عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل يمكن للفلسطينيين أن ينسوا نكبتهم؟

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ليس لدي إحصائيات، لكن يمكن التخمين أن عدد الفلسطينيين الذين عايشوا النكبة بتفاصيلها قليل جدا لناحية أن هؤلاء يجب أن يكونوا من مواليد 1940 فما دون.

فهل انقراض الجيل الذي عايش النكبة يعني أن الفلسطينيين نسوا نكبتهم؟

غدا تمر الذكرى الخامسة والسبعون على النكبة الفلسطينية، وهي ذكرى تزداد زخما عاما بعد عام.

صحيح أن دولا كانت مستعمرة ظلت تناضل حتى نالت استقلالها، لكنها نالته من دولة استعمارية بعيدة جدا عنها، كما أن الاستعمار كان ينظر إليه أمميا أنه احتلال. في حين نتحدث هنا عن اغتصاب منطقة كاملة وتشريد أهلها وإحلال سكان غرباء بدلا منهم، وتأسيس كيان اعترفت به الأمم المتحدة وجميع الدول العظمى والكبرى، كما اعترف بها للأسف دول عربية مركزية، والطامة الكبرى فقد اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية ذاتها وهي المفروض أنها الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين.

هذا الكيان الناشئ استطاع ابتلاع كل فلسطين بعد أقل من عشرين عاما على تأسيسه، وفي الطريق كان قد ابتلع السكان الفلسطينيين الذي بقوا في بلادهم ولم يتشردوا في الآفاق حال إخوانهم الآخرين.

استمر هذا الكيان باغتصاب الأرض وتشريد السكان، ولم يكتف بذلك فهو يحاول اغتصاب الثقافة والتراث والتاريخ الفلسطيني، سعيا منه لطمس أي شيء يمت للشعب الفلسطيني بصلة.

أكثر من ذلك استطاع دبلوماسيا تمتين علاقاته مع عدد كبير من الدول المؤثرة في خارطة العلاقات الدولية، كما نسج علاقات مع معظم الدكتاتوريات في العالم، ومن ضمن أولوياته التأثير في قرارات تلك الدول بما يتعلق بالفلسطينيين وكل ما يمت لهم بصلة.

امتدت أذرع ذلك الكيان من لوبيات وأجهزة تجسس واستخبارات ووكالات إلى الدول التي تنتعش فيها جاليات فلسطينية وذلك لمراقبتها والتجسس عليها والتضييق عليها وتأليب حكومات تلك الدول عليها، ووصل الأمر إلى اغتيال الناشطين الفلسطينيين.

أخذ الكيان قرارا استراتيجيا بتعميق علاقاته مع الدول العربية، ونزع اعترافا رسميا منها، وتسلل إلى أنسجتها السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، ووصل إلى حد التأثير في المناهج فيها سعيا لطمس القضية الفلسطينية وعدالتها، وترسيخ وجود الكيان.

تلك الجهود الضخمة التي بذلها الكيان وجميع أذرعه الخارجية وداعميه الدوليين طيلة الخمسة وسبعين سنة الماضية لينسى الفلسطينيون أرضهم وقضيتهم، لم تمنع أطفالا لم يتجاوز الواحد منهم سن العاشرة يعيشون في أوروبا أو أمريكا أن يجيبوك على سؤال من أين أنت؟ أن يقول: من الناعمة قضاء صفد، أو من كابول قضاء عكا، أو من كوكب الهوا قضاء بيسان، أو من الجلمة قضاء حيفا، أو بيت دجن قضاء يافا، أو من بيت نبالا قضاء الرملة.

الشعب الفلسطيني لم ولن ينسى أرضه، ولن يثنيه شيء عن النضال حتى ينال حريته وأرضه وكرامته.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts