نبيلة سعيد
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

يمنيات يتفوقن على الحرب

نبيلة سعيد
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

نعايش سنوياً المناسبة العالمية عن المرأة ويقفز للذاكرة  مشاهد من  جغرافيا اليمن عن امرأة من نوع مختلف طحنتها ظروف  الحرب واغتال استقرارها تردي الأوضاع الإنسانية وغياب الخدمات الأساسية  ، فباتت في عمل متواصل لتوفير أبسط مقومات العيش لها ولأسرتها، وبالأخص تلك المرأة التي تقف على رأس أسرة فقدت عائلها بسبب الحرب أو الهجرة أو الموت بآلة الحرب الطاحنة في اليمن مذ الـ6 سنوات ،

     إن حديثاً عن النساء اليمنيات يبدو ذو شجنٍ خاص، فقصص النضال النوعي الذى تبديه المرأة في اليمن وهي تتصدر كل التحديات بمقاومةٍ شرسة  فعلى سبيل المثال هي تواجه فقراً يهدد 84% من السكان و تعرف يقيناً أنها أكبر فئة تواجه هذه المعاناة بالإضافة إلى تراجع كبير في التعليم بسبب تعطل الحياة الطبيعية فضلاً عن مواقع  الدراسة ، إضافة لخروج عدد كبير من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة في ظروف صعبة  بما لا يترك مجالاً للشك بأن اليمن حسب تقارير أممية من أسوأ الدول التي تعيش فيه النساء ، فالأزمة الإنسانية في اليمن لاتزال هي الأسوأ عالمياً فقد أودت سنوات الحرب الـ 6 العجاف باليمن واليمنين إلى حافة الهاوية، وبات 24 مليون شخص – أو أكثر من 80 % من السكان بحاجة للمساعدة أو الحماية، منهم 4.14 مليون في عوز شديد – أي بما يزيد على نحو مليونين عما كان عليه الحال في 2018. وتشير التقديرات إلى أن نحو ستة ملايين من النساء والفتيات في سن الحمل والإنجاب من 15 الى 49 سنة يحتجن إلى الدعم، وبسبب النقص المتزايد في المواد الغذائية تعاني أكثر من مليون امرأة حامل من سوء التغذية، وهن معرضات لإنجاب أطفال يعانون من التقزم ، بالإضافة إلى أن هناك 114 مليون امرأة معرضة لخطر الإصابة بمضاعفات أثناء الولادة ، ونحو ثلثي المنشآت الصحية العاملة فقط تقدم خدمات الصحة الإنجابية وذلك بسبب نقص العاملين، وقلة الإمدادات والمستلزمات، والعجز عن تغطية تكاليف التشغيل، أو تعرضت للضرر جراء أوضاع الحرب في اليمن

تجربة تستحق المتابعة

إن حالة الحرب وعدم الاستقرار الذى عاشته المرأة اليمنية وخاصة موجة النزوح التي قادت خطى ما يقارب 2  مليون امرأة لتغادر موقع سكنها ومدينتها لأطراف المناطق – شبه  المستقرة-  ليضعنا أمام مشهد بالغ لطاقة التحمل لظروف النساء اليمنيات ، خاصة وتلك المرأة اليمنية  تصارع البقاء أمام تقلبات الظروف الطبيعية من البرد والرياح والسيول والفيضانات ، منه ما أسفرت عنه الخسائر البشرية في السيول الأخيرة من نهاية 2020م التي اكتسحت المخيمات ووضعت المرأة أمام معادلة الموت إما بالحرب أو النزوح ،

يقودنا كل ذلك لأن نعتقد أن قصة المرأة اليمنية مشهداً يستحق الرواية المنصفة والتي يكون هدفها الأهم  هو توجيه أنظار المنطقة العربية لفرص التعاون والشراكة في بناء مجتمعات صديقة للمرأة اليمنية تعمل على رصف قدراتها وإمكاناتها في التكيف وتحمل المسؤولية الذى تبديه المرأة اليمنية أمام تحديات متعلقة بكافة الظروف سواء ًفي الحرب أو السلم ، فمن اليمنيات  نساء استطعن تجاوز تحديات البيئة الوعرة والظروف القاسية في اليمن للوصول إلى فرص في التعليم واستكمال مسيرة التأهيل ، وتسجيل نماذج ريادية ناصعة  افتتحت بها النساء مشاريع نابضة بالحياة ومساعدة للبيئة  المحيطة في توفير فرص عمل متنوعة بحسب الميول والقدرات لمشاريع إنتاجية متعددة في مختلف محافظات اليمن ، واتسعت دائرة العمل مع الوقت وظهر ميدان التنافس في صناعة نمذجة  ذات بعد تنافسي لكسر شوكة التحديات والانطلاق بالتأهيل للكثير من النساء اللواتي لم يتمكن الإحباط والفشل منهن ، وبدأن يحاولن ترتيب ذواتهن في مواجهة الحياة التي فرضتها آلة الحرب وأعداء الحياة .

    إن أوضاعاً مثل هذه تحتاج فعلياً عدسة منصفة وقراراً دولياً بتحويل حياة النساء اليمنيات لنوع من الاستحقاق الكريم خاصة وأن العديد من المنظمات التي عملت ولا زالت تعمل تدرك جيداً أن أحداً  منها لم يجرؤ أن يطلق تقريراً مساعداً في خدمة النساء،  إلا أرقاماً لا ترقى لحجم الاحتياج الذى يزيد اتساعه مع الزمن من تلك المنظمات التي تدعو ليلاً ونهاراً إلى إنصاف النساء واعطائهم الحقوق الكفيلة بالعيش بأمان ، وفى المجمل هناك صورة من التحرك البناء في المساحة اليمنية من قبل يمنيات  من بيئات مختلفة من قرى وعزل ومحافظات ومدن  يؤثرن العمل على السكون والشاهد  لتكاثف أعداد المبادرات والائتلافات والاتحادات والجمعيات والمؤسسات النسائية التي تم افتتاحها خلال ال 15 سنة الأخيرة يوضح أننا أمام يمنيات يواصلن الحياة من مربع الموت .

     هناك في اليمن توجد قصص لنساء يصنعن صوراً من تجاوز المعاناة نستطيع القول بأنهن تمكن من إدارة أوضاع عدم الاستقرار بإرادة صلبة وقوة لا تعرف الانكسار ،

حين تذكر المناسبات العالمية والأيام الخاصة بالنساء ونضالهن في المساحات حول العالم يتبادر للذهن العربي امرأة من طراز خاص مسكنها اليمن ومعاناتها أصبحت بالضرورة معلومة، وبرغم الحرب الدائرة في اليمن من مارس 2015 إلا أن استمرارها على إنتاج الحياة ومحاولة التخلص من التبعات المتراكمة بسبب اتساع رقعة عدم الاستقرار في 85% من المناطق اليمنية يجعل اليمنيات أجدر بالكثير من التعريف وتسليط الضوء كفئة من اليمنيين تجاوزن الحرب بجدارة ولو لم تنته تلك الحرب المقيتة لهذه اللحظة .

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts