حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

وماذا عن وجه «كورونا» السياسي..؟!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

تحت وطأة الإحساس « بالخوف « من كورونا، او ربما الانشغال به، استسلمنا في هذا العالم لكل الوصايا الطبية والسياسية التي تصدرها السلطات المتخصصة،  لا احد عاقل يفكر بالتمرد او كسر عصا الطاعة، حتى لو كانت النتيجة هي « الحبس « الجماعي لأسابيع،  وربما لشهور طويلة.

لا بأس، نحن ندفع ضريبة « الوباء « الذي لا نعرف بعد،  من أين جاء وكيف تمدد وانتشر:  العمال الذي تعطلوا عن أعمالهم، الشركات التي افلست او كادت، الموظفون الذين قد يجدون انفسهم في « الشارع» الدول التي فقدت «مناعتها» الاقتصادية، الطلبة والعالقون الذين تقطعت بهم السبل في عواصم العالم، هؤلاء وغيرهم يدفعون « فاتورة « كورونا الباهظة الان، ومن المتوقع ان يدفعوا اضعافها في الأيام القادمة.

قلت « فاتورة «،  واعرف ان ذهن القارئ سيصرفها باتجاه « الخسارات « الاقتصادية، وربما النفسية والاجتماعية،  لكن ماذا عن « الفاتورة « السياسية ؟ نخطئ كثيرا اذا لم نفكر منذ الان بالوجه الاخر لكورونا، اقصد الوجه السياسي ، دعك الان من قضية « التسريبات « الخطيرة التي تشير  الى ان السياسة كانت وراء صناعة الوباء وانتشاره،  المهم الان هو « توظيف « الوباء لفرض وقائع جديدة، وإحداث ما يلزم من تغييرات في بنية المجتمعات، وعلاقات الدول مع بعضها، وترتيب العالم ليكون نسخة جديدة، بعد ان تلقى أطول « تمرين « سياسي في مهارات الالتزام بالأوامر والتعليمات، والانصياع – بدافع الخوف – لسلطة الطب والسياسة معا.

من المهم ان ننتبه منذ الان الى « حركة « ماكينة السياسة في ظل انتعاش»  أسواق كورونا»،  قد يكون من المبكر ان نكتشف أنماط « الكورنة « الجديدة التي يجري تصميمها، لكن المؤكد ان الاستثمار في هذا الحدث الأكبر في تاريخ البشرية المعاصرة لن يمر هكذا، وان امامنا -اقصد الشعوب – فرصة للتحذير، او لتصحيح المسارات التي ترسم هنا وهناك، لفرض وقائع جديدة تتجاوز قدرتنا على مواجهتنا اذا ما أصبحت حقائق تمشي على الأرض.

بقي لدي ملاحظة حول حالة المجتمعات الان في ظل امتثالها لإجراءات السلامة العامة التي اقتضت إبقاءها في مثل هذه الأوضاع الصعبة، ثم ما تركته عليها من اثار على صعيد حركتها وحياتها العامة،  اخشى ما اخشاه ان لا نكون قد انتبهنا للتحولات التي طرأت هنا، لا اقصد – فقط – ما لحق الطبقتين الفقيرة والوسطى من اضرار وخسارات اقتصادية،  وانما أيضا ما أصابها على صعيد الحالة النفسية والصحية والاجتماعية، ثم ما يمكن ان يترتب عليها بعد انكشاف « خطر « كورونا من ارتدادات اذا لم  تخرج « السياسة « من مرحلة التعطل والالتباس الى مرحلة اليقين، حيث الاستثمار الحقيقي فيما صب من ثقة في رصيد الحكومة، ومن انجاز في «سلة»  مواجهة الوباء، ومن توافق وطني يحتاج فعلا الى من يدقق فيه،  ويرعاه باتجاه البناء لا في أي اتجاه آخر.

باختصار « عطسة « كورونا السياسية في المرحلة القادمة ربما تكون « اخطر « من الرذاذ الذي حذرنا منه الأطباء، والمفارقة ان المجتمعات في هذا العالم قد لا تستطيع استخدام ما يلزم من كمامات ومعقمات لحماية صحتها السياسية،  كما فعلت لحماية صحتها البدنية.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts