررًا

من جانبه أكد خبير الطاقة عامر الشوبكي أن التعرفة الجديدة للكهرباء ستؤثر سلباً على الطبقة الوسطى من المجتمع، منوهًا في الوقت ذاته إلى أنها ستخفف كثيراً على الطبقة الغنية والبرجوازية، ولن تؤثر على الطبقة الكادحة والفقيرة.

وقال الشوبكي إنه “من المعروف ان الطبقة الوسطى هى أهم الطبقات الاجتماعية سياسيا واقتصادياً وتنموياً، ويعتقد انها تشكل 36% من المجتمع الاردني”.

وأوضح أن التعرفة الجديدة المتوقع تطبيقها مع بداية شهر نيسان القادم يتضرر منها العديد من العائلات الاردنية الذين تبلغ فاتورة استهلاكهم أكثر من 50 دينار شهرياً، حيث ستطبق عليه التعرفة بسعر 20 قرشًا لكل كيل واط في الاستهلاك.

وأكد الخبير في مجال الطاقة أنه كان بالامكان تحقيق سعر كهرباء أفضل للمواطن وتكاليف كهرباء أقل على الحكومة قبل تنفيذ تعرفة الكهرباء الجديدة، وذلك مع مزيد من الرقابة وتطبيق تعليمات حوكمة الشركات على شركات توزيع الكهرباء، ومع تقليص نسبة الفاقد من الكهرباء سواء الفني في صيانة الشبكة الكهربائية او غير الفني من جراء السرقات، مع مراجعة عقود توليد الكهرباء، وضبط الاستطاعة، لتحقيق التوازن الدقيق ما بين التكاليف من جهة وأمن التزود بالطاقة في الجهة المقابلة.

كما دعا الشوبكي وزارة الطاقة وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والجهات المختصة لمعالجة هذا الاختلالات في التعرفة الجديدة وحماية المتضررين قبل تطبيقها.

هل يحتاج دعم الأردنيين لمنصة؟

بدوره تساءل الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش حول مطالبة الحكومة للمواطنين بالدخول للمنصة والتسجيل للحصول على دعم الكهرباء وعن الداعي لذلك.

وقال العموش: اذا كان هدف تعرفة الكهرباء دعم الأردني فلماذا يطلبون منه التسجيل على المنصة؟ الأرقام الوطنية ودفاتر العائلة وفواتير الكهرباء كلها عند الحكومة ؟ ومن ليس أردنياً معروف لديها أيضاً.

وختم بالتساؤل: هل القصد أن لا يعرف الناس الدخول وتفوتهم الفرصة ومن ثم لا يستفيد من الدعم المزعوم ؟!

رجل أعمال للأردنيين: إحسبها صح الحكومة ناصبة فخ

بدوره طالب المحلل ورجل الأعمال الأردني جواد عباسي الأردنيين بأن “يحسبوها صح”، قبل أن يقدم على التسجيل في منصة الدعم لفاتورة الكهرباء.

وقال عباسي: الخلاصة فيما يخص تعرفة الكهرباء الجديدة أنه اذا كان استهلاكك الشهري دايما اقل من ٦٠٠ ضروري جدا تسجل للدعم. فرق الفاتورة ٢٧ دينار على ٦٠١ كيلوات.

ونوه إلى أنه “اذا استهلاكك الشهري دايما اقل من ٩٠٠ كيلوات ساعة فكر اطلب الدعم. بتفرق ٣ ليرات على ٩٠٠ كيلو وات. انت أولى فيهم”.

وحذر أنه في غير ما سبق ستكون النتيجة: “هيك ما الك مصلحة”.

وأضاف أنه على استهلاك ١٠٠٠ كيلوات المدعوم بدفع أكثر من غير المدعوم. ٥ ليرات أكثر. وعلى استهلاك ١٢٠٠ كيلوات المدعوم بدفع أكثر من غير المدعوم ١٥ دينارًا. وعلى استهلاك ١٥٠٠ كيلوات المدعوم بدفع اكثر من غير المدعوم ٣٠ دينارًا.

وتابع بالقول: “إحسبها صح. ترى الحكومة عاملة فخ مرتب زي سوالف رادار سرعة آخر النزلة”.

وقال: برأيي ما بصير المدعوم باي حال من الأحوال يدفع اكثر من غير المدعوم. ههنا تعقيد التعرفة والفخ فيها”، مشددًا على أن “الحسبة بالشهر مش معدل سنوي. يعني التكييف بالصيف ممكن يضيع كل قرش دعم أخذته بالشتاء”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: